طالعت بترقب تلك الورقة التي سقطت مستسلمة بعد تخلي الشجرة عنها والتي استقرت على الأرض ولم تجسر على رفع عينيها والنظر إلى مكانها في الفرع فقد تخلت الشجرة وأيد قرارها الفرع وأنتهى الأمر......
مازالت لم تحيد بنظرها عن الورقة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة إلى جانب أخواتها ممن تم التخلي عنهم سابقًا
أحست بحركة فنظرت متلهفه إلى ذلك الطريق الذي يأبى ابنها أن تطأه قدماه لعله يكون قد نال من قلبه الحنين وأتى لزيارتها...
ولكن هيهات....
في الجهة المقابلة من المشفى كان الطبيب ينظر بأسى شديد لتلك العجوز الواقفة بوهن وجسدها يرتعش من كثرة ما أرهقته في الانتظار الذي لا جدوى منه على الإطلاق
تنهد الطبيب بأسى وأعاد عقله نفس السؤال الذي مل من طرحه " كيف يخبر تلك العجوز أنها لم تكن أمًا يومًا؟ !"