الفصل الثاني

58 3 0
                                    


 بينما تقف صوفي محتارة وسط تلك الساحة، بعد أن علقت فيها بسبب الجنية، لمحت صفا من أقزام يشبهون شكلها الجديد، أول ما خطر على بالها أنهم أطفال معاقبون مثلها لذا قررت الاختلاط بهم لعل هذا يساهم في إنجازها لمهمتها التي لا تعرف عنها شيئا بعد..

ركضت بخفة نحوهم وانضمت لصفهم، وتبعت كل خطواتهم، لكن..

توجهت المجموعة نحو الجانب الآخر من البساط الآلي، حيث تتم عملية فرز الأسنان قبل تحويلها فاتخذ كل واحد منهم موضعه وصوفي لم تجد مكانا لها، بل لم تفهم ما الذي عليها فعله حتى..

حاولت أن تسأل القزم الذي يقف أمامها لكنها لم تحسن اختيار التوقيت وتأخرت في ذلك.. ما إن توقف البساط عن الحركة قفز الجميع لداخل علب الصفيح تلك كي يبدؤوا عملية فرز الأسنان، فبقيت صوفي تراقب علب الصفيح تتمايل في كل الجوانب إثر تحركات الأقزام السريعة داخلها..

هم كانوا أقزامًا مكلفين بعملية فرز الأسنان، ينتمون لهذا العالم ويمكن القول بأنهم جزء لا يتجزأ منه، عكس صوفي التي تعتبر دخيلًا على هذا العالم..

مرت بضعة ثوان منذ بداية الفرز فبدأ بعض الأقزام بالخروج حاملين معهم بضعة أسنان مسوسة، وضعوها على جنب ووقفوا منتظرين انتهاء زملاءهم من العمل..

بعد أن انهى الجميع عملهم، تم جمع الأسنان المسوسة في عربة صغيرة وكان عددها حوالي عشرين سنًا، عاد البساط الآلي للعمل ناقلًا علب الأسنان نحو آلة ضخمة، وكلما دخلتها علبة صفيح توقف البساط الآلي عن الحركة وتم إغلاق الآلة لتبدأ بإصدار بعض الضوضاء كدليل على انطلاق عملها وما إن انتهت منه أطلقت قوس قزح من مدخنتها وفتحت الآلة من الجانبين، سحب البساط علبة صفيح أخرى لداخل الآلة وفي نفس الوقت قام بتمرير العلبة التي تم تحويلها لقدر مليء بعملات ذهبية خارجها حتى تحملها بعض من حيوانات الرنة الطائرة لتنقلها نحو مكان آخر..

كانت صوفي تراقب مذهولة وكادت أن تنسى أمر البحث عن سنها كليا، لكن أحد الأقزام نكز كتفها مرتين فالتفتت نحوه لتجده يمد عربة الأسنان نحوها قائلا على عجل:

-لا بد أنكِ جديدةٌ هنا! خذي انقلي هذا كأول مهمة لك نحو قطاع فراشي الأسنان.. اتبعي اللافتات وستعثرين عليهم..

تركها وعاد للسباحة في علب الأسنان للتنقيب عن الغير صالحة منها ولم يمنحها الوقت لتسأله شيئا وكذلك بقية الأقزام كانوا منهمكين في عملهم، لذا لم تجد أمامها سوى تنفيذ الأوامر ومن يدري؟! ربما ستجد سنها المفقودة هناك!

أمسكت بمقبضي العربة وأخذت تجرها بصعوبة نحو قسم فراشي الأسنان كما تشير اللافتات بذلك..

وصلت صوفي لقطاع الأسنان فوجدت الفراشي هناك يرتدون مآزر بيضاء ويضعون كمامات مع نظارات واقية، كل واحد منهم يجلس بالقرب من بساط آلي مختلف يقود جميعهم نحو علبة صفيح مخصصة للأسنان التي تم إصلاحها، بالقرب من كل فرشاة توجد طاولة صغيرة عليها بعض من الأدوات الطبية: مرآة مستديرة، مسبار، ملقاط، حفارة وغيرها...

سن صوفي *مكتملة*Where stories live. Discover now