الفصل التاسع
مسحت سامنثا يديها بمئزرها بعصبية شديدة . إن دوغ قد ذهب إلى دنفر لكنه أخبر آيك أنه سيعود حوالي الساعة السادسة . كانت رائحة الطعام الشهية تنبعث من غرفة دوغ.
والطاولة معدة بأغطية والدتها المفضلة ، وأواني الخزف الصيني المزهر التي ورثتها عن جدتها . كما أخذت أجمل الأزهار التي كان من المفروض أن تزين طاولات الفطور للنزلاء . أما الشراب فقد اختاره البائع على مذاقه . الكؤوس بانتظار من يملأها . كل شيء كان على مايرام ولا ينقص سوى وجود دوغ.حركت سامنثا نار الموقدمع أنها لم تكن بحاجة إلى تحريك . لكنها كانت عصبية ، الأمر الذي يمنعها من البقاء ساكنة . أخذت تفكر .آه، لو أن دوغ لايسخر منها ويعطيها فرصة لتبرهن له أنه لايحتاج إلى ليندا ، وأنها تستطيع أن تكون امرأة ، هادئة ولطيفة . ستسمح له بفتح زجاجة الشراب ، وبحمل الوعاء من على رف الموقد ، وبسحب كرسيها وبأن يصدر القرارات . وقفت سامنثا أمام المرآة تتأكد من شعرها أخذت تصففه بعناية فائقة وتضع داخله الدبابيس . ثم بدأت تراجع الشخصية التي تريد تجسيدها أمامه .لا ملاحظات مغرورة لا محاولات إذلال وسخرية . لامعارضة لقراراته . كما أنها ستكهن النظر في عينيه . ستداعب حاجبيه الحزينتين . ستقبل قدميه . أحست أن صورتها في المرآة تنظر إليها وتعاتبها قائلة . هل ستتخلين عن موقفك؟
عليها أن تمسك بلسانها السليط . خلعت مئزرها ، رمته على أحد الكراسي . كانت تبدو في كامل أنوثتها . كانت ترتدي ثوباً مخملياً بنفسجياً اشترته اليوم من إحدى محلات البلدة . لم تنسَ سامنثا تعليق دوغ على الثوب ذي الأكمام الطويلة وفتحة العنق المحفورة عميقاً بشكل مثلث.
التي تلفت النظر إلى جسدها الملفوف . كانت تنورتها طويلة تلتصق بفخديها العاريتتين وهي تتجه إلى المطبخ . أحست سامنثا بوقع أقدام تقترب ، لقد عاد دوغ . تسارعت دقات قلبها وعطرها يرسل دفقات من عبير الزهور يملأ أرجاء الغرفة وبسرعة فتحت المسجل الأغاني الحالمة تنبعث من أرجاء الغرفة .فقدت سامنثا شجاعتها ، ولم تقوى على مواجهته . توجهت إلى المطبخ وفي طريقها تناولت مئزرها . دخل دوغ ، فوجد سامنثا تحرك الطعام . كانت تدير ظهرها إليه ، وكل شيء في مكانه.
فاقترب منها وسألها مستغرباً :" ماذا يجري هنا؟"
بدأ قلبها يخفق بسرعة ، خافت أن يخذلها ويمنعها من الكلام بطريقة طبيعية . استجمعت قواها وقالت :" تناول آيك الطعام مع والدتي في الخارج وطلب مني تحضير طعامك ."
" دعيني أخمن ! إنك تجربين طهوك فيَّ؟"
نظرت إلى صدره قائلة :" هل تمانع في ذلك؟"
فأجاب :" كلا. إذا كان لذيذاً بقدر رائحته." وتوجه إلى غرفة النوم وتردد قبل أن يفتح بابها وأضاف :" هل اقتربت من هذه الغرفة؟"
هزت رأسها بالنفي ." لم يكن لدي وقت للتفتيش في الغرف، فقد كنت مشغولة جداً."
دخل الغرفة . لقد خانت لتوها أول قاعدة للحديث الجميل الذي يعتبر أقصر طريق إلى قلب الرجل . ذلك أن متابعة التهجم في الكلام ليست جزءاً من الخطة التي رسمتها . نظرت تحت مئزرها الذي كان يخفي فتحة العنق المحفورة تماماً . لكنها كانت معتدلة في هجومها . ولتحل الأمر خلعت المئزر.
خرج دوغ من غرفته ، وأقفل الباب على مهل . مرت سامنثا بالقرب منه بكل رقة وهي تحمل أطباق السلطة . الخضر مصفوفة بشكل رائع . قال دوغ :" تبدو رائعة ."
فردت :" ذلك قليل مما تعلمته في أوروبا ."
فأجاب دوغ :" سنتان من الإصلاح."
قدمت إليه زجاجة الشراب وقالت :" حسناً ، إن تود ، صاحب المتجر الذي في آخر الشارع ، أخبرني أنه نوعك المفضل ." ثم وضعت الكؤوس.
علق دوغ على الأغنية التي تشدو قائلاً:" إنها ليست شريطي المفضل لقد اشتريته اليوم."
قدم دوغ لها كأس الشراب ." لقد عملت كثيراً اليوم، أليس كذلك؟" رفع كأسه وأخذ جرعة ، ثم تناول جرعة أكبر ، وتابع حديثه:" والثوب اشتريته اليوم أليس كذلك؟"
حملت سامنثا بعض الأطباق واستدارت حول الطاولة واقتربت منه لدرجة أن ثوبها كان يلمس رجليه." أجل هل أعجبك؟"
فكر ملياً وأجاب :" أنا لست متأكداً ."
ربتت على خده ، قبل أن تعود إلى المطبخ وهي تقول :" الرجال دائماً هم الرجال هلا ساعدتني من فضلك ؟ يجب رفع الوعاء عن النار وهو ثقيل بالنسبة لي."
" ولكن كيف حملته إلى الموقد."
أنت تقرأ
من أعالي الجبال // جاين أولان // روايات عبير
Romanceمن اعالي الجبال جاين أولان الملخص فضلت سامنثا أن تكون في خانة الأعداء. كانت سامنثا تحب شقيقها دافيد كثيراً ولا تريد أن يفسد أي أمر ، زواجه من ليندا . ولهذا أجابت ، عندما سألها صديق أخيها المقرب ، دوغ ، بِمَ تنصح عازباً وقع حتى قمة رأسه في حب زوجة صد...