5

1.5K 48 2
                                    

الفصل الخامس
:
" لا." أجاب دوغ وهو ما يزال ممسكاً بيدي سامنثا على صدره . " ولكني أرحب بفكرة المحاولة."
تنفست سامنثا عميقاً وهي تنظر إلى الومضات في عينيه . ثم تخلصت من قبضته وأحست بضعف غريب في ركبتيها . إن من عليه الارتباك هو دوغ وليس هي ." لا تهتم ليس لدي الوقت لممارسة ألعابك السخيفة ."
" بل لديك الوقت الكافي ." قال ذلك ودفع بها إلى الكرسي.
" ماذا يعني ذلك ؟"
" لاشيء سوى ذكرى جميلة شغلت ذهني هذا الصباح بينما كنا نتزلج ." وجلس أمامها.
" هل تريد اشركي بها."
" بالطبع ." أجاب دوغ مبتسماً ." إلا أنها ستروق لك."
" حسناً ؟ إني أنتظر."
" أعرف ذلك . وهنا يكمن الموضوع . إليك الوحي الذي أتاني بإيجاز."
قطبت سامنثا حاجبيها مرتبكة . آملة في الوقت نفسه أن يتخلص دوغ من اعتداده بنفسه لأن ابتسامته تغيظها.
وقالت له :" ما علاقة الانتظار بذلك ؟"
" ليس المهم الانتظار. بل من تنتظرين . تنتظرينني. هكذا ستكون حياتنا إلى أن تنسى والدتك الموضوع وتخلصنا من هذه اللعبة السخيفة . إلى ذلك الوقت إنك مضطرة لإنتظار ما آمرك به وفي أي وقت أقوله ." وابتسم ابتسامة ماكرة .
" هذا ما كنت أنتظره منذ اثنتي عشرة سنة . سامنثا آردن تحت سيطرتي."
" فكر بالأمر ملياً. إني أنا من يسدي لك خدمة . وهذا ما يجعلك تحت سيطرتي."
هز دوغ رأسه ." إنك مخطئة . أنت لا تقومين بذلك من أجلي بل من أجل دافيد وليندا ووالدتك. وهذا أمر علي تقبله . إنك مخلصة لعائلتك وتضحين بنفسك لأجل حمايتها. حتى لو اضطررت لمضاجعة رجل."
" لم أضاجعك."
" ماذا فعلنا إذن؟"
" أعني أننا تشاركنا السرير ، لكن لم نفعل ... هذا ما أعنيه ، ولاتدعي أنك لا تفهمه . لم يحصل شيءٌ بيننا تلك الليلة . والسبب الوحيد لبقائي كان دافيد . طالما أنك تعرف حدودك."
" كنت دائماً ملتزماً بحدودي معك . لقد أوضحت ذلك منذ أول مرة زرتكم فيها . فقد عاملتني كشخص قادم من تحت الصخور."
فقالت ساخرة :" لاتقل أني جرحت مشاعرك ."
" في الواقع ، هذا ما فعلته . إلا أنك لا تهتمين . كنت ما أزال أصغر من أعرف أن ثمة خطأ في شخصيتي . لقد حاولت قصارى جهدي اجتذابك ، لدرجة أني قدمت لك الهدايا ، لكنك كنت غير قابلة للرشوة . لقد كنت تشكرينني بتهذيب ، لكنه تهذيب مخادع وحقير ، وغير جدير بالتقدير. لقد كبرت بما فيه الكفاية لأكره وجودك إلى جانبي لأنك كنت دائماً تحتقرينني وتعرفين كيفية التخلص مني."
" يالدوغي الصغير المعرض للخطر . كيف لم أشكرك وبشكل مهذب على كل تلك الهدايا وأولها ذلك الكتاب الذي لا يغادر مخيلتي ، وعلى تلك القمصان والجوارب وأقواس الشعر سريعة العطب التي كنت تهديها لي ؟ إنها ملائمة لتسلق الأشجار ولصيد السمك."
" أعنين أني لو أهديتك صنارة لصيد السمك لكان حظي أوفر؟"
نظرت سامنثا ببرود نحو الطاولة :" لا يمكنك شراء اعجابي ولا تقديري حتى لو كان ذلك بمال الدنيا بأسرها . لقد كنت دائماً ألماً في رقبتي ومازلت ." حاولت النهوض ، لكنه أمسكها من رسغها.
" سأكون أكثر من الألم . لأني ..." وشد بأصابعه على معصمها . " ... كما قلت ، عندي قوة ." تفحصها بعينين ساخرتين ." إني أنوي استخدام القوة . لقد تمالكت نفسي لسنوات طوال . إن الوقوف إلى جانب أمك ، أفضل بكثير من رؤية ما يحدث لك . الآن غيرت رأيي . لقد غيرت رأيي . إن لوسي ليست عمياء. إنها تدرك تماماً كم أنت فاسدة."
الهدوء في صوته ملأها بهاجس الشر . انزوت في كرسيها ، وبدأت تحك معصمها الدافئ من أثر قبضته." إني لست ..."
" بل أنت كذلك . إنك تستحقين التوبيخ . إنك كثيرة الغضب تطالبين بالعيش على طريقتك ولابد أن والدتك سئمت من الدفاع عنك."
" ليس عليها القيام بذلك ..." اختفى صوتها عندما ما تذكرت موافقة أمها عنها.

من أعالي الجبال // جاين أولان // روايات عبير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن