الورود

0 0 0
                                    

وتدور في الفلك ذاته، وتعبر عن علاقة أزلية بين الإنسان وعالم الأزهار والنبات حتى عندما كان الكائن البشري مجرد فكرة مطلقة، فالأسطورة تقول إن الإنسان غادر عالم ما قبل الأرض وسكن الأرض عبر معادلة شكلت النباتات الطرف الأهم فيها وكانت مسبباً لفكرة الوجود الذي نحن عليه اليوم.على طول التاريخ نسج الإنسان أساطير عدة حول علاقته بالزهور، حتى أني أكاد أن أجزم أن كل زهرة وأينما وجدت توجد وراءها أسطورة ما، والأهمية تكمن بما بعد الأسطورة وما تحمل في طياتها من معان وحكم ونصح نستعين بها عندما يتحدث عن الحب والكره والوفاء والخيانة والصداقة والتضحية، وكل ما يدور في عالم الماورائيات الخاص بالجنس الآدمي.

أساطير الأزهار.. رموز ومعان

علاقة الزهور بالأساطير علاقة قديمة قدم الإنسان نفسه، ففي الثقافات القديمة ارتبطت الأزهار بالرموز ارتباطاً وثيقاً فكان زهر الغار رمزاً للنصر، والزيتون رمزاً للسلام، وزهرة الشوك رمزاً للآلام في أقسى صورها، وزهرة الياسمين غدت رمزاً للطهارة لارتباطها بأم السيد المسيح مريم العذراء عليها السلام.

ثالوث الإنسان ـ الزهر ـ الأسطورة شكل ثقافة رمزية شكلية أعادت صياغة الرمز كلغة خطاب صامت بين أبناء البشر أهم وسائله الرمز والكناية، فزهرة الجلاديسون التي أخذت اسمها من اللاتينية وتعني السيف كون أوراقها حادة كالسيف كانت عند الرومان رمزاً للمحاربين، واليوم تحمل مغزى أكثر تجدداً، فإذا ما أرسلتها إلى شخص ما فكأنك تقول له
«لقد طعنتني».

تقول الأسطورة إن الراعي كروكوس أحب حورية اسمها سميكلاكس وهام بها، وإن الآلهة تأثرت لهذا الحب وخافت على الراعي من الموت فحولته إلى زهرة زعفران، والمعروف أن زهرة الزعفران هي زهرة أبدية تنمو في كل الفصول ولا تموت، وتبادل أزهار الزعفران اليوم يعني أن العلاقة بين من يتهادونها علاقة أبدية.

الباحث في هذا يجد لغة الزهور تطورت تطوراً هائلاً ربما تعجز لغتنا نحن البشر عن نحت عبارات مكثفة على هذه الهيئة، لنأخذ الزنبق مثلاً وهي الأقرب إلى قلب الرجل وأسطورتها جاءت من بلاد الاناضول أو تركيا اليوم، أسطورة الزنبق تعبر عن رفضنا نحن البشر لتقبل فكرة موت من نحب، إذ أن الأمير إنهار وانتحر برمي نفسه من فوق أحد الجبال ليتحول جسده إلى أزهار زنبق تملأ الجبال في كل بقاع المعمورة.

نقرأ أيضاً في أساطير الزهور القادمة من شبه الجزيرة الكورية قصة مسبوكة بعناية عجنت الحب العفوي بالطفولة والبراءة، فالصبي الصغير كيم عاش مع والده المريض في كوخ فقير، كل يوم كان كيم يصلي لروح الجبل كي ينقذ روح والده من الفناء، ذات يوم وهو يصلي غلبه النوم فظهر له روح الجبل وقاده إلى مكان تنمو فيه أزهار الجنسنج، أخذها كيم وصنع منها شرابا، أعطاه لوالده فشفي من مرضه، حتى يومنا هذا يشرب الناس في تلك البلاد شراب الجنسنج التي تأخذ جذورها هيئة جسد الإنسان المريض.

💮مقتطفات💮حيث تعيش القصص. اكتشف الآن