مقـدمة

293 32 32
                                    

احدى ليالي سيول الحزينة .. السماء تسكب الأمطار بلا توقف،في مثل هذا الوقت .. اخر شيء كان يفكر فيه الناس هو الخروج .. الرومانسين فقط هم من كانوا يستمتعون بمنظر الأمطار الهاطله والهدوء في الشوارع والمنازل ، لكن هناك شخص واحد كان يتأمل المنظر ليس لانه رومانسي او ما شابه .. اوه لا يبدو انه يريد ان يكون مشتت الذهن قبل اي شيء اخر .. يفكر في حبيبته السابقة بخيبة امل ، يبدو انه يريد ان ينساها في اسرع وقت ممكن لكن يبدو انهم قد تجسدوا على هيئة شر متقطع ، قُطعت أفكاره عن طريق فتح الباب فجأة ، استدار تايهيونغ ورأى جويو التي دخلت للتو ، نظرت اليه وذهبت قي صمت بإتجاهه ، استدار الرجل بعيداً ، ذهب الى الأريكة وجلس ، بينما يتجاهلها بكل مظهره .. جويو وقفت امام تاي تنظر بغضب الى وجهه الهادئ ، لم ينتظر ان تبدأ بالحديث حتى .. لذا سأل سؤاله ببطء
"ما الذي اتى بكِ الى هنا .. ربما تحتاجين مساعدتي؟" بدا تايهيونغ غير مبالٍ ، مازال لا ينظر اليها ، عيونه كانت تركز على السماء المليئة بالغيوم المبلدة .. ليس من الواضح سبب اهتمامه بهذا المنظر الممل ، ربما كانت الرغبة في تجاهل الفتاة اقوى من اي شيء ، حتى لو لم تنج علاقتهم منذ البداية ، بالرغم من ذلك .. هذا لم يعطِه الحق في ان يقدم نفسه كـ احمق وقح ، على ما يبدو تايهيونغ لم يهتم كثيراً حول هذا الموضوع ، لذا طوال الوقت .. لم يلتفت اليها .. لكن جويو كانت لا تزال تقف على بُعد خمسة خطوات منه وتنظر اليه بصمت .. وعلى الرغم من ذلك قد جمعت أفكارها واجابته على هذا السؤال الغير حساس
"مساعدتك؟تعقتد انه يمكنك فعل شيء لمساعدتي؟" اجابت الفتاة بسخرية واضحة على سؤاله ، يبدو أن هذا لم يتركه غير مبالٍ .. استدار ببطء ونظر اليها بغضب .. تماماً نظرة فارغة غاصبة ، لم تفكر مع الصمت ، لكن بكل شجاعة الفتاة ذات الشعر الاسود تعيد له نظره باردة غاضبة .
ولكنه سألها بشكل خطير
"اذا ما هو جوهر المشكلة؟قولي او ارحلي من هنا ليس لدي الرغبة في أجراء حديث فارغ معكِ" لقد عبر عن كل شيء بلا مبالا بينما يشاهد بعناية التغير في تعابير وجه الفتاة .. جويو وقفت أيضاً متجذرة تنظر الى تعبير تايهيونغ القاسي ثم ضغطت على يدها اليمنى قي قبضة وقالت بهدوء
"انا لا احتاج منك اي شيء ، فقط اعتذر لصديقي على ضربه بدون سبب ، لقد دافع عني فقط ، لم يكن يستحق الضرب لاجل هذا السبب ايها الوغد!" قالت الفتاة كلمتها الاخيرة بغضب ، لقد رمتها على وجه الرجل الذي امامها .. لم تتوقف حتى عندما لاحظت انه صر على اسنانه ، وفجأة قفز من مقعده واقترب منها
"ما السبب الذي اعتذر بشأنه هاه ؟" وقف بالقرب منها ونظر مباشرة في عينيها
"لن اشرح لك هنا ، الاشخاص العاديين عادة ما يضطرون الى الحديث ان كنت لا تفهم خطأك هذا مشكلتك إذا ليس لدي اي شيء اخر لاقوله" استدارت وكانت على وشك المغادرة لكن تايهيونغ امسك معصمها وادارها نحوه
"ما رأيكِ بي؟ لن اتسامح ابدا مع هذا الموقف اخرجي من هنا ! ولا تجرأي على الظهور في مجال عملي مجدداً هل تفهمين؟!" نظر إليها الرجل بغضب ولايزال يمسك بيدها ، سحبت الفتاة يدها من قبضته العنيدة دون أن تجاوبه توجهت بسرعة الى المخرج واغلقت الباب بصوت عالي عن عمد .. لكنه توقع هذا.
لذا ابتسم ابتسامه عريضة وذهب الى المكان الذي كان عليه الوقوف فيه بسبب تلك الفتاة الخجولة ، جلس على كرسيه .. استعاد ذكرياته معها ، من كان يظن بأنه قصه حبهم ستنتهي بشكل مثير للشفقة ؟
لاحظ تايهيونغ ان المطر لا يزال مستمراً في الخارج ولم يكن مؤقتاً كما توقع ، للحظة تساءل عما اذا كانت ستبتل في المطر لكنه سرعان ما عاد الى رُشده وشغل الموسيقى على هاتفه ، وضع السماعات في أذنه .. واغلق عينيه بهدوء ، الآن لم يهتم بأي شيء حوله طالما هدأت اعصابه ونسى كل الذكريات السيئة والغير ضرورية

لاكون اكثر دقة .. ذكريات عنها هي.

سـبب واحـد - فضـيحة || TaeTzuحيث تعيش القصص. اكتشف الآن