-
القهوة المرة واللون الرمادي مع موسيقى بيتهوفن .....
لم اكن يوما الفتاه التي تهتم بنظرة الناس لها ولم اكن يوما الفتاه الجميلة صاحبة العينين الرائعتين والجسد المثالي بل كانت عيناي سوداء بجسد ممتلى ونظارات
كرهت الروايات السعيدة وأحببت الواقعية منها .
لم اهرب ابدا من واقع الحياه بتلك الاشياء بل واجهتها بكل قوتي .
ربما لذلك لم اعد اهتم بالنظرات السطحية وكلام البشر
بل اهتممت بلوحاتي وما سأرسمه المرة القادمة .
معرضي الصغير لم يكن ذا شهرة واسعة بل كان يوفر
لي ما احتاجه من مال ومنزلي الصغير لم يكن به سوى كلبي سبيستيان .
لذلك لست بطلة الروايات والافلام ولست عارضه الازياء
انا مجرد فتاه تحلم بشخصها المستقبلي وتكتب له
الرسائل في كل مرة يخطر على بالها امره.
قرأت في مذكرات والدتي انها احبت اثينا كونها قابلت بها والدي ولشدة حبها لها اسمتني باسمها .
ولكنني لم احب اثينا ابدا بل كرهتها ونفرت منها ولم
اشعر سوى بالغربة بها لذلك انتقلت من اثينا الى اويا
وفتحت معرضي هناك .
عشت مع الناس البسيطة ،كان البحر صديقي والمقاهي بيتي الثاني.اليوم سوف تقوم شركة s&o بعقد عمل
معي مع اثينا الفتاه البسيطة وهذه كانت الخطوة الاولى تجاه حلمي الصغير ان تقدم شركة كبيرة كهذه طلبا للعمل معي أمراً أطلق املا بداخلي تجاه حياتي المهنية ومستقبلي .فتح باب المعرض ليدخل رجل في اواخر الأربعينيات
مبتسما كأن الحياه جميلة ورائعه .
بصراحة قد تكون كذلك بالنسبة له،
لم يكن هذا الرجل ملائما لهالة معرضي فقد كان متفائلا بشوشا بينما طغى الاسود والرمادي على المكان .- انسة اثينا ...تشرفت بلقائك
الابتسامة الصفراء المعتادة مع نفس الكلمات كان ردا كافيا بالنسبة لي وله ليعلم انني لا احب اللقاءات الطويلة .
-كما عرضت عليكي من قبل سنتعامل معكي لمدة سنة ستقومين بصنع اللوحات لعرضها في معرضنا الخاص
وستحصلين على اجرك في كل مرة نستلم اللوحات
فيها.-بالطبع هل يمكننا توقيع العقد الان
التسرع واحدة من صفاتي الغير محببه للأشخاص من حواي.
هكذا هم يتعرضون للنفور مني وهكذا انا اضمن عدم
التحدث معي والدخول في مساحات شخصية اكرهها .بعد ذهاب الرجل الاربعيني اغلقت معرضي وقررت
المشي مع موسيقاي قليلا والتأمل في شوارع اويا
والحصول على كوب من القهوه هدية لعملي الجديد
وتحقيقي اول خطوة في طريق نجاحي .اويا وشوارعها القريبه لقلبي المكان الوحيد الذي اشعر فيه بالراحة ورغم حفظي لكل انش بها إلا انني لم امل يوما من تأملها وإذا قررت وصفها بالنسبة لي فستكون من الاشياء المحببة لقلبي .
هي تشبه تماما لوحة رسمت من انامل فان جوخ
امتزج بها الوان مقطع من موسيقى بيتهوفن وتفنن
الكافيين في رسم اشخاصها ورائحة المطر جعلت منها لوحة لا تمت .
أنت تقرأ
اثينا
Romantikاين انتي الان سمعت صوته من الجهة الاخرى بينما ازدادت دقات قلبي اريد ان اعاتبه ولكنني لا استطيع اعتدت الامر منذ السادسة عشر اعتدت على الوحدة والالم والخذلان ولكنني وفي كل مرة انكسر كما ينكسر الزجاج اعتدت ان يتحطم قلبي وان تكسر روحي مازلت احارب و...