Part 39

1.9K 65 1
                                    

احيانا يبقوا معلقين في قلوبنا برغم ذاك العذاب الذي يسببوه لنا، نود رؤيتهم برغم ذلك بحجة الانتقام منهم قانعين انفسنا بهذا الشيء او ربما واهميها! تردد كبير يسكن دواخلنا بمجرد رؤية وجوههم امامنا ... نحبهم ونشتاقهم لكن بقدر حجم هذا العشق نعذبهم كما صوبوا سهما نحونا ...
لا اعلم لماذا كنت اود رؤيتها بطريقة جنونية، لكن اردت ربما ان احرق قلبها كما فعلت بي!!
(شوق)
احسست بنارا تلتهمني من الداخل ... رن جرس الشقه، قمت من مكاني بسرعه حتى رأيت موج امامي. "خرعتيني. شلي صاير؟"
"تعالي دشي داخل."
اغلقت الباب خلفها وجلسنا في الصاله كالعادة. هربت الى سيجارتي وانا استنشقها كي اخفف قليلا من توتري ...
دائما عندما اصاب بالجنون اهرب لتلك السيجاره خصوصا عندما اشعر بالذنب من شيء ما ... كأنني اخبرها بان تحرق ضميري وانا استنشق سمومها سامحه لها بان تجردني وتقتل ما تبقى في داخلي.
بادرت قائله بينما كانت تناظرتي بحذر، " جراح شافني مع فهد!"
"مافهمت. وشنو الجديد؟"
قلت لها ببرود كان ان يقتلني، "كنا في غرفة النوم."
صرخت قائلة، "وشو؟"
شعرت بدمعتي تسقط، "الحيوان كان حاططللي مخدر في القهوة."
"لا تيننيني، شقاعد تتحجين؟"
"اللي سمعتي!"
"طيب ليش؟"
صرخت قائله، "عشانه حيوان!"
لن تقل شيئا بينما ناولتني سيجاره ثانيه .. اخذتها بيدي المرتجفه .. وولعت واحده لها .. جلسنا هناك ونحن ننظر في المدى ليس لدينا ما نقوله حتى افزعنا هاتفي برنه.
اخذته من على الطاوله حتى صدمت بأسم مشاعل على الشاشه،
"هذي مشاعل."
"كطيعه. شتبي هذي بعد!"
اخذت نفسا ثم اجبتها محاولة عدم اظهار حقدي، "الو!"
"هلا حبيبتي شوق. لج وحشة. شحالج؟"
"الحمدلله تمام وانتي؟"
"انا وايد مستانسه"
"شحقة؟"
"عازميكم انا وجراح حبيبي عشان في بيبي في الطريج."
شعرت بأن حرارة جسدي قد تمركزت في رأسي حتى بغير ادراك صرخت قائلة، "وشو؟"
ضحكت، "اعرف انها صدمه لكن الموضوع صار فجأة."
حاولت الحفاظ على صوتي، "متى الحفله؟"
"بكره!"
"اوكي."
"اوكي حبيبتي ناطريج وشوي اتصل في موج وانتي خبري فهد."
"موج جنبي انا اخبرها اهي وحمد وانتي اتصلي فهد اذا كنتي تبين!"
"أكيد. اشوفج بكرة."
اغلقت الهاتف ثم رميته على الاريكة بكل قوتي. "يبي للياهل. لا ومسوين حفلة بعد."
"اي ياهل؟ شفيج؟"
"الزفت حامل!"
لم تقل شيئا لكن أضفت قائلة، "يمكن يكون مو من جراح."
"كيف يعني؟"
"يعني مشاعل بتخون جراح!"
ومن هنا بدأت اسرد لموج تفاصيل ما رأيت وما حدث في البار عندما خرجنا معا .. تصنمت وهي تستمع لحديثي منذهلة ..
(جراح)
مر اليوم ببطئ شديد وأنا انتظرها في اليوم الثاني .. وادد رؤيتها كي احرقها بنار قلبي أو ربما فقط أريد رؤيتها جاهلا السبب ..
الويل لي يا مستبدة
الويل لي من فجر يوما ليتني ما عشت بعده
اه الويل لي من خنجرا طعن المودة
الويل لي كم نمت مخدوعا على تلك المخدة
الويل لي .. الويل لي يا مستبدة
اني اعاني اني اموت اني حطام
حاشكي عمري أن أفكر بأنتقام
اني لك قلب وحب واحترام
صبرا يعمري ان تري دمعا يسيل
سترين معنى الصبر في جسدي النحيل
فتفرجي هذا المساء رقصي الجميل. #كاظم_الساهر
كانت مشاعل مشغولة في التحضيرات طوال اليوم أما أنا فأكتفيت بمشاهدة التلفاز حتى أتى المساء ..
رن جرس المنزل، توجهت الى هناك بسرعة لفتح الباب .. رأيت حمد وموج وكانت هي كذلك تقف معهم. دخل حمد مقبلني على وجنتي، "مبروك. منك المال ومنها العيال."
"مشكور."
اكتفت موج بأبتسامة غير قائلة شيء حتى دخلت هي ... كانت ترتدي تنورة طويلة لونها بنفسجي مع "تي شيرت" ذو ربع اكمام لونه أسود تاركة شعرها الاسود منسدل ..
استنشقت عطرها وهي تمر من أمامي، حاولت الحفاظ على نفسي وهي تقتلني بأنوثتها .. قلت كي استفزها، "مافي مبروك؟"
"شحقة؟ هكيت انك ماتبي الياهل!"
"من قال؟"
"انت ما غيرك!"
"لا غيرت رايي!"
ابتسمت بخبث رافعة حاجبها، "اوكي تتهنون فيه. هذا ان كان ابنك!"
شعرت بالغضب يجتاحني حتى قاطعتنا موج، "يا جماعة ناوين بنتم جذي ع الباب."
نظرت له ثم اغلقت الباب متوجهين الى الصالة، "حياكم!"
عند جلوسنا دخلت مشاعل فرحة، "هلا والله، حي الله من يانة. توة نور البيت."
اجابها حمد، "منور بأهلة."
قبلت موج ثم ذهبت لشوق، بادرت قائلة، "اسفة بس مزكمة."
"حبيبتي ما تشوفين شر!" جلست بجانبي، "عيل وين فهد؟"
لم يجبها اي منهم لذا وجهت الكلام لشوق، "شوق وين فهد ليش ماجة معاج؟"
شعرت بأن جميع ملامح وجهها قد تغيرت، "ما اعرف عنة شي!"
اخبرتها قائل، "كيف وانتو أمس مع بعض؟!"
اجابتني بأصرار، "قلت لك ماعرف عنة شب ومابي اعرف."
بادر حمد، "خلاص يا جماعة بتصل في الحين."
قام من مكانه متوجه بقرب الباب الخارجي وهو يتحدث معه. عم الصمت أرجاء المكان حتى قالت شوق، "مو شي غريب ان بعد خمس سنوات زواج تبون ياهل؟"
اجبتها، "وشو الغريب؟"
قالت مشاعل، "كنا مشغولين في الشغل ومو حاسين على الوقت لكن فكرنا خلاص الحين الوقت المناسب."
"فكرتوا؟" استرسلت، "افهم ان ثنينكم تبون الياهل!"
صرخت قائلا، "شوق!"
"شفيك؟ قاعد أسأل عادي."
قامت مشاعل من مكانها، "خلوني اشوف الي في المطبخ."
عاد حمد، "فهد ياي في الطريج."
قامت موج وهي تقول لحمد، "حبيبي أبيك فيموضوع. عن اذنكم."
ذهبا كلاهما حتى لم يعد سوانا في المكان ..
بادرت قائلا، "مالة داعي الي سوتة موج عشان مافي شي نقولة."
نظرت لي، اخذت حقيبتها مخرجة علبة السجائر، وضعت واحدة على شفاها وهي تفتش على ولاعة في حقيبتها.
اخرجت التي كانت في جيب بنطالي وذهبت لها مولع السيجارة .. قبل أن تضع أصابعها عليها سحبتها من بين شفاها ساحبا نفسا منها، كانت تنظر لي وهي لا تنطق بشيء، بعد أن أنهيت ذاك النفس الطويل اعدتها الى مكانها ثم أدرت ظهري لها وادد الإبتعاد قليلا ... امسكت كف يدي، "جراح!"
اغمضت عيني ثم اخذت نفسا عميقا، استرسلت، "انت الوحيد الي احبة وابيه."
سحبت يدي منها، "كذابة."
قامت من مكانها ثم وقفت أمامي حيث أصبح ناظرنا في نفس المستوى، "لا ماني كذابة. طالع عيوني!"
كنت متردد، شعرت بأنني مشتت، شيء في داخلي كان يقول لي بأنها صادقة وشيء آخر يجعلني اذكر ماحدث أمس ..
"خليج مع فهد!"
تقدمت نحوي حتى بدأت أشعر بحرارة انفاسها، "ابيك انت!"
وانا انظر لها كأن عيناها تنومني مغناطيسيا سمعت صوت يقول، "يسعدلي جوكم!"
ادرت رأسي ورأيت فهد يقف هناك، نظرت لها من جديد ثم عاودت النظر اليه. اتى نحونا جارها من يدها، "انتي وحدة كذابة. خبرتيني انج ما تحبين جراح!"
صدمت وأنا استمع لهذه الكلمات، نظرت لها بحذر، قالت له، "انت شتبي فيني؟" استرسلت وهي تنظر لي، "جراح لا تصدقة تكفى." وقفت للحظات وشعرت بأنني في دوامة غير قادر أن اصدقها ...
"إذا هجرت فمن لي؟" #الحلاج
.

رواية لست أنانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن