كانت الساعة تقترب من السادسة حين تركه العجوز و غادر .. و ترك معه هذا الكتاب الذى تصفحه لأكثر من مرة ..
و مع كل مرة تزداد رغبته فى نزول السرداب ..
يدفعه ذلك الفضول إلى معرفة ما اكتشفه كاتبه ..
يشعر أنه يمتلك سراً من أسرار الزمان ..
و يسأل نفسه ..
هل اكتشف كنوزاً لا حصر لها ؟ ..
هل توجد أثار بالأسفل , و أكون أنا مكتشف القرن الحادى و العشرين ؟ ..
و ظل هائماً فى أحلام اليقظة ..اقتربت الشمس من المغيب فصعد أعلى بيته ..
و نظر إلى بلدته .. ينظر إلى أراضيها الزراعية ..
و إلى الأشجار العالية , و الطيور التى تزينها ..
ينظر إلى البيوت المجاورة و كأنه يراها لآخر مرة ..
يستنشق نسيم بلده العطر , و يتحدث إليها ..
ربما يكون آخر نهار لى هنا .. اتمنى ألا يكون ..
ثم عاد إلى حجرته ليتم استعداده لرحلته ..مر الوقت , و دخل الليل , و زُينت السماء بالبدر ..
و ها هو ينتظر حتى يسكن الهدوء البلدة ..
و هو يعلم أنه لن ينتظر كثيراً ..
فعادةً يدب الهدوء بلدته بحلول العاشرة مساءً على الأكثر ..
لا يتأخر بها سوى صديقه دكتور ماجد منير ,
و الذى يغلق صيدليته فى وقت قد يتجاوز الثانية عشر ..
إنه لا يريد أن يراه أحد و هو متجه إلى ذلك البيت المهجور فى أطراف البلدة ..
حتى دقت الساعة الواحدة صباحاً ..
و استعد للرحيل , و نظر إلى جده مبتسماً مودعاً له :
- إن شاء الله هرجع ..
فابتسم جده :
- أكيد هترجع إن شاء الله .. ثم طلب منه أن ينتظر لحظة .. و أخرج الصندوق الخشبى ..
ثم فتحه و أخرج منه (ألبوم) الصور القديم .. فسأله خالد :
- أيه ده ؟!!
فقام جده بتقليب بعض صفحاته ووقف على تلك الصورة التى توقف أمامها من قبل , و تحدّث إليه :
- عارف مين دول ؟
فنظر إليها خالد و مازالت الدهشة تتملكه .. فأكمل جده :
- دى صورة أبوك و أمك ..
كانت آخر صورة لهم قبل ما يسيبونى ..
ثم دمعت عيناه فدمعت عينا خالد هو الآخر ..
و ظل متأملاً بها :
- أول مرة أشوف صورتهم ..
فأكمل جده :- كنت مستنى اليوم ده ..
و فضلت معذب نفسى عشان اليوم ده ..
ثم أعطاه الصورة , و مسح بيده دموعه , و احتضنه ..
فهمس خالد فى أذنه :
- هرجع لك يا عبده .. هرجع .. ثم غادر ..كان الهدوء يسود البلدة ..
و لم يكن يسير بشوارعها أحد سوى خالد
و الذى كان يحمل حقيبة كتفه , و ما بها من طعام يكفيه لعدة أيام , و مصباح للإنارة , و الكتاب الذى أعطاه له العجوز ,
و بعض الأوراق و الأقلام , اعتقاد منه أن هناك ما قد يحتاج لتدوينه ..
و قد وجد عدم حاجته لـ (كاميرا ) تصوير
فوجود هاتفه الخليوى يغنيه عنها ..
كان يسير مسرعاً إلى أطراف البلدة
حيث ذلك البيت المهجور ..
و ما إن اقترب منه و من سوره العالى
حتى عزم على تجاوز ذلك السور ..أما جده فكان يجلس وحيداً يقرأ فى كتاب الله ,
و يدعو ربه أن يعود به سالماً ..
حتى سمع طرقات على باب بيته ..
و قد ظن أن خالد عاد من جديد ..
و ما إن قام ليفتح الباب حتى وجد منى فى وجهه ..
و قد اندهش حين وجدها أمامه
فى ذلك الوقت المتأخر من الليل .. حتى سألته :
- فين خالد .. ؟!! و مش بيرد على تليفونه ليه ؟!
رد جده :- ليه ؟!
أجابت منى فى فرحة :
- خلاص يا جدو .. قدرت أقنع بابا إننا نتجوز أنا وخالد ..
و مش قادرة استنى للصبح عشان أقوله ..
خايفة يكون لسة زعلان من الصبح ..
فابتسم العجوز ثم صمت ..
أنت تقرأ
أرض زيڪولا ـ مڪتملة √
Fantasíaهل جرّبت أن تتعامل بعملة مختلفة عن العملات الورقية .. ليست معدنية وليست ذهبية ...الثروة هنا من نوع آخر ... لن تدفع مالاً لتأخذ ..بل ستدفع من ذكائك ..ستدفع من وحدات عقلك... ولكن انتبه فـ للثروة حدود ...فهنا المفلس لا يعامل باحتقار أو يُهان كما يحدث ف...