شاب لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره ذهب إلى بانكوك بحثاً عن المتعة الحرام فوجدها ولكنه سقط معها إلى الهاوية لولا عناية الله وفضله تداركته في آخر لحظة… عرفه الشباب الخليجي في بانكوك بالحشاش لأن سيجارة الحشيش لم تكن تفارق يده وشفتيه… هنا تخلى عن مهنته كطالب جامعي واضطره (الكيف) إلى أن يحترف مهنة… ويا لها من مهنة له معها صولات وجولات يروي قصته فيقول:
أنا واحد من أحد عشر أخاً من الذكور… إلا أنني الوحيد الذي سافر هناك… كان سفري الأول قبل عام تقريباً بعد جلسة مع الزملاء تحدثوا فيها عن المتعة في بانكوك!!! وخلال عام واحد سافرت سبع مرات وصل مجموعها إلى تسعة أشهر!!!
بدايتي مع المدرات كانت في الطائرة في أول رحلة إلى بانكوك عندما ناولني أحد الأصدقاء الخمسة الذين كانت معهم كأساً من (البيرة) ولم استسغها فقال لي خذ كأساً أخرى وسيختلف الأمر عليك فأخذتها فكانت هذه بداية الإدمان حيث كان فيها نوع من أنواع المخدر يسمى (الكنشة).
ما إن وصلت إلى بلدي حتى بعت سيارتي وعدت إلى بانكوك… وعند وصولي كنت أسأل عن (الكنشة)… فدخنتها بكثرة… ولم أكتف بل أخذت أبحث وأجرب أنواعاً أخرى من المخدرات فجربت (الكبتيجول) فلم تناسبني.
كنت أبحث عن لذة أخرى يشبه (الكنشة) أو تفوقها فلم أجد وعدت إلى بلدي!!.
وفي منزل أحد أصدقائي الذين سافرت معهم أول مرة عثرت عنده على (الحشيش) فتعاطيته… كان سعره مرتفعاً فاضطررت لضيق ذات اليد أن أخدع أخي وأوهمه أن أحد الأصدقاء يطالبني بمال اقترضته منه فباع أخي سيارته وأعطاني النقود… فاشتريت بها حشيشاً وسافرت إلى بانكوك.
وعندما عدتّ إلى بلدي بدأت أبحث عن نوع آخر يكون أقوى من (الحشيش) سافرت إلى بلد عربي في طلب زيت الحشيش ومع زيت الحشيش كنت أتجه إلى الهاوية… لم أعد أستطيع تركه… تورطت فيه… أخذته معي إلى بانكوك ولم تكن سيجارتي المدهونة به تفارق شفتي… عرفني الجميع هناك بالحشاش أصبت به إصابات خطيرة في جسدي أحمد الله أن شفاني منها… فلم أكن أتصور يوماً من الأيام أنني سأشفي من إدمان زيت الحشيش.
أصبح المال مشكلتي الوحيدة… من أين أحصل عليه؟ اضطررت إلى السير في طريق النصب والاحتيال حتى إنني أطلقت لحيتي وقصرت ثوبي لأوهم أقاربي بأنني بدأت ألتزم… واقترضت منهم مالاً… وسرقت من خالي وعمي… وأغريت بعض أصدقائي بالسفر إلى بانكوك لأذهب معهم وعلى حسابهم… بل لقد أصبحتُ نصّاباً في بانكوك فكنت أحتال على شباب الخليج الذين قدموا للتو إلى هناك وأستولي على أموالهم… كنت أخدع كبار السن الخليجيين وأستحوذ على نقودهم حتى التايلنديين أنفسهم كنت أتحدث معهم بلغة تايلندية مكسرة وأنصب عليهم!!.
لم أكن أغادر بانكوك لأن عملي -أقصد مهنة النصب- كان هناك… وفكرت فعلاً في الاستقرار والزواج من تايلندية للحصول على الجنسية التايلندية حتى أنشئ مشروعاً صغيراً أعيش منه.
أصبحت خبيراً في الحشيش أستطيع معرفة الحشيش المغشوش من السليم.
ومضت الأيام وفقدت كل ما أملك فلم أجد من يقرضني… عرف جميع إخوتي وأقاربي وأصدقائي أنني نصّاب… ولم أجد من يرشدني إلى مكان فيه مال لأسرقه… ضاقت بي الدنيا وربطت الجبل لأشنق نفسي بعد أن شربت زجاجة عطر لأسكر… ولكن أخي قال لي: أنت غبي… فغضبت لذلك ونزلت لأناقشه فأقنعني أنني لن أستفيد شيئاً من الانتحار.
ركبت السيارة وأنا مخمور وفي ذهني آنذاك أمران إما أن تقبض عليّ الشرطة، وإما أن أصل إلى المستشفى لأعالج من حالة الإدمان التي أعاني منها… والحمد لله ذهبت إلى المستشفى وتعالجت وها أنذا الآن أصبحت سليماً معافى تبتُ إلى الله ولن أعود إلى سابق عهدي.
أنت تقرأ
قصص التوبة والعودة إلى الله 🌸
Dobrodružnéيا صاحب الخطايا : أين الدموع الجارية ؟ يا أسير المعاصي ابك على الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، وا حسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟!