الفصل الأول

315 5 0
                                    

مرت أيام منذ رأته للمرة الأولى، منذ حاصرها بنظراته أينما ذهبت..وها هو يكرر الأمر من جديد.

عاد روس وسلي للحانة وبنفس الجلسة السابقة ظل يراقبها بعينيه.

هل يعرف شيء؟

أفُضح أمرها لذلك تُراقب؟

اسئلة بلا نهاية أو إجابة تدور داخل عقلها لكن وجهها ثابت، لا يظهر به توترها ولا خوفها، جامد بابتسامة خفيفة حتى لا ينفر الزبائن.

أما هو فجلس يراقبها لمدة لا يعرفها حتى حسم أمره ونهض يقتحم مكتب تود بلا مقدمات قائلًا:

"ما حكاية تلك الفتاة بالضبط؟"

ارتفع حاجب تود بريبة وابعد كفه عن سلاحه بينما يقول:

"أجننت يا صاح!"

اغلق روس الباب خلفه وجلس فوق الأريكة رافعًا قدميه للطاولة أمامه:

"أسألك عن ابنة صمويل..كيف انتهى بها الأمر هنا؟"

"لماذا تسأل؟"

والتوجس في نبرة تود جعله يبتسم ساخرًا، حقًا صديقه يعاني من فوبيا المشاعر!

"قلت أنك تبحث لها عن عمل وبالصدفة وجدت وظيفة ستناسبها..لكن أريد معلومات عنها لأقرر"

وكانت هذه نصف الحقيقة، النصف الآخر والذي دفعه للسؤال حقًا هو الفضول.

فضول غير مُفسر يدعوه لمعرفة كل شيء عنها.

ظن أنه سيذهب لبيته وينساها ببساطة

لكن لا.

لقد التصقت بعقله ولازمت أحلامه الجامحة طوال الليالي السابقة.

لذا قرر الحصول عليها.

راقب تود اتساع ابتسامة روس الخبيثة فأدرك أن الفتاة تعجبه

والوظيفة ما هي إلا غطاء منمق لرغبات صديقه الأحمق.

"استطعت اقناع الكهل الذي خسر أمامه صمويل بشكلٍ ما..وأخذتها أنا"

قال تود وجلس على المقعد المجاور.

"لماذا؟"

وسؤال روس الجديد جاء سريعًا فابتسم تود بلؤم:

"الفتاة نمرة صغيرة كادت تقتل الرجل العجوز بالفعل"

لكن التحذير لم يزد روس إلا إصرارًا وتوهجت عيناه كصياد عنيد وجد فريسته صعبة المنال.

قبلة من منتقم سلسـ٢ـلة قبلات القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن