ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﻘﺎﺳﻴﻤﻬﺎ

34 14 52
                                    

ﺍﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺑﺮﺟﻞ ﺛﺎﻧﻲ، ﻟﺴﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻭﻧﻬﺎ ……ﺃﺑﺎﻟﻲ … ﻧﻌﻢ ﺃﺑﺎﻟﻲ .. ﺑﻜﻞّ
ﺷﻲﺀ ﺣﻮﻟﻲ.. ﺑﻜﻞّ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴــﻞ ﺍﻟﺼّﻐﻴﺮﺓ .. ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻄﻨﻲ .. ﺑﺪﺭﺟﺔ
ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ/ﺩﻓﺌﻪ .. ﺑﺄﺷﺨﺎﺹٍ ﻳﻤﺮّﻭﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻇﺮﻱّ ﻭ ﺭﺑّﻤﺎ ﻳﺠﻠﺴﻮﻥ ﻫﻨﺎ، ﺑﻨﻔﺲ
ﺍﻟﻤﻜــﺎﻥ .. ﺑﻤﺎﺽ ﺃﺑﻰ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻲ .. ﺑﺤﺎﺿﺮ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ ﺣﻀﻮﺭﻱ .. ﻭ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞٍ ﺃﺟﻬﻠﻪ ﻭ
ﻳﺠﻬﻠﻨﻲ .. ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳــﻦ.. ﻭ ﻛﺜﻴــﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﻴﻦ..ﺑﺎﻷﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﺴﺘّﺮ ﺧﻠﻒ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻲ..
ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﻤﺆﺟّــﻞ ﺑﻼ ﺃﺟﻞ ……… ﺑﺎﻟﻄّﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺖٍ ﻳﺠﺎﻭﺭﻧﺎ .. ﺑﺸﻴﺦٍ ﻳﻤﻀﻲ
ﺍﻟﻨّﻬﺎﺭ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻟﺘّﺤﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺭّﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﻓﺎﻗﺪٌ ﻟﻠﺴّﻤﻊ

ﺑﻄﻴﺮ ﻳﺠﻮﺏ ﺣﺮّ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻴﻠﻘﻰ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺇﻧﺎﺀً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭ ﻓﺘﺎﺕ ﺧﺒﺰ ﺗﺮﻛﺘﻪ
ﺷﻘﻴﻘﺘﻲ ﺍﻟﺼّﻐﺮﻯ ﻟﻪ .. ﺑﻨﻈﺎﺭﺍﺕِ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪّﺍﺋﻤﺔ ﺍﻟﻀﻴــﺎﻉ , ﻭ ﻣﻔﺎﺗﻴﺤﻪ ﺃﻳﻀﺎ .. ﺑﺘﺬﻣّﺮ ﺃﺧﺘﻲ
ﺍﻟﻤﺘﻜﺮّﺭ ﻣﻦ ﺑﻂﺀ “ ﺍﻟﻨﺖ” ﺣﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺳﺮﻳﻌﺎ .. ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺘـــﻪ
ﺍﻟﻤﻜــﺎﺑﺮﺓ ﻟﻸﻟﻢ.. ﺑﺼﻮﺕ ﻫﺎﺗﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﻥّ ﺑﻨﻐﻤﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ, ﻭ
ﺃﺗﺠﺎﻫﻠﻪ .. ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺣﻴّﻨﺎ ﺍﻟﺼّﺒﺎﺣﻲّ ﺃﻳّــﺎﻡ ﺍﻟﺪّﺭﺍﺳﺔ ﻭ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻌﺸﻨﻲ
“ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ..” ﺑﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨّﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻘﺎﻧﻲ ﺑﺒﺴﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ , ﻭ ﻛﺄﻧّﻪ ﻳﺨﺼّﻨﻲ ﺑﺘﻠﻚ
ﺍﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻲ ” ﺭﺑّﻲ ﻳﻨﺠﺤﻚ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﻭﻳﻨﺠﻴﻚ..” ﺃﺑــﺎﻟﻲ ﺑﻜﻞّ ﺷﻲﺀ .. ﻭ
ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﺩّﻋِــﻲ ﺍﻟﻼّﻣﺒﺎﻻﺓ ﻋﻠﻨًـــﺎ .. ﻓﺈﻧّـــﻲَ ﺳﺮًّﺍ ﺃﺑﺎﻟﻲ

ﻟﺴﺖ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ … ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻲ … ﺇﻧﺴﺎﻥ .. ﻟﻲ ﺃﺳﻢ ، ﻋﻨﻮﺍﻥ، ﻭﻗﻀﻴﺔ ! ﻫﻞ ﺗﺪﺭﻙ
ﺃﻥ ﺟﻨﻮﻧﺎً ﻳﻄﺤﻨﻨﻲ .. ﻳﺪﻓﻦ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺟﺰﺀﺍً .. ﻳﺮﻣﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖِ .. ﻳﻤﺴﺢ ﻣﻦ
ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺻﻮﺭﺍً .. ﻧُﺴﺠﺖ ﻣﻦ ﺣﻠﻢ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ .

ﺃﻧﺎ ﻣﺜﻠﻚ ﻟﻲ ﻭﻃﻨﺎً ﻟﻜﻦ … ﻻﻭﻃﻦ ﻟﻲ ﻓﻴﻪ .. ﻭﻻﻛﻮﺥ … ﻳﺆﻭﻳﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﺶ ﺍﻟﺨﻮﻑ
ﻓﻜﺮﻱ .. ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻨﻲ ﺷﻌﻮﺭ ﺟﺎﺋﻊ .. ﺃﻥ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻲ ﻗﺒﺮﺍً ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ

ﻭﻃﻦ ﻳﻄﺮﺩﻧﻲ .. ﻳﺘﻔﻨﻦ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺃﻣﺎﻣﻲ .. ﻳُﻄﻌﻤﻨﻲ ﻗﺴﺮﺍً .. ﺃﻭﻫﺎﻡ ..……! ﻫﻞ
ﺟﺮﺑﺖ ﻳﻮﻣﺎً ﺃﻥ ﺗﻠﺘﺤﻒ ﺑﺎﻟﺮﻳﺢ ﺷﺘﺎﺀﺍً ﺑﺎﺭﺩ … ﺃﻥ ﺗﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻛﺄﺱ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ..… ﺃﻥ ﺗﺮﺳﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﺳﺮﻳﺮﺍً .. ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺳﺪ ﺣﺠﺮﺍً ﺻُﻠﺒﺎً .. ﻳُﻮﻟﻢ ﻋﻨﻘﻚ ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺎﻡ .. ﺣﻘﺎً .. ﻻ ﺃﻋﺮﻑ
… ﻻ ﺃﺩﺭﻱ … ﻣﺎﻣﻦ ﻭﻃﻦ ﻳﺸﺒﺔ ﻭﻃﻨﻲ .. ﻳﺮﻣﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺮﺍﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .. ﻳُﻬﺪﻳﻨﻲ ﺷﻘﺎﺀ
ﺍﻷﻳﺎﻡ .. ﻭﻃﻨﻲ .. ﻳﺎﻭﻃﻨﻲ .. ﻳﺎﻭﻃﻨﻲ .. ﻳﺎ  ﻳﺴﺮﻕ ﻣﻨﺎ ﺍﻷﺣﻼﻡ

منوعات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن