Part 20

2.6K 76 2
                                    

لابد من الحقيقة ان تكشف, لابد أن يظهر بداية الخيط من تلك القنبلة لتتطاير شظايا تصدم البعض وتقتل البعض الآخر, لكن متى؟
أحياناً عدم معرفة ما نود معرفته أفضل بكثير من كشف تلك الأسرار! أسرار لا نود معرفتها, ربما لهذا السبب سميت أسرار! كهاتف يحمل الكثير من الكلام بين عاشقين ولا يفصل تلك الحقائق عن الاخرين غير كلمة السر تلك! كالقلب يحمل مصائب كثيرة وبنظرة واحدة او كلمة يكشف كل شيء!
كان فهد يقف أمامي ينتظر مني قول شيء لكن اكتفيت بالصمت, "شدعوة شوق, ليكون زعلانة مني؟"
"لا بس حدي مستعيلة!"
"صاير شي معاج؟"
"لا!" ناظرني للحظة, "رايحة لجراح؟"
"شتبي فيني يا فهد؟"
"قلت لج ان أنا احبج."
"فهد خلي عنك هالسوالف. تعرف اني انا احب جراح. مالة داعي هالكلام."
رفع حاجبه, "بس جراح مزوج!"
"خلاص يا فهد."
حاولت المشي وتركه لكنه فاجئني بمسك يدي قائلاً في أذني, "نهايتج لي يا شوق."
نظرت له, "عشم ابليس في الجنة يا فهد ولا تهددني فاهم!"
سحبت يدي بقوة واستمريت في سيري .. جلست في عربتي لا أعلم ماذا علي فعله. ولعت سيجارة وبدأت اسحب منها نفسا الواحد تلو الاخر حتى شعرت بأن قلبي قد أصبح كجمرة ...
رن هاتفي, نظرت له وكان المتصل جراح! "هلا جراح."
"هلا حبيبتي, مشتاق لج."
"وأنا بعد."
"وين انتي؟"
"أنا في السيارة جالسة اجكر."
"اوف, ليه؟ ماعندج محاظرة؟"
"مالي نفس احظر شي."
"طيب ما قلتي لي انج ودج تشوفين مشاعل؟"
"لا خلاص مابي. ما كان شي مهم."
صمت قليلاً ثم قال لي, "شوق شلي صاير؟"
"جراح ابي اكون معاك لاخر العمر."
كنت أود الذهاب معه والهروب, وضعت ضميري جانباً او ربما أردت أن اجعله يعيش احلى أيام حياته وهو معي.
لماذا نحب بجنون ونتعذب؟ لماذا نفكر بغيرنا بينما غيرنا غارق في أخطائه؟ لماذا لا نستطيع العيش مع من نحب ونحظى ببعضنا لاخر العمر؟ كلا منا يهدي ابتسامته لغيره, اشعر بلمساته وأنا مطمئنة, أذهب معه لدنيا لا يوجد فيها الا نحن .. شعرت بحبي له حد الأنانية لدرجة أني أردت أن امتلكه لي وحدي .. أغار عليه حتى من تلك السيجارة التي يضعها على شفتيه في لحظات بدلاً من أن يبادلني قبلة على شفتي, اغار عليه من نظرة بقصد او بدون قصد من إحداهن! اردت حياة بعيدة عن مشاعل وفهد وغيرهم, أردت حياة لا يوجد بها الا نحن, شوق وجراح!
"وأنا بعد."
"خلينا نروح مكان لوحدنا!"
ضحك قائلاً, "حلفي."
"والله. ابي نروح لمكان بروحنا."
"طيب وجامعتج؟"
"جراح قلت لك ابي نتم مع بعض!"
"انطريني بالشقة وتحضري."
"اوكي!"
توجهت الى الشقة بسرعة. غيرت فستاني الذي كنت ارتديه وقمت بارتداء شورت لونه أسود مع "كت" ذو نقش لجلد النمر. رفعت شعري وارتديت حذاء رياضي .. بعد لحظات وأنا انتظر جراح, استلمت رسالة منه, "حظري شنطت ثيابج! احبج."
لم اكن أعلم اين كان يود اخذي لكن لم يكن الامر يهمني مادمت معه. قمت بتحضير حقيبتي حتى أتى .. اخذنا عربيته وبدء في القيادة ..
"حبيبي وين رايحين؟"
"خليها مفاجئة."
أخذ يدي مقبلا لها, ثم فتح أغنية لوليد الشامي .. "هاي لج!"
شي في قلبي همس لي قالي أن انت بس لي
من عمر أنتظر هذه اللحظة وجت
أنت فرصة حب جتلي وقتها مستحيل تغيب
انت فرحك وان انتهى تكفيني عن العالم جميعا
شي في قلبي همس لي قالي ان انت بس لي
من عمر أنتظر هذه اللحظة وجت
حلمي بحبك تحقق قلبي اختار وتوفق انت لي بس لي هذا كل اللي ابيه
عاشق دايب بحبك مستميت
اوعدك أبقى أحبك ماحيت مطمن قلبي معاك
اعشقك حتى الثمالة ابتعد عنك استحالة
فرحتي وراحتي امرها بيدينك انت
يا حبيبي اما قلبك او بلاش
شي في قلبي همس لي قالي ان انت بس لي
من عمر انتظر هذه اللحظة وجت
كان ممسك بيدي .. كنت استمع الكلمات وأنا انظر له مبتسمة, شعرت بأنني املك هذه الدنيا في قبضة يدي وأنا ارى السعادة في عينيه ..
اخرجت رأسي من الشباك ثم صرخت له, "أحبك."
ضحك بصوت مرتفع ثم سحبني من يدي, "مينونة أنتي."
"لا بس احبك."
جرني إليه ووضع رأسي على صدره وهو مازال يقود العربة, قبل رأسي هامسا لي, "وأنا اموت فيج يا حبيبتي."
بعد سياقة استمرت لأربع ساعات وصلنا الى مكان قد فاق جماله الوصف. كان يوجد كوخ فوق الجبل, كانت طبيعة المنظر خلابة ..
احتظنته بقوة حتى أحسست بأن يدي قد عقدت, "شرايج حبيبتي؟"
"جراح أنا أحبك." شعرت بيداه تلاعب خصال شعري, ابعدني قليلاً بعدها ثم وضع كلتا يداه على وجنتي, "تعرفين انج اجمل شي حصل بحياتي يا شوق. دائماً اقول ان انا محظوظ اني شفتج ذاك اليوم. خليتيني أحب حياتي عشان انتي موجودة فيها."
شعرت بأن جسدي اصابته القشعريرة. قبل رأسي ثم أمسك يدي, "تعاي شوفي الداخل."
دخلنا الى داخل الكوخ, كان يطل على صالة صغيرة وغرفة نوم على اليمين وحمام ومطبخ صغير, "حبيبي وايد حلو."
"تعالي غرفة النوم احلى شي."
ضحكت بصوت مرتفع, "أنت متبطل قلة أدب؟"
حملني بكلتا يداه ثم اخذني الى الفراش, "حبيبتي مو بيدي وانتي بحلاتج كذا."
حوطت رقبته بكلتا يداي وأنا أنظر لعينيه. أبتسم وهو يقترب مني قائلاً, "ليه اطالعيني جذي؟"
سحبته لي أكثر وقبلته على شفتيه بينما هو كان يبادلني في القبلة ويجاول انزاعي "الكت" الذي كنت ارتديه .. كانت يداه تترك طبعاتها على جسدي لدرجة جعلتني بأنني لا اود أن يبتعد عني ولو قليلاً.
يسلبني في كل مرة وياخذني بعيداً هائمة في عالمه بمداعباته وقبله برقتها وشغفها وقوتها وجنونها ... شعرت كما لو أننا أصبحنا بجسد واحد لا توجد فراغات ليعبر منها الهواء حتى ..
في هذه المرة بالذات لم اشعر بالذنب وانا بين يديه أمارس ما يجب ان يطلق عليه معصية, معصيتي كانت هو شعوري بالذنب على أنه رجلا متزوج لكن تركت له نفسي تماماً وأنا اتلذذ بتملكه لي ..
لن أفكر في شيء لحظتها غير انني اجعله يشعر كم احبه وأشعر بحبه المجنون لي. حبه المجنون وهو يحوطني بأنفاسه التي تغلغلت في جميع أنحاء جسدي ..........
وضعت رأسي على صدره العاري بعدها وأنا انظر لعينيه, "تدرين عاد! ماكنت أدري إن انتي تحبيني هالحد!"
ابتسمت له, "أفا الحين يلا!؟"
غمز لي بعينيه, "لا بس اليوم حاسج غير."
ضحكت له مكتفية بالاحتفاظ بجميع ما اشعر به في داخلي. أضاف قائلاً, "الجو حلو برة."
"اي وايد." سحب الشرشف ثم قام من الفراش جارني اليه. "شكاعد تسوي؟" لف كلانا بالشرشف على جسدنا العاري وخرجنا امام الكوخ في الهواء الجميل كأنه لا يوجد أحد غيرنا في هذا العالم ...
"واحب حبك, هكذا متحررا من ذاته وصفاته." #محمود_درويش
.

رواية لست أنانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن