_ مساء الخير آنسة صوفيا ..ردت صوفيا بابتسامة _مساء النور ....شرفتنا بحضورك ...
_أجاب وعينيه تتفحص نسمة من رأسها لاخمص قدميها ......
_والله الشرف لي .....سعدت جدا لعودة كاظم....لكن أين هو؟!
_ وقفت تجيب....انه في غرفته سأستدعيه حالا وغادرت مسرعة....أما ناذر فجلس مكانها بجانب نسمة ....
_ ممممم !!! لم أكن اعلم انك بهذا الجمال !!
_ابتسمت خجلا......أحقا ما تقول ....تقوست شفتاها للأسفل مرددة ...هذا يعني انني لم اكن جميلة قبل الآن !!
_ ضحك من براءتها التي تأسره ...كلا لم أقصد ذلك ...ولكنك اليوم أكثر جمالا ...و...
قاطعه كاظم الواقف خلفه ....
_ لم تتغير ياناذر .....مازلت تحب الغزل...
استدارا اليه كلا من نسمة و ناذر ......ضحك ناذر ونهض ....تعانقا طويلا ....._فهما أصدقاء منذ الطفولة....أما نسمة كانت تحدق بكاظم كالبلهاء ...تراقب كل حركة ينشأها ...لم تبعد ناظرها عنه ...كان على مقربة منها ...الا انه لا يشعر بوجودها ....هكذا فسرت تصرفاته معها ....هو لا يكترث لها بتاتا ....دبّ بداخلها خوف ....من ان كاظم في حياته شخص آخر غيرها فتصرفاته معها توحي بذلك ......
ظلا كاظم وناذر يتحدثان تارة ويضحكان تارة أخرى بينما نسمة تتابع كل ما يفعله كاظم كأنه الوحيد الموجود هناك .....كان يرتدي بدلة سوداء تُظهِر عضلاته المفتونة وقوامه الرياضي .....أسر جميع من في الحفلة بوسامته وكان محط أنظار جميع الموجودين ......
عادت صوفيا لنسمة....ستفضحين نفسك ان استمريت التحديق به....
انتبهت نسمة لصوفيا الجالسة بجانبها ....
_ عدتِ؟!
_ أجل منذ برهة !....نسمة أتحبين أخي؟!
_نظرت نحوها .....أحبه؟! بل أعشقه و سأموت من اجل نظرة واحدة منه ....لم ينظر الي منذ ان جاء للقاء ناذر .....صوفيا ربما انا غير مرئية له او شفافة ....
_ ضحكت صوفيا من كلامها الغريب ....غير مرئية و شفافة ..لا..لا أتمزحين ...تعلمين أن أخي لا يهتم كثيرا للفتيات او تغزل بهم ....شخصيته أنه جدي في كل شيء ......و صارم ....يبدو أنه لا يؤمن بالحب .....
لم ترد نسمة على كلام صوفيا بل بقي معلقا في أذنيها تتردد بعض كلماته على مسمعها ...."أخي جدي في كل شيء و صارم .....هو لا يؤمن بالحب!" ....شيء ما جعل نسمة تقف و تقول ...
_ علي العودة لبيت خالتي لدي محاضرة مهمة يوم الغد ....
_تنظر لها صوفيا بغرابة ....مهلا نسمة !! الوقت مبكر ....لكنها لم تستمع لها و اتجهت حيث يقف ناذر و كاظم ...
_ ناذر ...لنعد للبيت ...
_حدق بها قائلا ...الآن ؟!
_أجل ....أرجوك ...وتركته وذهبت .
_آسف ..علي الذهاب قبل أن تغضب مني ..أراك غدا يا كاظم ..ليلة سعيدة..
ودعه كاظم ...متابعا بنظره لناذر الذي يلحق بنسمة ...ممسكا بيدها .....
_اخي لما نسمة غادرت الآن ؟! تسأله صوفيا لعلها تقرأ مشاعره ...أجاب ببرود
_لا أعلم ...وتركها متجها لأحد أصدقاءه أما صوفيا فهي تعلم جيدا سبب مغادرة نسمة ........
استيقضت نسمة متضايقة بسبب كاظم .....حقا تشعر بإهانة كرامتها .....كل من كان في الحفلة اعجب بجمالها ...الا هو لم يعرها اهتمام .....لم تكن من اهمياته يوما فلما يهتم الآن ....طردت نسمة جميع الأفكار التي تزعجها و قررت أن تتحكم في مشاعرها تجاهه ...يجب ان تضع حدا للهذه العواطف الجارفة له ....فهي ليست نوعه المفضل ......قطعت شرودها ليلى قائلة ....
_نسمة ...ألن تذهبي للجامعة ؟!!
_ردت نسمة بجفاء .....سأذهب انتظريني في الخارج .....******** في منزل كاظم ********
نهض كاظم من النوم ....واتجه يأخد حماما .......
ونزل لتناول الفطور مع العائلة
_صباح الخير بني
_أجاب ...صباح النور أمي ....أين أبي ؟!
_ قالت.....في مكتبه انهي فطورك واذهب اليه لديه شيء يود ان يخبرك به ....
_ابتسم وقال ....حسنا...!
كانت أم كاظم تدعو أن يقبل كاظم بعرض والده ....وفي قلبها أمل بذلك .
ذهب كاظم لمكتب والده و طرق الباب
_ادخل......آه كاظم بني تفضل بالجلوس
_اخبرتني امي انك ....قبل ان يكمل كلامه قال والده ..
_ سأقول لك دون اطالة او مقدمات واعتبر ما سأقوله لك طلبا
_ تفضل أنا أسمعك...
_ نهض من مكانه ووقف أمام ابنه قائلا
_ أريدك أن تتزوج نسمة ابنة عمك ...
وقف كاظم و تغيرت ملامح وجهه ....
_ أتزوج من ...؟! لا لا يا أبي تعلم جيدا انني لا افكر بالزواج حاليا ...انا عدت فقط من اجل ان ادير الشركة .....من بعد اذنك يا والدي ... انا لست مجبرا ان أتزوج من تختارها لي ....انا .....قاطعه والده ....
_ بني ....اهدأ ....هذه رغبة عمك قبل ان تكون رغبتي ....قبل ان يموت اخد مني وعدا ان ازوج ابنته منك فهي ستكون في حمايتنا ...افهمني ... ابنته عزيزة علي ....هي مثل صوفيا ....فكر في الأمر ....
ظل كاظم يفكر بكلام والده...ثم أردف يقول ..
_ ما رأيها هي بزواجي منها؟!
_نسمة لا تملك اية فكرة عن موضوع الزواج ...كنت انتظر عودتك لأفاتحك بالموضوع ....أريد رأيك ...كما تعلم القرار لك .. لن اجبرك ان كنت لا ترغب ...ولكني سأكون سعيد سأموت مرتاح البال لأني حققت رغبة أخي الوحيد...
_أطال الله عمرك وحفظك لنا ولكن يا ابي دعني أفكر ....الأمر يحتاج التفكير ... تعلم جيدا انني عدت لأجلك ولأجل الأعمال هنا ....الزواج آخر شي أفكر فيه الآن .......
_ بني ...نسمة وحيدة. ..و سأطمئن عليها ان تزوجتها انت ....انا قلق لو حدث وتزوجت غيرك سأكون قد اخلفت وعد اخي ولن اسامح نفسي ماحييت ....
شعر كاظم بالخوف على والده بعد كلامه .....وارتسمت على وجهه علامات الجد ..قائلا سأخبرك بقراري الليلة ..عن اذنك و غادر المكتب ....
تنهد والده طويلا وهو يقول ....انا أثق بك يا كاظم لن تخذلني......دخلت زوجته تتفحص ملامحه علها تقرأ ما دار بينهما....
_ هل وافق كاظم على طلبك؟!
_ ليس بعد ....سيرد لي بالخبر مساءا ....يريد التفكير .....
_ أ تظن ان هناك فتاة في حياته ...لربما يريد زوجة غير نسمة !!..
