وداعاً يا نفسي الزائفه

بدايه الكارثه

كان المساء كئيباً تلبدت سماؤه بالغيوم ، و زمجرت الرياح فيه لتنذر قرب هبوب العاصفه ، و بدأت قطرات المطر تتساقط بغزاره ... اغلقت كتابي و ما إن هممت بالنهوض حتى سمعت طرقاً خفيفاً على النافذه ... توجهت صوبها و اذا بي ارى طائر قد كسر جناحه و الدم يغطي ريشه الناعم و جسمه الصغير يرتعش من البرد ، فتحت النافذه و ما إن امسكت به حتى لاحظت شيئاً معلقاً بقدمه ... ادخلته غرفتي و وضعته على منشفه ناعمه و احضرت القليل من الضمادات و المعقمات من اجل كسره ، وضعت يدي عليه بلطف و اذا بجسمه ما زال يرتعش فضمدت له جرحه ... و احضرت القليل من الماء الساخن و غسلت بقايا الدم التي كانت تغطي ريشه الابيض ، فتحت ذلك الشيئ المعلق بقدمه و اذا بها ورقه مكتوب فيها "وداعاً يا نفسي الزائفه " لم افهم لها اي معنى لذا طويتها و وضعتها على منضدتي وتوجهت صوف فراشي لانام ،... و ما ان اغمضت عيني حتى سمعت صراخ يأتي من الخارج و صوت بكاء و عويل و اصوات سيارات الاسعاف تملئ المكان فنهضت فزعه و التقطت معطفي و توجهت بسرعه الى الخارج ... كان كل شيئ في حاله فوضى و كأن القيامه قد قامت ولمحت من بين كل تلك الفوضى امرأة قد بترت قدميها وهي تصيح وتبكي ... ولما امعنت النظر في وجهها تجمد الدم في عروقي و لم استطع الحراك

يتبع