9

364 31 27
                                    

ضبابٌ يملئ الفراغ لِيُصّعب عَلَيَ الرؤية جيداً.
الأشجار من حولي شبه مرئية وبعضها مُختفي تماماً.

ثَبّتُ بنظري أرضاً واضعتاً جُلَ تركيزي على أقدامي خوفاً من التعثر بالمجهول نظراً للخلفية الضبابية المُزعجة، لا ضوء ليرشدني إلا ضوء القمر المتواري خلف الغيوم الكثيفه
وَرغم شدّة تركيزي أثناء السير إلا انني تعثرت بإحدى الجذوع مستسلمتاً للجاذبية التي سحبتني نحو الارض بكل قوة.

بضعة لعنات خرجت من فمي لَم أستطع التحكم بها ناهضتاً أنفضُ بقايا التُراب الملتصقه بي
أين انا؟ تسائلتُ محاولتاً عَصر دماغي علّي أتذكر شيئاً ولو صغيراً مِما يحدث لي في هذه الثانية، ولكنني لَم أستطع الخروج بشئ مفيد.

نظرت حولي بتشتت وتسمرت بمكاني.
نسمة هواء باردة إصطدمت بجسدي لأرتجف، غريب لماذا أشعر بالبرد؟
بدأت الأشجار بالإتضاح شيئا فشيئاً، وتلاشى الضباب ببطئ.
أشجار بلوط خضراء عملاقة مُنتشرة في الأرجاء.
الغابة تبدو مألوفة بعض الشئ.

'ايفا' هزني روبن بقوة
أبعدت يده بإنزعاج بدون التفوه بِكلمه
حيث وجدت نفسي أقف أمام مكتب الالفا
هل كُنت أهذي؟ ذلك الشئ بدى وكأنه حقيقي.
'أُحادثكِ منذ عِدّة دقائق ولكنكِ لا تجيبين، هل انتِ بخير حقاً؟' تذمر بفقدان أمل
أومئت لهُ مراتٍ مُتتالية ومددت قبضتي نحو الباب الذي يتواجد خلفه الالفا
طرقت الخَشَب البُني 'أُدخل' صوته العميق كسر الهدوء
دلفت الى الداخل بينما وقف روبن خارجاً.

إفترقت بِإلياس خارج المشفى لإضطراره إلى الذهاب للقيام ببعض الاعمال بينما رافقني روبن خوفاً على صِحتي نظراً لخروجي قبل لحظاتٍ مِن المشفى

'لماذا انتِ واقفه؟ إجلسي' نطق بها مُغلقاً دفتر جلدي أسود كان يقرأ به
تحركت نحو المقاعد البيضاء واضعتاً قدم فوق الاخرى بِصمت.
رَفَع ببصره نحوي بإبتسامه صغيرة
'كيف حالكِ الان؟' نطق بها مُنتظراً ردي
'بخير ألفا شُكراً لسؤالك' أجبته سريعاً
صَمَتَ وكأنه يفكر في شئ ما او انهُ يُحاول ترتيب أفكاره.
جُلت بنظري أثاث المكتب

مقعد الالفا في زاوية الغرفة بينما على يمينه مكتبة بيضاء متوسطة الحجم وُضع على رفوفها بعض المستندات، ومقابل المقعد أريكتان باللون الأبيض يُواجهان بعضهما
لقد اتيتُ لهذا المكتب كثيراً لدرجة انني قد حفظته، هو أساساً لم يتغير كثيراً منذُ إنتقالي ووالدتي للعيش هُنا

'أولاً، هل ترغبين في التَدرب رِفقة حَرَس الحدود؟' صوت الالفا العميق اخرجني من شرودي
عُقِد حاجباي بتفاجئ
ماذا؟ توقعت انه سيقوم بِعقابي لِتحركي لوحدي بإستهتار
لكن أن يقوم بجعلي أعمل رفقة حَرَس الحَدود أمر غير معقول ابداً
'لم أفهَم، أعني لماذا؟' حمحمتُ بَعد أن شعرت انني أطلت النظر له
إبتسم مُتحدثاً 'أرى أن لديكِ المهارات اللازمة لتكوني ضِمن الحَرَس، أنا مُتأكد مِن أنكِ ستتميزين هُناك'
إن فكرتُ في ذلك بمنطقية، الامر ليس سيئاً
ومن ثم لا أملك أي سبب يمنعني من رفض الألفا

آيراكس/Iraxحيث تعيش القصص. اكتشف الآن