_ لا أعلم يا أم كاظم ...لا أعلم ....الليلة سنعلم بقراره ...واعلمي ان رفض ...فساقتنع بما يريد ....
_لكن ...يا عزيزي ...نسمة هي ....قاطعها..
_قومي الآن وجهزي العشاء ....والأمر بيد الله تعالى....انسحبت أم كاظم الى المطبخ لاعداد الطعام بمساعدة بعض الخدم.....داعية ان تكون نسمة زوجة ابنها الوحيد
**********في منزل خالة نسمة ********
_صوفيا!!!!!.... تهتف نسمة بفرح عند رؤيتها .....
تقدمت صوفيا نحو نسمة سلمت عليها و جلستا للتحدث...
_ انا منزعجة منك يا نسمة !!!
_ بريب.....منزعجة مني لما؟!
_تركتِ حفلة أخي دون سبب معين .....كنتِ سعيدة فجأة....قاطعتها نسمة قائلة ...
_لم احتمل فكرة اني موجودة أمام كاظم ...ولست نقطة اهتمامه او بؤرة تركيزه ....سامحيني على كلماتي هذه ولكن أخوك مغرور ....متعجرف و..... و.....و.....فجاة لم تجد ما تقوله فقاطعتها صوفيا ...
_و ماذا ايضا ...هيا تابعي انا اصغي اليك جيدا
_نسمة بخجل وارتباك تقول .....انا والله آسفة لم أقصد فقط أشعر بالغضب ..و
_يكفي يا نسمة ......جئت اليك لأن ابي طلب مني أن اصطحبك معي للبيت يريدك في موضوع مهم ....
_نسمة بدهشة .....يريدني أنا ..لكن الم يخبرك ما الأمر ....أجابتها .....
_لا أعلم .....نادي ابن خالتك ليوصلنا فالوقت تأخر .......
قام ناذر بإيصال نسمة وابنة عمها للبيت وودعهما ورحل ...
_ هيا ادخلي لما انت واقفة عندك ؟!
_ تشعر نسمة بالخوف ....والألم لأنها ستقابله .....هذه المرة ستنهار .....وستضعف أمامه.
_نسمة !!!
أخيرا أدركت نداء صوفيا لها وتقدمت معها داخل البيت....
_زوجة عمها حين رأتها أسرعت اليها تضمها ....حبيبتي نسمة سعدت لرؤيتك ....بادلتها نسمة العناق و التحية ....هي لا تعلم ماذا سيحدث معها عند رؤيتها لذلك الآسر .....
_ارادت ان تخرج نفسها من اوهامها ....وارتباطها التخيلي برؤيتها لكاظم ..... ستعامله كما يفعل هو .....ثم وجهت كلامها لزوجة عمها ...
_اخبرتني صوفيا ان عمي يريدني لأمر مهم ....هل...؟! قاطعتها زوجة عمها ....
_ اجل عزيزتي ....هو في مكتبه ينتظر قدومك ...اصطحبتها الى المكتب ......
كانت نسمة تدعو ان تمضي هذه اللحظات على خير مايرام .....
حين دخلت المكتب وعلم عمها انها الطارق ..... طلب منها الدخول، الشيء الذي لم تتوقعه انها ستجده هناك مع عمها ينتظرها هو الآخر بملامح باردة .....يقرأ في كتاب ....
_ تفضلي يا ابنتي ...اجلسي
جلست نسمة على الكرسي المقابل لكرسي كاظم .... مطأطأة رأسها خشية ان تراه ....تحاول ان تتماسك أمامه ....ان تبدو طبيعية .....ان تتجاهله كما يفعل معها .....
_نسمة يا ابنتي ...تعلمين جيدا ...اهميتك عندي ......و كم أعزك و احبك كابنتي تماما ...
رفعت رأسها ونظرت لعمها وقالت ....
_ أجل وانا لا اشك في هذا .....انت كوالدي تماما ...تابع كلامه ....
_ احضرتك الى هنا لانه لدي طلب و ارجو ان لا ترفضيه .......قالت بثقة ..
