تمكنوا جميعاً من تسلق الجدار واجتيازه،وساروا داخل الحدود التركية بهدوء تام وعلى اطراف اصابعهم في الاراضي الترابية الموحلة،إلى ان استيقظ احد الأطفال الرضع وبدأ بالبكاء فسمعوه رجال الشرطة التركية وتم القبض على المجموعة كاملتاً
تم سجنهم وتعرضوا للضرب المبرح من قبل مايسموا بالجندرمة التركية ،وفي اليوم التالي تم تسفيرهم الى سوريا لنقطة البداية بعد ان قضوا ليلة كاملة في فسحة كبيرة تحت مياه الامطار والبرد القارس
عادوا الى نقطة البداية وحاولوا مجدداً وهذه المرة نجحوا في العبور وتمكنوا من الوصول الى ازمير
ازمير...في أحدى الحدائق......
نورس:حاسس رجلي متكسرين مو قادر وقف عليهن،حاسس اني معد اقدر كفي،انا ستسلمت وشكلي رح ارجع على سورياغسان:شو هالحكي يانورس،لسى نحن بأول الطريق،وبعد ماصرنا هون بدك ترجع،خليك قوي وصدقني رح نوصل ورح نطالع اهلنا لعندنا ونعيش بسلام بألمانيا.
نورس:بس انا خايف موت
غسان:لك انتو يلي اقنعتوني اطلع وهلق عم تحكوا هالحكي هاد،شبنا ياشباب لسى مشوارنا بأولو مالازم نستسلم،وبالنسبة للموت مافي منو مهرب لما الله يكون كاتب نهاية اجلك،وانت زهير كيف صارت ايدك؟زهير:الوجع كرمالو عم يزيد ياغسان شكلها انكسرت،ضربوني كتير عليها بالبارودة مو قدران حتى حركها
عدنان:تحمل زهير،رح اربطلك ياها وان شاء الله رح تصير احسن
علي:ياشباب خلونا نحكي مع اهالينا يحولولنا مصاري، لان رح نتيسر بعد بكرى
بطالع غسان تلفونو من حقيبة ظهرو وبشغلو...بيتصل فوراً على الوالدة....الو،كيفك امي،انا الحمدلله ماتخافي عليي صرت بتركيا وبعد بكرى رح اطلع عاليونان،ماتبكي كرمال عيوني،رح كون بخير،مشان الله وقفي بكي ياامي ليش عم تبكي شوفيني وصلت وانا بخير....طيب انتي بس ادعيلي،اي ولايهمك رح كون بخير وكل ماوصلت لنقطة فيها تغطية رح احكي معك وطمنك عن حالي،مع السلامة،ادعيلي،باي امي
بيمشي لبعيد...بيوقف تحت شجرة كبيرة كتير،بحط ايدو على قلبو وبغمض عيونو...بفتحهن وبيتصل بغصون
في سوريا....داخل بيت غصون
بتكون غصون عم تنظف البيت وفجأة بتمسع صوت موبايلها،بتترك كلشي من ايدها وبتركض بلهفة لمكان وجود موبايلها...بتحمل الموبايل ولما تشوف اسم غسان عالشاشة قلبها بصير يدق بسرعة وبتحس انو رح يطلع من صدرهاغصون بصوت متقطع:ا...ل...و. غس..ا..ن
غسان:اشتقتلك
بتنزل دموعها وبتقول:وانا كمان
غسان:بعرف منيح انك عم تبكي،يلا مسحي دموعك حتى ماازعل منك،غصون انا اجتزت اول خطوة وصرت بتركيا...ويلي بدي ياه منك انك تكوني بخير وتنتبهي منيح على نفسك وتدعيليغصون:عم ادعيلك دائماً،توصل بالسلامة،انا بأنتظارك لاخر عمري
غسان:بحبك غصون،بدي منك ماتنسيني حتى لو انقطعت اخباري وقت طويل
غصون:ماتحكي هيك،مستحيل اني انساك ومو بأيدي انساك اصلاً انت بقلبي وبروحي ومرافقني وين مابروحغسان:ديري بالك على حالك انا صار لازم سكر مشان شحن الموبايل لانو الله اعلم ايمت يصرلي اوصل لنقطة اقدر اشحنوا فيها،وكل ماقدرت رح طمنك عن حالي
غصون:ماتتأخر عليي،بحبك باي
غسان:وانا كمان بحبك بايبعد مكالمتو مع حبيبتو حس براحة كبيرة،نسي كل تعبو وابتسم ابتسامتو الحلوة من جديد.....صوتها زرع امل كبير بقلبو وحس بطاقة وقوة كبيرة بجسدو
بعد مرور يوم.....ساروا مشياً على الاقدام الى مايقارب الساعتين الى ان وصلوا الى شاطئ البحر لمكان انطللاقهم
من تركيا الى الجزيرة اليونانية عبر البحر في ظل برودة قاسية جداًالمهرب:يلا ياجماعة قبضوني باقي المصاري،ولهون مشوارنا خلص مع بعض
زهير:بس مو هيك كان اتفاقنا مابصير تتركنا وحدنا بنص المشوار
المهرب: هاد الموجود،وانا شغلي لهون وخلص،اعطوني المصاري واتيسروا الله معكم.
سلموا المهرب باقي المبلغ وركبوا بالقارب يلي يادوب وسعهم وانطلقوا بالبحر بإتجاه اليونان....يتبع
أنت تقرأ
على الحدود
Short Storyقصة قصيرة،تتكلم عن معاناة مجموعة شباب سوريين،قرروا الهجرة هرباً من الموت ليذوقوا طعم الموت بطريقة اخرى"على الحدود"بقلمي انا...ليال بكور تنبيه:الاحداث مقتبسة من قصص حقيقية،قد حدثت ومازالت تحدث