إستيقظت نسمة على إثر حراكات خفيفة داخل الغرفة ...فتحت عينيها ببطئ لترى أن كاظم لم يغادر بعد ..كان يقف أمام المرآة يعدل من ربطة عنقه ..كانت تحدق به بعشق ..لاتزال تحبه ..تعشقه حدّ الجنون بشعره الأسود الكثيف وعينيه الرماديتان الساحرتان و شفتيه المرسومة بدقة ترغب بتقبيلها ...بتذوقها كل هذا جعلها من المستحيل ان تبتعد عنه وان فعلت فكبريائها السبب ....شعرت بالحزن لكونه لا يبادلها نفس المشاعر ... تزوجها ليرضيَ والده ... او لسبب آخر، أما هي فلا تعني له شيء سوى أنها ابنة عمه ..ازداد الألم بقلبها حين تذكرت كلماته عن فتاته ومعشوقته في إمريكا ، وانه سيطلقها ويعود لها ...تتصارع المشاعر داخلها ..تحاول ان تقاومها...فاعتدلت في نومها تحاول ان تغادر الفراش ...فلاحظها كاظم مستديرا لها ...
"إلى أين ..مازال الوقت مبكرا..."
أرادت أن تتجاهل سؤاله ذاك ولكنها لم تستطع ...كانت تنتظر حديثا معه حتى لو كان شجارا.. أجابته ببرود مدعية عدم اهتمامها لمظهره الساحر :
" لديًّ محاضرة مهمة ..وعلي تدارك ما فاتني .."
حدق بها ببطىء ... يرسم ملامحها الفاتنة ....وهي تسير نحو الحمام ...لتغيب داخله فترة من الزمن ...
قرر ان ينتظرها ..ليقوم بإيصالها إلى الجامعة ...هذا ما أقنع نفسه به ولكنه يريد ان يرى ماذا سترتدي للذهاب كيف ستكون ثيابها ...كيف ستبدو ...شعر بالغيرة ...لأنها ستأسر قلوب الشبان داخل الجامعة ..ستتعرض للمضايقة من قبلهم ...ثار غضبه وكور قبضتيه محاولا السيطرة على مشاعره الغريبة ....مقنعا ذاته قائلا:
" هذه ليست غيرة ...انا لا أحبها وانما هي زوجتي ومن الطبيعي ان أغضب لشي كهذا .."
زفر بهدوء حين اقتنع بأفكاره وغادر جناحه لتناول الفطور .دخلت الحمام وهي تدعو ان يغادر الغرفة كي تجهز نفسها للجامعة ...لا تريده ان يراقبها وهي تستعد للذهاب ....لا تريد ان تراه بهيأته تلك ...فقد خطف أنفاسها وسلب عقلها وروحها بوسامته المهلكة وعيونه الساحرة تلك العيون فاتنة تأسر القلوب بنظرة ....كادت أن تكشف نفسها له لو ظلت في الفراش تحدق به بهيام فهي غير ملومة ان سرقت منه حضنا و قبلة فهي عاشقة ومتيمة بكاظم خاصتها
أسرعت تنهي حمامها كي لا تتأخر عن ميعاد المحاضرة ..
خرجت من الحمام تفتح الباب ببطء تحاول استكشاف وجود كاظم ...لكنه ترك الجناح ...زفرت براحة ...
ارتدت سروال جلد أسود ضيق ومعه تي_شورت قصير وفوقه جاكيت سوداء و تركت شعرها مسترسلا و قامت بوضع أحمر شفاه خفيف
حدقت بانبهار الى نفسها ...شعرت بشيء من الخوف و السعادة ، لا تدري ما نوع هذا التناقض ..
حملت حقيبتها ونزلت للأسفل ..تدعو الله أن تمضي أيامها بخير وسلام.
أنت تقرأ
نسمة عشقي
Romanceعشقته منذ الصغر ....وتمنته لنفسها الا انه لم يكن يكترث لها .....لكن زواجهما غير مجرى المشاعر ..