_طلباتك اوامر ياعمي ..تعلم اني لا استطيع ان ارفض لك اي طلب ..ابتسم مسترسلا في كلامه ..
_ اعلم هذا ..ابني كاظم طلب يدك للزواج و انا ......فجأة تجمدت حركة نسمة .....ووجهت بصرها نحو كاظم الا انه كالعادة بارد و لا يهتم ...مازال يبعثر نظراته داخل ذلك الكتاب...تابع عمها قائلا .....ما رأيك انت يا نسمة .......ثم استدارت لعمها قائلة ......
_زواج ..... يريدني زوجة ....انا .....صمتت وهي تتذكر كل تلك التجاهلات لها عدم اهتمامه بها ولو بكلمة ...نظرة ...فلما يريد الزواج بها ان كان لا يحبها ....يبدو ان الصدمة كبيرة بالنسبة لها ....فالطرف الثاني في الزواج معشوقها و آسراها كاظم .....
_ نسمة ...كاظم يريدك زوجة له ......ننتظر فقط موافقتك لكي احدد موعد زواجكما ....تذكر والد كاظم ليلة امس .....حين اخبره كاظم بموافقته على الزواج من نسمة ....حتى استفاق على كلمات نسمة ...
_انا غير موافقة يا عمي ......لا اريد ان اتزوج من كاظم ...رفع كاظم بصره لها ......حدق فيها .......اما هي لم تنظر باتجاهه ....لم ترغب في معرفة نوعية نظراته لها ...
_ لكن يا ابنتي ....قاطعته...
_ ارجوك عمي ....انا لا اريد الزواج الآن خصوصا وانا مازلت ادرس ...الزواج آخر اهتماماتي .....سأتزوج من أريد حين يحين الوقت ..كانت تشعر بالغضب بسبب كاظم رغم صدمتها بطلب يدها .... ...قاطعها كاظم لأول مرة يتحدث معها بدون رسميات ....قيود او شكلا من اشكال التقيد .
_ ابي لو سمحت اتركني بمفردي معها اود ان احدثها لوحدنا ...انصاع والده له يعلم ان كاظم سيقنعها ...خرج والده و تركهما معا....نسمة الآن بدأ قلبها يهتف بنهاية ضرباته ....تسارع خفقاته كأنها بداية بطيئة لموته بوجود معشوقه.....مع كل خطوة يخطوها نحوها تتعالى انفاسها وتعلو ضربات قلبها فقدت السيطرة في كل شيء حتى الكلام لم تكن جريئة كما كانت في حضرة عمها ....تحاول ان تبدو غير مهتمة به او قربه منها لكن تحجرت و تخشبت في مكانها كأنها بلا روح أو نفس....
_ وقف أمامها يحدق بوجهها بينما رأسها مطأطأ يكاد يلمس الأرض ...لا تريد مزيدا من ذلك الشغف .....وضع يده على ذقنها ورفع رأسها لتتقابل تلك العيون مرة اخرى ....لتسرق اجمل لحظات الحب والولع ....تاه في بحر عيونها العسلية ....غاص في جوف تلك الجفون ...شعر بنبض غريب من بين نبضات قلبه .....أسرته للمرة الثانية بتلك العيون البريئة ....في داخلها بحر من العشق و الولع أسر بهما ....لم يشعر بأنامله التي تتحسس بشرة وجهها ...غاب عن واقعه وغاص بعيدا يتأمل ملامحها بأنامله ....شفتاها وجنتهاها .....أما هي فتخشبت في مكانها اثر تلك النظرات من عينيه ...تشعر به....سرت في جسدها قشعريرة حين مرر اصابعه على خدها بحنان شعرت انها تحلق في عالم غير عالمها ،عالم يجمعها مع معشوقها ..... استفاق كاظم من غفوته بطرد افكاره بعيدا .....وهتف يقول ....
_أتتزوجيني يا نسمة؟!
أنت تقرأ
نسمة عشقي
Romanceعشقته منذ الصغر ....وتمنته لنفسها الا انه لم يكن يكترث لها .....لكن زواجهما غير مجرى المشاعر ..