I

11 4 2
                                    

عام١٩٨٩
الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ يَنايِر
السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ و سَبْعَةَ عَشَرَ دَقِيقَةٌ مساءاً
باحدي غَرَف السَّفِينَة الْمُسَافَرَة إلَيّ بريطانيه و الَّتِي كَانَتْ مِنْ أَشْهَرِ السُّفُن و أَكْبَرُهَا تَكَلُّفُه
شَابٌّ يَبْدُوَا بِأَوَاخِر العشرينات مِنْ عُمْرِهِ
مَعَ شَعْرِ أَسْوَدَ فَحَمِي مصفف للاعلي و بَذْلُه سَوْدَاء رَسْمِيَّةٌ يَبْدُوَا أَنَّهَا بَاهِظَة الثَّمَنِ مَعَ قَمِيصٍ أَبْيَضَ اللَّوْنِ أَسْفَلِهَا يَجْلِس عَلِيّ كُرْسِيّ فَآخِرُ مَنْ الْجِلْدِ البُنّي
يَنْظُر لِلْأَوْرَاق بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ خَلْفِ نظاراته الزُّجاجِيَّة
لِيَسْمَع بَعْد دَقَائِق صَوْت مُكبرَات الصَّوْت و الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا صَوْتُ قُبْطان السَّفِينَة الذُّكورِيّ يَقُول بِصَوْت هَادِئ
"سوف نرسي فِي مِينَاء لَنْدَن بَعْد دَقَائِق اتمني مِنْكُم الِالْتِزَام بغرفكم حَتَّي اعِلَامكُم بِالْخُرُوج "
بِدَاء يُشْعِر برسي السَّفِينَة ليلملم الشَّابّ أَوْرَاقَه و يَضَعُهَا بحقيبته و يَعْدِل هِندَامه اسْتِعْدَادًا لِلنُّزُول
لِيَسْمَع بَعْدَ مَا يَقرُب الْعَشْر دَقَائِق صَوْت الْقُبْطَان مِنْ جَدِيدٍ و هُوَ يَقُولُ
‏"لقد تَمّ الارسَاء بِنَجَاح يُمْكِنُكُم الْآن الْخُرُوجَ مِنْ غرفكم و سَوْف يَخْرُج عُمَّال السَّفِينَة الحَقَائِب اتمني أَنَّكُم قديتم رَحْلِه مُرِيحَة و اسْتَمْتَعْتُم بالابحار معنا"
خَرَج الْجَمِيعِ مِنْ غرفهم لِيَذْهَبُوا إلَيّ مَخْرَج السَّفِينَة و يَنْزِلُوا السّلَالِم الَّتِي توصلهم إلَيّ أَرْض بريطانيه
ليبداء الرِّكَاب بِالنُّزُول وَاحِدًا تِلْوَ الآخَرِ
تَوَجَّه ذَلِكَ الشَّابُّ إلَيّ الْبَاب ليبداء يَنْزِل بِهُدُوء بَيْنَمَا تتأرجح حَقِيبَتِه الجِلْدِيَّة الْمُسْتَطِيلَة فِي يَدِهِ
و يُصَلّ اخيراً اللَّيّ إِنْجِلْتِرا بَعْد رَحْلِه دَامَت يَوْمَيْن تَقْرِيبًا
فور نُزُولِه وَجَد هُنَاك سَائِقٌ يَرْتَدِي بَذْلُه بِلَوْن كَحُلِيّ فَاتِح و قَمِيص سُكَّرِي و قُبَّعَة بِنَفْس لَوْن الْبِذْلَة
مَع شَعْرِه الذَّهَبِيّ الْوَاضِحِ مِنْ تَحْتِ الْقُبَّعَة و مَلامِح اروبيه يَبْدُوَا بمنتصف العشرينات بِانْتِظَارِه
و فَوْر رُؤْيَتِه هَرْوَل إلَيْه السَّائِق قَائِلًا
‏"سيدي مَرْحَبًا بِك بلندن هُنَاك أَنْجلُو فَرَنْسِيَّةٌ فِي الْخَارِجِ بأنتظارك أَرْجُو أَنْ تَذْهَبَ و تَسْتَرِيح بِهَا حَتَّي أَجْلَب الحَقَائِب ثُمّ نَذْهَب لفندق براونز"
‏اومئ لَه الشَّابّ بِهُدُوء لِيَتْرُكَه و يَتَقَدَّم لِلْمَكَان الَّذِي تُرْكَن به السَّيَّارَات
وَقَعَت أُعِينُه عَلِيّ سَيّارَة أنغلو فرنش هِي سَيّارَة إِنْجلِيزِيَّة تَمّ تصنيعها مِنْ قِبَلِ شَرِكَة تَعْمِير المحركات الْفَرَنْسِيَّة الإنكليزية التَّابِعَة لِيُون هوليرز فِي بيرمنغهام مِن ١٨٩٦ وَحَتَّى ١٨٩٧
لِيَتَقَدَّم بِخَطِّي ثَابِتَةٌ نَحْوَهَا ثُمَّ يُفْتَحُ بَابَ الْمَقْعَد الخلفي و يَضَع حَقِيبَتِه بِهَا ثُمَّ يَدْخُلُ و يَجْلِس بِانْتِظَار السَّائِق مغلقاً الْبَابِ خَلْفَهُ
بَعْدَ مَا يُقَارِبُ الْعَشْر دَقَائِق أُتِي السَّائِق و مَعَه حقيبتي سَفَر كَبِيرَتَيْن و وَضْعِهِمَا بصندوق السَّيَّارَة و مِنْ ثَمَّ أَغْلَقَه جيداً و تَوَجَّه لمقعد السَّائِق
لِيَنْظُر مِنْ الْمَرْأَةِ الْإِمَامِيَّة لِلَّذِي يَجْلِسُ فِي الْخَلْفِ شارداً بَيْنَمَا يَنْظُر لِلْخَارِج و يَبْدُوَا عَلَيْه التَّعَب
ثُمّ عِدْلُهَا و أَدَار الْمِفْتَاح لِيَعْلُوَا صَوْت الْمُحَرِّك الْقَوِيّ
و بَعْد ثواتي بداءت السَّيَّارَة بِالتَّحَرُّك مُتَوَجِّهٌ لفندق براونز بشارع ألبيمارلي الَّذِي تَمَّ افْتِتَاحِه عَام ١٨٣٧ و مُنْذ افْتِتَاحِه اِسْتَضَاف هَذَا الْفُنْدُق العريق الْكَثِيرِ مِنْ الشَّخْصِيَّات رَفِيعَةٌ الْمُسْتَوِي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 11, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عَام١٨٩٨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن