كانت نسمة تتحاشى لقاء نادر بعد ما حدث مع أسعد .....حتى في السيارة تظل صامتة .....
مرت الأيام ......على خير فأسعد توقف عن مضايقة نسمة بعد التهديد الذي تلقاه من ناذر ..ذهبت نسمة لزيارة عمها ...
_لدي خبر لك .....سيرفعك الى سابع السماوات
دق قلب نسمة بسرعة كبيرة
_اسرعي يا صوفيا .....مالخبر .
صرخت صوفيا ......غدا ميعاد وصول طائرة أخي الى ارض الوطن ......
تفاجأت نسمة انفرجت أساريرها ......لمع العشق في عينيها بعد ان انطفأ لسنين ....شعرت بقلبها يخفق بشدة لتتسارع ضرباته ...
_ صوفيا !!! أنا سعيدة جدا بهذا ....كم أشتاق له ....تعانقتا بفرح كبير .....فجأة دخلت زوجة عمها _أيمكنكما مشاركتي هذه الفرحة ....فمنذ زمن لم أرى نسمة بهذه السعادة ......
_ أجابتها صوفيا ...لا شيء يا أمي كلام بنات فقط ..ادركت الأم ما تقصده ابنتها.....أكيد يتحدثان عن شاب ......
_ حسنا ! تابعا كلامكما و انا سأرى أبو كاظم في مكتبه ...
_ اسمعيني يا نسمة غدا صباحا سنذهب إلى المطار لإستقبال أخي ......أتودين الذهاب معنا ؟!
ترددت نسمة .....هي لا تريده أن يراها تخشى ان يتجاهلها فلم تحظى ولو بنظرة خاطفة منه .....هو لا يتعامل معها كما يتعامل ناذر .....هي بعيدة عنه كل البعد لو ذهبت للقاءه لربما تجاهل معرفتها .......
_ هاااه !! لالا !!! أود إلقاء تحية حين يحضر إلى البيت ....
_كما ترغبين... اذن ما رأيك أن تقضي ليلة هنا بما أن غدا يوم عطلة.....فنحن سنقيم حفلة صغيرة بعودة أخي ...
نسمة بسعادة ....حقا!!! نعم سأفعل.... سأتصل بناذر لأعلمه...... اتصلت نسمة بناذر واعلمته انها ستنام ليلة في منزل عمها ....فوافق..
_ اذن لنذهب الى غرفتي ولنرى ما لدينا من الفساتين لحفلة الغد ...... وصعدتا بفرح كبير .....
كانت نسمة أسعد واحدة ......لم يشق النعاس طريقا لعينيها ...فغدا ستقابل حبيبها و معشوقها لغياب دام خمس سنين .....سنوات من العشق الجارف .....من ولع و لهفة للقاء ......ظلت تتخيل القاء الى ان سحبها النعاس الى غفلة النوم.....
*يوم جديد في حياة نسمة .......سعادة تطير بها في ديار العشق و الهيام أخير ستقابل محبوبها ....
أخيرا ستراه ستشبع عينيها منه.....ستملأ رئتاها من عطره .......أخدت حماما طويلا .....ظلت ساعات وساعات و هي داخل البانيو ......شاردة ....ضائعة في عالم عشقه .....هو فقط من يستطيع خطف أنفاسها ...تتسارع دقات قلبها بمقربة منها .....تراه ولا ترى غيره ...طيفه سكن روحها منذ الصغر ..تاهت في براثينه و هامت فيه ....هو من أخرجها من عذاب الذي ذاقته حين توفيت والدتها ....حبه رفعها ......طاف بها على بحار الولع ......
سمعت طرقا على باب الحمام ....
_ أسرعي يا نسمة ستتأخرين
ادركت نسمة نفسها .....آآآآه حمقاء ...سيقتلك عشقه ....انا قادمة ...دقيقتان فقط ...
أسرعت نسمة تجفف شعرها بعد أن لفت نفسها بفوطة الحمام ....
تحدث نفسها .....يبدو أنني سأعاني الكثير مع هذا الكم الهائل من العشق....... علي أن أسرع سيصل كاظم حياتي قريبا ....
لبست فستانها ......تبدو فاتنة ....تخطف القلوب .
فستان أسود بدون أكمام و له فتحة صغيرة على الظهر بينما ....يتزين أمامه بطبقة من الدنتيل ....
يرسم خصرها بدقة ويصل الطول الى فوق الركبة ...
