في البدايه
اعملوا تعليقات علي الفقرات ياحلوين
وفوت ومتابعه للصفحه---------------------
في أحد البنايات العالية التي مازالت قيد الإنشاء ، وأعمدةُ الخيزرانِ القوية المترابطة ببعضها بتلك الحبال القوية المعقودة جيدا ، حيث مبنيانِ طويلان مجاوران لبعضهما البعض ، في مكانٍ يخلو من العُمال
في صمتٍ تامٍ ..
يخترقه صوتُ اوراق كتبٍ للمرحلة الثانوية ، مُلقاه علي الأرض ، تضرب ببعضها بل تكاد تقتلع تلكَ الأوراق من مكانها ، تُقلبها بقوه تارةً يميناً وتارة أخري يساراً
يخترقه أيضاً صوتُ هسيس خافت ، همسات يتخللها الخوف ، هسيسُ فتاتان تختبئان خلفَ أحد الحوائط في المبني ، كلاً منهما تكتم فمها بيدها ، وينبض صدرها بقوة من الخوف
وقفَ أمامهما فجأة وكأنه رسول الموت جاء يقبض روحيهما ، فاتسعت عينيهما في خوفٍ شديد ، تسمرت احداهما مكانها من الخوف والأخري ركضت وهي تصرخ بأعلي صوتها .
اقترب منها " ياسمين " ذات العينين الخضراوتين ، والبشره الحسناء الصافيه والجمال المُلفت ، يمسك بأطرافِ حجابها ويغمض عينيه ، يتذكر جمال شعرها الحريري الذي تخبئه وراء ذلك الغطاء ، وأخذَ يحدق في عينيها وكأنه يسألها كيفَ استطعتي الهرب دونَ خجل ، أم أنكِ تريدين أن تزجي في السجن ؟!
ابتعدت عنه في صمت يمتزج بالخوف الشديد ، وهي تُطيل النظر بعينيها التي احتقنتا بالدماء إلي يدها التي كانت ترتجف دون توقف وهي لاتستطيع ان تفعل لها شيئاً .
- لاتخافي ياسمين
صاحت "ألين" من الخلف تهدئها ، لكنه لم يلتفت لها ، مبتسماً بسخريه ، شديد الثقه بأنه وحده مَن يتلاعب بمصيره ، ثمّ شعرَ بصديقتها التي أحضرت قطعةً حديديةً وكانت علي وشك ضربه بها
التفتَ فجأةً ، فأسقطتها من يديها عمداً أمام نظراته المتتاليه ، يرمقها من أعلاها لأسفلها ، يحك رقبته ببطئ وهو يتوجه نحوها ، تملكها الخوف من منظره وكأنه مريض نفسي تملكه الهدوء ماقبل العاصفه
ورغم خوفها واحساسها بأطرافها التي شُلت من الخوف إلاّ أنها دعت لسانها يتحدث بطلاقه ، وأخذت تهدده بشجاعه وهي ترميه بنظراتٍ مليئه بالكره
تخبره :
- لن تفلت بعملتك أبداً ، هناك قانون في البلد وأنا شاهده علي ماحدث ، لن ادعك تلمسها ثانيةً
اقترب منها يسألها ببرود متماسكاً لأعصابه :
- أنتِ سترميني في السجن ؟!! ههههه هههه لن تعيشي للغد لتعترفي عليّ أيتها السا..
لم يكمل حديثه حتي صفعته بقوه علي وجهه محذرةً إياه :
- إياكَ أن تتجاوز حدودَك معي ، لا أهتم من أين جئت ولا ايُ بلد رمتك هنا ، لا تظنني ضعيفةً أبداً
تمكن منه الغضب ، كيف تتحداه هذه البنت الصغيره ، كيف تقف في وجهه وتصفعه هكذا ، كيف لاتتراجع ليذهبا ؟! وكيف مازالت تردد
- سأدخلك السجن حتماً .. سأدخلك السجن حتماً ..
التفت إلي "ياسمين" التي انكمشت في نفسها جالسةً ، تلتصق بالحائط وكأنها تحتمي به ، تبكي بصوتٍ فاتر ، بعينينٍ شديدتا الاحمرار ، يبتسم بإعجاب وكأنه يخبرها كيف ان صديقتها شجاعةً كما كانت هي من قبل ، فتذكرت كيفَ كان حالها مُسبقاً وكيف تجلس بالأرض الآنَ
- سنخرج ولن تؤذي خصلةً من شعرها مجدداً ، أبي محامي كبير في البلد وله علاقات كثيره لاتظن ان الأمر سينتهي هنا ..
صاحت "ألين" في وجهه ، فتحول هدوءه فجأةً وصاح فيها وهو يجذبها من شعرها بغضب يُلقي بها أرضاً ، وقد انهال عليها بالضرب والصفع مراراً وتكراراً ، ارتفع صوتها تصرخ متألمةً بكل ماأوتيت من قوه ، تنادي لينجدها احداً من تحت قبضته ، تصرخ فتثير جنونه أكثر ، فيضربها بقوه أكثر حتي نزف فمها وسقطت بعضُ أسنانها
يجرها إلي حافة المبني لرميها للأسفل ، وهي بالكاد تفتح عينيها ،و الدموع تتساقط منهما ببطئٍ شديد ، تنظر ل "ياسمين" وتودعها ، بينما يتساقط الدم من جانبي فمها ، لم تتحمل " ياسمين " أكثر وركضت إليه تتمسك بقدميه وقد ارتفع نحيبها ، تهز برأسها سلباً ، وتتوسله بدمعاتها الثائره أن يتركها .
ابتسم لها ، يشعر بالانتصار ودعي "ألين" من يده ، فارتمت كالجثه لاحول لها ولاقوه ، لاتتحرك بالكاد تنظر إليهما فقط .
تراه يمد بيده إليها وهو يهز برأسه لتوافقه ، وهاهي تضع يدها في يده مجبرةً ، تُضحي ليترك صديقتها علي قيد الحياه ، وبمجرد ان وضعت "ياسمين" يدها في يده حتي قربها من خصرها نحوه ، يضمها في ارتياح ، يسير وتسير هي بجواره بينما تودع صديقتها بنظراتها وقلبها ينتفض عليها من الخوف .
أخفقت عينيْ "ألين" لدقائق وربما لساعات لا تدري ، وفتحتهما علي صوتِ قدمين تضربان الأرض بقوه ، فتحتهما لكن الرؤيه لم تكن واضحة كفايةً لتري من أتي ، وإذ بها تشعر بضربةً قويةً علي رأسها ، بالقطعه الحديدية ذاتها التي كانت علي وشك ضربه بها .
وبكل ألم أصدرت صوتاً ضعيفاً للغايه ، وأخفقت عينيها هذه المره وذهبت في عالم اخر لاتشعر بشئ علي الإطلاق ، محاطه ببركةٍ من الدماء ، تسيل من رأسها ، وكانَ آخر ماسمعته صوته وهو يقول :
- إلي هنا وانتهت قصتك معنا ، دعينا نعيش بسلام
-----------------------------
أنت تقرأ
زهرةُ الياسمين
General Fictionطبيبٌ شاب وقعت عيناه عليها ، بعدما أسرته بجمالها لكن سرعانَ ماتحوّل إعجابه هوساً برفضها له ، وهو لم يعتاد الرفض مُسبقاً ، فاختطفها واعتدي عليها .. ثمّ قال لها بأنيابٍ داميه : أصبحتِ لي والمجتمع خارج هذه الغرفه لن يتقبلكِ ، حتي أنا لم أعد اتقبلك زوج...