Part 8

3.1K 94 3
                                    

الإبتعاد .. كلمة كالعاصفة, احساسها مؤلم. كالشعور بالخوف في حرب ما! لا تعلم أن كان هذا القرار الصائب, دائماً يوجد المؤيد والمعارض حتى تقف أنت حائراً ما بين هؤلاء لا تعلم أيهم أصح! كالمعارضة بين عقلي وقلبي وأنا اترجل من عالمك غير قادرة على إتخاذ القرار الصحيح, المكوث معك مدى العمر وأنت لغيري, أم الابتعاد عنك وتأكل النار داخلي حتى أصبح رماد!؟
لن أود رؤية أحد في اليومين الذين تبقوا قبل إبتداء الجامعة, حتى موج عندما اتصلت بي اخبرتها بأنني لا أود الخروج ومكثت في فراشي بدون عمل شيء ..
يقولون أحياناً بأن أيام من الحزن قادرة على أن تجعلك تقف من جديد .. يومين معدمة فيها الحياة, في اليوم الثالث طرق الباب بقوة منذ الصباح. قمت من الفراش بنفس ثيابي التي كنت ارتديها منذ يومين وشعري المنكوش, فتحت الباب ورأيت موج أمامي.
"أنتي وبعدين معاج؟ لي متي بتمين جذي؟"
تركت الباب مفتحة ودخلت الى داخل حيث أتت خلفي, "شوق خلاص أن ماكنتي تقدرين اتمين بدونة كلمي!"
جلست على الاريكة في الصالة وكانت موج تقف أمامي ببعد أقدام, "مابي اكلمة. خلاص قررت!"
"اي؟"
"مابي أرد لة."
نظرت لي للحظات محاولة تصديقي, "قرارج النهائي؟"
"أي حتى لو كنت أحبة بس لو يبيني يهد زوجتة."
أتت بجانبي جالسة, "حبيبتي أهم شي ما تتسرعين."
اخذت نفسا عميقاً, "متى محاظراتج؟"
"الساعة ثمانية."
قمت من مكاني متوجهة الى غرفة النوم, "طيب عندنا وقت ساعة ونص خلينا نفطر في Panera."
لحقت بي ووقفت جنب باب الغرفة مكتفة الايدي تنظر لي بأستغراب, "شفيج؟ تحبين نروح IHop؟"
صرخت بصوت مرتفع, "شوق!"
ادرت رأسي لها ووضعت يدي على موقع قلبي, "خرعتيني! شفيج؟"
"شفيني؟" أتت نحوي وامسكتني من كتفي, "احاجيج! لا تمثلين كأنه كل شي بخير. صارخي, تكلمي, أبكي, سوي الي تبي أنا رفيجتج يا شوق."
انزلت يدها وابتسمت لها قائلة, "أنا بخير." قبلت احدى وجنتيها. "بس نطريني عشان اتسبح حتى نروح نفطر وبعدها نروح محاظراتنا."
لم تقل كلمة ولم انتظر منها أي رد, توجهت بسرعة الى الحمام, أحسست نفسي كالزومبي, وقفت تحت "الدوش" والماء ينهمر بغزارة على رأسي. أغلقت الماء وتوقفت قليلاً لعلي استوعب نفسي بعض الشيء, نظرت لجسدي أذا بي أرى علامات لمساته مازالت موجودة, شعرت بدمعتي تسقط على خدي كأنها الدمعة الأخيرة التي تبقيت.
خرجت من الحمام وقمت بلبس فستان أحمر يصل تحت ركبتي بربع أكمام ورفعت شعري الذي كان يصل الى نصف ظهري كعكة. وضعت مستحضرات التجميل وارتديت حذاء اسود ذو كعب عالي ثم خرجت الى موج حيث كانت تنتظرني في الصالة. "سوري تأخرت."
"فديت الجمال. يلا خلينا نفطر."
توجهنا الى Panera الذي يقع بالقرب من الجامعة. قمنا بطلب الفطور وبعد انتهائنا أخذنا القهوة وتوجهت كل واحدة منا الى محاظرتها ...
ذهبت الى محاظرة الرياضيات وكانت مملة. بعدها توجهت الى محاظرة العربي .. كانت البروفيسورة تقف بالقرب من حاسوبها, دخلت الى هناك واخترت لي مقعد للجلوس, بعد خمس دقائق بدأت بالتحدث:
"Hey guys, I'm your instructor. My name is Mashaal, I've been teaching Arabic for three years in the University of Kansas. I hope you all gonna enjoy the class. Don't wory I'll make it so easy. Anyways, we're gonna learn only the basics like letters, some specific words, and so on."
"مرحبا يا جماعة. انا المدرسة خاصتكم. اسمي مشاعل، انا ادرس العربي منذ ثلاث سنوات في جامعة كنساس. اتمنى جميعكم تتمتعون بهذا الدرس. لا تقلقوا سوف اجعله سهل جدا. في كل الاحوال، نحن سوف نتعلم فقط الاساسيات مثل الحروف، بعض الكلمات المحددة، وهكذا."

كانت مشاعل تتحدث عن المادة وبدأت تحدث الطلاب. كانت مرحة بالفعل. أحببت درسها جداً .. عند انتهاء المحاظرة ذهبت لها قائلة,

"Hello professor Mashaal, do you have time to talk?"
"هلو بروفيسور مشاعل، هل لديك الوقت للتحدث؟"
"Sure, and please call me Mashaal. By the way, you don't look American!"
"بالتأكيد، رجاءا ناديني مشاعل. بالمناسبة انتي لا تبدين امريكية."
"Yeah, I'm not from here. My first language is Arabic. I'm taking this class for fun."
"نعم، انا لست من هنا. لغتي العربية. انا أأخذ هذا الدرس للمتعة فقط."

"حلو خلينا عيل نتكلم عربي."
ضحكت قائلة, "يا الله شعور حلو انج تكلمين حد عربي غير رفيجتج."
"أي. صارلك كم هني؟ وصحيح شسمك؟"
مددت يدي لمصافحتها, "اسمي شوق. وصارلي ثلاث شهور تقريباً."
سار حديثنا على هذا النحو وسألتني أن أتيت لوحدي ام لا وهذه الامور العادية. بعدها قالت لي, "عندج محاظرة الحين؟"
"لا بعد ساعتين عندي Reading."
"حلو اذا تحبين خلينا نروح الكافتيريا."
توجهنا الى هناك وطلب كل منا شراب ثم جلسنا على أحدى الطاولات, كانت مشاعل تكبرني ثمان سنوات. شعرت بالارتياح معها وأنا احادثها لكن لم أخبرها بأنني فقدت والداي فلا أحب نظرة العطف التي يمرقوني بها الناس عند سماعهم خبر كهذا فموج وجراح هم الوحيدين الذين يعلمون قصتي ..
نظرت ليد مشاعل حيث كانت تحتوي على خاتم زواج, "من متى مزوجة؟"
"من خمس سنوات. تزوجنا وبعدها بشهر غادرنة الديرة واستقرينا هني."
"وناسة. ومو ناوين تردون؟"
"لا أنا احب شغلي هني وزوجي بعد."
"الله يوفقكم."
"مشكورة حبيبتي. أنتي مافي سعيد حظ؟"
أخذت نفسا عميقاً. "اوف. شفيج؟ باين أن في سرج وايد كلام تبين تقولي."
"لا مافي بس انفصلنا."
"حبيبتي اسفة!"
"لا عادي. بس لأنه مزوج. قررت انسحب من حياتة."
"باين عليج تحبي."
"اي أحبة بس مافي فايدة من هالحب!"
لا أعلم ماذا دهاني لكن وددت أن أتحدث لغريب عن بعض من قصتي, شخص لا يعرفني, يجهل تفاصيل حياتي لكن هل يا ترى أصبت في فعلتي هذه؟
"بين منطوق لم يقصد, ومقصود لم ينطق,
تضيع الكثير من المحبة." جبران خليل جبران
.

رواية لست أنانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن