10

249 22 10
                                    

أقف في ذلك المكان مرتاً أُخرى، الأشجار نفسُها والمكان نفسُه وشعوري بالبرد ذاته كذلك!
إن هذه المرة الثانية التي يحدث لي بها شئ كهذا وفي اليوم ذاته ايضا.
نظرت حولي بضياع، لقد كُنت بجانب آريس وكاسيدي مُنذ لحظات فكيف إنتقلتُ إلى هُنا بهذه السرعة
قَبضتُ يدي بِعزيمة وتحركتُ مُتخطيتاً أشجار الصنوبر بِحذر خوفاً مِن التعثر والسقوط كالمرةِ السابقة
°انا لا أفهم شيئاً° نطقت بريتني بتشتت تُراقب ما يحدث حولها بحذر
وانا كذلك لستُ أفهم.

التُراب رطب وزلق ومن الصعب التحرك بسهولة، ضممت يداي أُحاول تقليل شعوري بالبرد الشديد، بُخار أبيض خَرج من بين شفتاي المرتعشتان، كان علي إرتداء ملابس ثقيلة قبل خروجي مِن غرفتي
تحركت قدماي بسرعة علّي أجد شيئاً يُرشدني او يوضح لي سبب تواجدي هُنا
هل لدي قُدرة تُمكني مِن التنقل؟ او ربما قد إنتقلت لِعالم آخر؟
تنهدتُ راميتاً بأفكاري إلى نهاية رأسي مُحاولتاً التركيز على الطريق
نظرتُ للأعلى بإتجاه قُرص القمر بتركيز، كُل شئ مُماثلٌ تماماً لِما رأيتُه في تلك المرةِ

رؤيتي ضعيفة وكذلك حاسة الشم لدي، يبدو وكأن حواسي قد تراجعت، لولا وجود ذئبتي لظننتُ أنني بشرية عادية.
صوتٌ خفيف للغاية بالكاد إستطعتُ إلتقاطه فاجأني.
تسمرتُ في مكاني بتوتر ولم أشعر بنفسي عندما حَبستُ أنفاسي.
°إحترسي، هناك هالة سوداء تُحيط المنطقة.° أخبرتني ذئبتي بترقب.
الأصوات لم تتوقف بل إزدادت وضوحاً وذلك جعلني أتوتر وأرتعد بخوف، لستُ مُتأكده إن كان بسبب الخوف او البرد لكنني أعرف أنني سأفقد أعصابي بسبب الأُمور المجهولة التي تستمر في مُلاحقتي والالتصاق بي.

ظِل أسود بعيد بالكادِ استطعتُ إلتقاطه مَر مِن جانب الأشجار بسرعة
رائحة عفنة وقذرة للغاية إخترقت أنفي، رُغم كوني فقدتُ حاسة شمي الخارقة وأصبحتُ كالبشر إلا أنني إستطعتُ استنشاق جزيئات تلك الرائحة لقوتها الشديدة.
شعرتُ بالغثيان ورغبتُ في التقيء إلا انني تماسكتُ محاولتاً الحفاظ على هدوئي قدر الإمكان خوفاً مِن إكتشاف وجودي.
مرَّت عدَّة دقائق تصلبتُ بها كالتمثال الحجري.

لَمسة خفيفة في مُنتصف ظهري أجفلتني جَعلتني أقفز برعب، لم أستطع الإلتفات حين عَلمتُ أن مصدر الرائحة قابعٌ خلفي مُباشرة! تفصلني عنها عِدة إنشات فقط
كُنت سأركض مُبتعدتاً قدر الإمكان عن هذا المكان المشؤوم ولكن جسدي قد رفض الدوران ومواجهة المجهول حتى.

ذئبتي تكادُ تُجن لِعدم مقدرتها على فعل شئ بينما أنا رَغبتُ في التبول بشدة.
أغمضتُ عيني مُحاولة إلتقاط أنفاسي الهاربة وإعادة تنظيمها، سأعد حتى ثلاثة وألتفت إلى الخلف سريعاً.
واحد، كمشتُ عيني بِقرف عندما فقدتُ قدرتي على تحمل هذه القذارة
إثنان، أعدتُ فتح عيناي بإستعداد
ثلاثة
نظرتُ خلفي سريعاً، سريعاً جداً لِدرجة جعلت رَقبتي تؤلمني

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 31, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

آيراكس/Iraxحيث تعيش القصص. اكتشف الآن