قامت بتسريح شعرها قليلا و تركته ينساب على طول ظهرها ....بدت كملاك ....كحورية من الجنة ...حين رأتها صوفيا ...انبهرت من جمالها قائلة لها_ نسمة ....ما كل هذا الجمال ...اين كنت تخفينه .....ضحكت نسمة وتوردت وجنتاها خجلا.
_ سيجنّ أخي حين يراك سيفقد عقله...شعرت نسمة برعشة تسري في أوصالها و هي تتخيل كاظم يراها بهذا المنظر .....
أمسكتها صوفيا من يدها وقالت ...أخي قد وصل انه في بهو المنزل .....هيا لتسلمي عليه .....
شعرت نسمة بالخوف .... بالاضطراب رغم أنها انتظرت هذا القاء بلهفة ....انتظرته على أحر من الجمر ....تخيلته مرارا و تكرارا رسمته في مخيلتها حتى سجل كحدث و له تاريخ ....
_ نسمة ....أين شردت. ....أسرعي ...أمسكتها صوفيا من يدها تقودها إلى بهو المنزل وقلبها يدق ...بعنف ...يعلن انتصاره على العقل الذي حاول رفض اللقاء ...تتساءل نسمة كيف سيراها ...كيف سيحدثها ....أيعقل أن تفقد الوعي أثناء حديثه معها ...عشقها له كبير فاق حدود السماء .....عشقها لا يظاهيه عشق في الدنيا ....وصلتا الى البهو رأته يبتسم سمعت رنين ضحكاته تذكرتها الآن اصبحت مألوفة لديها .....تغيرت ملامحه أصبح أكثر وسامة وضخامة ......كأنه أمير قلعة .....أمير حكاية .....كاظم أميرها .....حارسها ....حبيبها ومعشوقها .....تقدمت نحوه ببطئ لم يكن ينظر نحوها كأنها سراب ....كأنها شفافة لا ترى بالعين المجردة ....تقربت أكثر لتتضح له .....ليراها هو ....لكنه مازال لا ينظر نحوها ..تسارعت دقات قلبها لكل ذاك القرب وهوت أمالها لذاك التجاهل المرير
أخيرا .....لف بصره نحوها حين قالت شقيقته
_ اخي أنظر من جاء لإلقاء التحية ...
أخيرا تعانقت نظراتهما ......ومض بريق العشق في شعاع ....فجأة سحب بصره بعيدا وقال
_كيف حالك يابنة عمي ؟!.
أهذا صوته .....أيكلمني أنا ......هل يقصدني ...هذا ما كان يدور في خلدها الى ان نكزتها صوفيا فأجابت و بصرها بين يديها .
_ بخير ...... تفكر بصمت.... انا بخير ماذا عنك ...غبت عني كثيرا .......اشتقت لك .....
ترفع بصرها ببطئ تراه ينسحب الى الأعلى برفقة والدته تتأبط ذراعه ....يبدو انها ليست محوره .....ليست نقطة اهتمامه. ....لقاء اقل من عادي و هي التي تخيلته مليء بالاشتياق و الحنين ....لكن شيئ ما جعلها تبتسم .....لقد حدق في عينيها أخيرا التفت لها رأت جمال عينيه ......لو كانا بمفردهما لكشفت عن حبها له لعانقته ...قبلته ...ارتمت في أحضانه ...تحسست دفئ حضنه ....لكن هي كانت تراه بعمق وعن كثب بينما هو رآها شفافة ....
رأتها صوفيا تحدق به إلى ان اختفى...وقالت مبتسمة لها....
_أخيرااا تقابلتما ..
_أجل !!! لكني أردت ان يكون الحديث طويلا معه
_ ابتسمت لها صوفيا و قالت ستكون هناك فرصة اخرى لكما .....هيا لنخرج للحديقة قليلا ريثما ينزل أخي لاستقبال اصدقاءه ...
خرجتا الى حديقة المنزل و جلستا على كرسي المتأرجح ......صوفيا تتحدث وهي شاردة ...عادت الى لحظة التقاء أعينهم هي و كاظم ....كان في عينيه كلام خاص لها لم يتجرأ على قوله بسبب المحيطين حولهما .....لأول مرة تغوص في عمق تلك العيون ...رغم أنها كانت لحظات ضئيلة ...اكتشفت ان في داخل تلك العيون عشق كبير و ألم أكبر ....
قاطعت صوفيا شرودها ..
_وصل ابن خالتك نادر ...
استفاقت من شرودها تحدق باتجاه نادر ما ان رآها حتى تقدم نحوها ....
أنت تقرأ
نسمة عشقي
Romanceعشقته منذ الصغر ....وتمنته لنفسها الا انه لم يكن يكترث لها .....لكن زواجهما غير مجرى المشاعر ..