أبِنة السَاحِرة

5.6K 296 18
                                    






- سيرين POV -

فتحت عيني على صوت تردد تصادُم عالي للمعادن.

'سُيوف؟' فكرت في اللحظة التي سمعت فيها تلك الأصوات، وفي اللحظة التالية، صدمني الإدراك "حرب؟"

اتجمعتَ مجموعَتان مِن الجُنود ضدّ بعضهما البعَض، كانَ أحدُهما يرتَدي دروعًا يتخللُها اللَون الأحَمر بينَما كانَ الطَرف الأخَرى يتَخللهُ اللوَن الأزرَق... شعَرتُ وكَأن روحِي قدَ تم نقلُها لهَذا المكَان لِوسط مذبَحة قاسِية خالِية مِن أيِّ رحَمة، كان الجُنود يتقاتُلون ويقَتلون بعَضهم دَون أدنّى مَظهر مِن مَظاهِر الشَفة، كَانت الأجَساد تُقطَع مِن حَركة السيُّوف التِي تَشق الهَواء.

كَان ضوء القَمر الساطِح قَد سمحَ لِي برؤيِة كلِّ شيءَ بوضُّوح.. ولكِن قَبل أنَّ أتمكَن مِن فِهم جَوهر المَوقِف، رأيتُ جنديًِا يتقَدم ناحِيتي وفِي عيِنيه نَظرة دامِية كَما لو كَان ينوي قَتلي.

أيُمكنهُ رؤيتِي؟! أُصبتُ بالذُّعر وأغَمضت عينِي كردَ فِعل.

بعيدًا، وأنا أقِف أمَام نافذة غُرفتِي، ارتجفَ جَسدِي وجَعدتُ فُستانِي تَحت راحَمة كَفِي وأغَمضتُ عيِني بإحَكام وكأن عَقلي إستَعد وتَقبل فِكره إصابَتي بالسيِف الذِي سيِهوى علَى جسدِي ويُمزقهُ... لكِن قَبل أن يِصلنِي هذا السيِف، تردَد صوّت إحِتكاكِهِ مع سيَف اخَر.

عِند سماعيّ صُراخ الجُندي، فَتحت عينيّ، لأرىَ رجلاً طويل القَمة يرتدِي رداءًا أسَود طويلًا يُناسبه تمامًا يقف أمامي.

كَان ظهَرهُ العَريِض يُواجَهني، وكلُّ ما إسِتطعت رؤيته هوَ سَيف مُخلصِي الذِي يخَترق مَعدة الجُندي، المَدفون بعمقٍ كافٍ ليِمُر عَبر ظَهرهِ.

أخَرجَ الرجَل الطويل سيفهُ مِن جسد الجُندي وكانَ مستعدًا لقتِل المزيَد... دفع جَسد الجُندي القتِيل جانبًا، وأمسَك بسيِف عَدوهِ فِي يدهِ الأخرى وواصَل ذبحه، وهو يُأرجح كِلا النصلين بدِقة.

عند مراقبتي له من الخلف، كان بإمكاني أن أخمن أنه ليس رجلاً عاديًا... كان رداءه الأسود يناسبهُ تمامًا مطرزًا بخيوط ذهبية في ما يبدو أنه شعار ملكي، وشعره الطويل كان مربوطًا على شكل ذيل حصان مع شريط ذهبي في الجزء الخلفي من رأسه.

كان بصري يتبع الجانب الأيسر من رقبته، والذي كان مرئيًا كلما استدار قليلاً إلى جانب واحد.

"وشم .. هل هذا ثعبان؟"

لم أتمكن من رؤيته بوضوح... كان سريعًا جدًا لدرجة أنه كان من الصعب رؤية جانب وجهه.

السَّاحِرة: الإِيقَاع السِّحرِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن