|٤٧| والأخير.

5K 459 380
                                    

شعرتُ بجسدي يُرسل الإشارات عبر شراييني لعقلي، شعرتُ بالإبر التي غُرست بجسدي، شعرتُ بالدماء وهي تسيل من رأسي، شعرت باليد الرقيقة التي مسدت على رأسي، شعرتُ بقبلة مُحبة على يدي وأخريات على وجهي. شعرتُ بالألم يضرب عظامي وأعصابي وعقلي.

شعرتُ بدقات قلبي تتسارع دليلًا على إستيقاضي وخوفي حين شعرتُ بكُل هذا دُفعة واحدة.

وكأني هاتف كان مُغلق وحين إشتعل هاجمته الإشعارات، وكمية الذكريات والمشاعر كانت مؤلمة.

فتحتُ عيناي ببطئ لأرمش نحو السقف الأبيض، ثوانٍ لتبدأ حواسي الباقية بالعمل وتضربني الرائحة الكريهة للمكان تلذي أميزُه، رائحة المشفى المليئة بالأدوية والمُعقمات.

"آ--" تأوه صغير خرج من بين شفتاي، حاولتُ تحريك جسدي ببطئ لكنه آلمني للغاية رُبما بسبب -- لحظة! أنا بالمشفى!

الذكريات ضربت رأسي سريعًا لتتوسع عيناي التي كُنت قد أغمضتها سابقًا.. الجامعة، الولايات، السفر، زيوس، رفض، غضب، خرج وتركني، الحادث، إتصالي به، جيكوب.

تذكرتُ الصُداع والإزعاج والصُراخ، بكائي وإرتجافي وخَوفي.

هل إفتعلتُ حادثًا؟

"ألي! حمد للربّ! لا تتحركي كثيرًا جسدكِ مُتعب." صوت أخي الهامس تسرب لأذني لأحوِل نظري لليمين حيثُ كان يجلِس مُمسكًا بيدي.

فتحتّ فمي لأقول شيئًا لكن لا صوت خرج مني بل فقط صوت الهواء بسبب جفاف حلقي، سُرعان ما مد جيكوب لي كأس ماء بعد ثواني ليُساعدني على الجلوس ويقرب الكأس من شفتاي حتى أشرب وأبلِل ريقي.

أثناء ذلك لمحتُ زيوس النائم على كُرسي بجانب السرير وإستوعبت سبب همس جيكوب، زيوس يبدوا مُتعبًا للغاية.

أبعدتُ الكأس عن شفتي لأبتلِع المياه بصعوبة بينما أنظُر له.

"هل هو بخير؟" كان أول ما خرج مني بصوتٍ هامس لا أبعِد عيني عنه.

"أجل، هو مُستيقظ منذ الأمس بجانبكِ. رفض ترككِ لثانية ولكنه وقع بالنوم قبل قليل." مُستيقظ مُنذ صباح الأمس، ولم ينَم قبل ليلتان بالفعل بسبب أعماله والسفر، أنا حتى لم أكُن أراه طوال الإسبوع الماضي حينُ عُدت من ولايتي سوا صباحًا ومساءً وأحيانًا بالفُندق للأعمال.

"هل أيقِظه؟" جيك سأل لأنفي له "لا، ليستريح."

☀︎︎

"كيف حدث هذا؟ لم تخبريني. هل للأمر علاقة بكونها سيارة راسيل؟ هل وضع بها شيئًا ما؟" جيكوب سأل لأنفي له سريعًا

"لا، لا. أنا فقط لم أكُن منتبهة للطريق." همس، أنظُر لزيوس الذي كان يريح جسده على الحائط مكتفًا يداه.

الإنترنِت المُظلِم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن