أمام باب كهف الساحرة بولولا، تسير صوفي ذهابًا وإيابا تارة تهم بالاقتراب لطرق الباب وتارة تهرب مبتعدة عنه
-هيا لم يبق لدي وقت كثير
نظرت نحو سنها والتي تغطيها الشوكولا حتى منتصفها فذهبت لتطرق الباب
-لكن ماذا لو رفضت مساعدتي وقررت معاقبتي أكثر لأني سرقت بعضا من جزرها..
ابتعدت عن الباب ثم عادت إليه مجددا
-لا يهم! سأقول أني لم أعلم أنه ملك لها..
همت بطرق الباب لكنها سمعت صوت شخص يتألم فتوقفت وأخذت تتبع الصوت لتجد نفسها قرب حقل الجزر حيث رأت الأرنب أولي يستلقي أرضا وسط الجزر ببطنه المنتفخة وهو يقضم المزيد من الجزر متألما..
-أولي؟! ما الذي تفعله هنا
-أردت المزيد.. آه.. لكن لا يمكنني التوقف عن أكله.. لا بد أنها ألقت عليه تعويذة ما..
-سأساعدك لتخرج، بشرط أن تساعدني لكي نقنعها بإصلاح سني..
-حسنا..
تقدمت صوفي نحو السياج لتسحب أولي عبر الثقب الذي أحدثه فيه لكن قبل أن تصل إليه ظهرت الساحرة من العدم لتقف في طريقها وتقول ضاحكة بشر
-أخيرا أمسكت باللصوص!
كانت تبدو كسيدة في منتصف ثلاثيناتها، ذات خصلات رمادية طويلة مرفوعة كذيل الحصان، تملك حدقتين سوداوتين كظلام الليل وبشرة حنطية ناعمة، تضع أحمر شفاه قاتم اللون وفستانها أسود به بعض البريق أما أظافرها فكانت تشبه المخالب في شكلها.
أحاطت الدخيلين بكرات سحرية ونقلتهما معها إلى داخل كهفها لتحتجزهما داخل قفص صدئ.
-يبدو أن عشاء اليوم سيكون يخنة جزر بلحم الأرانب..
لعقت شفتها العلوية متلذذة بالطعم الذي تخيلته للحساء ثم مسحت بإبهامها زاوية فمها لتزيل أحمر شفاهها الذي لطخها
-اممم حتما سيكون لذيذًا.. أما هذه المشاغبة الصغيرة يبدو أن دمائها ستكون مخزون العصير لشهر تقريبا؛ اقتربت من صوفي لتشتمها ثم واصلت، عصير حلو المذاق للغاية..
التفتت متوجهة نحو الطاولة في منتصف تلك الغرفة لتحمل أحد سكاكينها وتبدأ بشحذه بينما عانق كل من أولي وصوفي بعضهما البعض كاتمين صرخات الرعب التي احتجَزاها داخل حناجرهما..
-ما العمل الآن؟!
همست صوفي في أذن أولي وهي تسأله بحيث تطلب منه إنقاذ الموقف بطريقة ما إلا أنه لم يتمكن من العثور على سبيل للنجاة
-لا أعلم فكري أنت في حل ما..
-هل تظن أني كنت لأطلب منك هذا لو وجدت حلا؟!
-حسنا حسنا سأفكر.. هاي بولولا لنعقد صفقة!
هتف أولي بعد أن صفق إثر حصوله على فكرة جيدة
YOU ARE READING
سن صوفي *مكتملة*
Fantasyلطالما تغير حزننا لفقداننا أحد أسناننا بسعادة غامرة بعدما نسمح أسطورة 'جنية الأسنان' فنسرع بالذهاب للنوم واضعين تلك السن اللؤلئية تحت الوسادة كي نترك الجنية تأتي و تعوض لنا ما فقدناه بمكافئة. لكن... ماذا لو لم يحصل ما آمنا بحدوثه؟ ماذا لو جنية الأسن...