الام جنة 🥺🤍

141 14 0
                                    

.
.
.
.

.
.

_ يعني عاوزني أبقىٰ خدامة لأمك؟
ما تنقّي الفاظك ياغفران اللي بتقوليه ده عيب، كل اللي بطلبه منك تراعيها وتاخدي بالك منها وانا في شغلي بس ومقابل ده كل أوامرك مُجابة.
_ يعني ليل نهار عاوزني قاعدة تحت رجليها ودي تبقىٰ اسمها مراعية؟
بدأ صوتها يعلىٰ وأكيد تقصد تسمع أمي الكلام ده لأنها كانت في الشقة اللي قصادنا، اتكلمت بصغب وثرثرة فظيعة وقالت " متنساش إن الحَمل مبهدلني، انا مش خدامة روح هاتلها واحدة من الشارع تقعد بيها ".
حاولت احافظ على هدوئي وقولت " خلاص يبقىٰ هجيب واحدة من الشارع واحطك مكان اللي هجيبها في الشارع برضو، معادلة بسيطة وسهلة وممهدة لراحة بالي صح؟ "
_ ما اللي من الشارع دي هتليق بيك لأنكم هتبقوا من طينة واحدة.
حسيت الدم بيغلي في عروقي من كلامها، انحسار حبها للي حواليها وضيق دايرة احتوائها وحنانها حاجة بتاخد من رصيدها العاطفي في قلبي، عدم انتقائها للكلام والطابع الأنثوي الشرّاني اللي مسيطر علىٰ عقلها بينخر جدار السكينة والمودة بينا، لوهلة فكرت في اهانتها وآخر كلمة قالتها، زعلت ومحسيتش بنفسي غير وايدي نازلة علىٰ خدها، متعودش اضرب واكسر أو اهين مراتي لأني شايف الجواز بمنظور تاني شايفه علاقة " تكامل حميمة " محشيّة بالحب ومعانيه، ولما الظروف تحكم بالقوي نهونها علىٰ بعض، انا اطبطب مرة وهي تحضن وتلطف مُر العالم مرة، كان الإختلاف بينا واضح وبارز من بداية الزواج لإني كنت بهيأ نفسي دايمًا لفهم جوانب الحياة وكنت مثقف من بداية مراهقتي وبقرأ كتب قيّمة كتير في " علم النفس والبيت المسلم وكيفية التعامل مع الآخرين ده غير إني كنت بسمع لمشايخ جليلة لجانب حفظي للقرآن " لكن هي مكنتش بتقرأ وفهمها بطئ وعاوزة الدنيا وردي طول الوقت زي ما بتسمع في المسلسلات ولأني بحبها اتنازلت عن راحتي وقولت لنفسي " اللي بيحب حد مبيسيبهوش " وهحاول بكل جهدي اخليها تتقمص شخصيتي وتقتبس من تفكيري، لكنها كانت متمردة، لما حبتني محبتش كل حاجة تخصني، حبتني لوحدي ونست أمي اللي مليش غيرها وملهاش غيري، أمي اللي لما الدكتور قالها " لو الجنين منزلش واتعالجتي فترة هنشيل الرحم ومش هتخلفي تاني ".
ردت وقالتله " لا هكمل الحمل واشيل الرحم بعدها عادي " وفعلاً جابتني للدنيا واكتفت بيا وتعبت لحد ما خلتني مُذيع راديو قد الدنيا .. سيبتها وخرجت قعدت مع صحابي علىٰ القهوة.
ولمّا رجعت رنيت علىٰ سواق توكتوك قريبنا روّحتها بيت والدها وحكيتله الموضوع وقولتله " خليها عندك ترتاح شوية من ضغط البيت وطلبات أمي ولما تقدر ترجع تواصل معايا مشواري وعيشتي كلمني وهاجي اخدها "
سيبتها في بيت باباها ورجعت بيتي وانا طالع الشقة روحت شقة أمي الأول لاقيتها قاعدة علىٰ السرير بتقرأ قرآن دخلت قعدت جنبها فقفلت المصحف وبصتلي بحنيّة وضمت ايدي جوا ايديها وقالت " أنا عارفة إنّي متقلة عليك حِملك " وبعدين ضحكت ضحكة مليانة حُب وقالت " وبعدين ياولا انا لسه معجزتش وبعرف اطبخ وامسح وكمان معاش أبوك مكفيني وزيادة والفاكهة اللي بتجيبهالي كل شوية دي بتبوظ لأني مبقتش باكل زي زمان، متضغطش نفسك ياكريم وتحملها فوق طاقتها عشاني، انا مش ناقضني حاجة وستر ربنا ملازمني "
" تُقلك أخف علىٰ قلبي من نبضه، ولو الحِمل كان في خفتك فياريت كل احمالي تبقىٰ انتي " ..♡
_ بس ياحبيبي أنا مش عاوزة اشيلك..
" مش عاوز اسمع حاجة، ربّعي رجلك عشان انام عليها زي زمان وتقريلي الرقية عشان شكلي محسود وعاوز افوق "
قعدت تقرأ وعيني سبحت في النوم بطمأنينة عمري ما حسيتها، هدوء خلّىٰ التفكير عاجز علىٰ قلقي وإزعاجي، فات اسبوع وهي لسه عند ابوها، كنت بحاول اطنش بس هي كانت شاغلة تفكيري ومالكة روحي لإني بحبها، لمّا كان عِرق الحنين بينبض ليها كنت بقطعه لما افتكر معاملتها لأمي.
............
هتفضلي مزعلة جوزك وهاجرة بيته كدا يابنتي؟
_ لما يبقى يجي يصالحني وياخدني هبقى ارجع.
ولو مجاش؟
_ مش راجعة
وكل ده عشان إيه؟
_ عشان مش عارف قيمتي، مقدرش وجودي ومجهودي وتعبي، عاوزني خدامة مش زوجة وشريكة.
بصي " انا مش هقدر الومك بس لازم تعرفي كويس إنه مكذبش وكان داخل بيتك واضح وصريح وخيّرك وقالك انا مليش غير أمي وانتي وافقتي وقبلتي بالوضع، يبقى إنتي اللي خلفتي عهدك مش هو اللي مقدركيش صح ولا إيه ؟ "
مش عاوزك تردي علىٰ كلامي بس عاوز افهمك حاجة:
" أي علاقة عاطفيّة عاملة زي بطارية الشحن، بس بتشحن حاجة اسمها " رصيد عاطفي " وده بيتشحن بالمحبة والحنيّة والكلام الحلو طول الوقت والمشاركة الطيّبة وإنك تجيبي لحبيبك هدية مُفضلة عنده حتى لو كانت بسيطة، تستحمليه وقت مشاكله وقرفه وتعبه وبهدلته، تحبي كل حاجة من خاصته، لمّا تملي شحن رصيدك بقى ممكن تغلطي ويسامحك بسرعة عارفة ليه ؟ "

بوستات دينية 2"🌻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن