بداية الجحيم

6 0 0
                                    

كانت ايميلي تلوح بيديها الصغيرتين اتجاه اخيها كي ينتبه لها, بات مارك ينظر الى اخته و ذهنه مشغول بأشيائه الخاصة, كانت الاخت غاضبة نوعا ما إذ اخاها لا يهتم بها و غالبا ما يتجاهلها... لكنها تحبه على اي حال, فركضت اتجاهه و عانقته بكل ما تملك من قوه و مسكت بيديه...اتجاه المنزل

_ايميلي فتاة في السادسة من عمرها, تملأها الحيوية و النشاط, حساسة و اجتماعية, و محبوبة_
_مارك فتى عمره 14 عاما, كسول, لامبالي,انطوائي, غريب الأطوار, و محب للوحدة, دودة كتب, غالبا ما لا ينجدب اليه الناس بسبب شخصيته الغريبة_

دخلت ايميلي للمنزل مهرولة الى امها لتسرد لها كل الأحداث التي جرت لها اما مارك فبقي خارج المنزل.كان المنزل فوضويا بعض الشيء فربته المسكينة مشغولة طوال النهار تعمل خارج المنزل و داخله لأسباب اقتصادية و بسبب فقدانها لرب منزلها.

-"و اليوم! انه يوم عطلة! يايي" ,تصرخ ايميلي بسعادة.
-" اه...نعم حبيبتي... اتمنى ان يمضي بسلام" , تقول الام متوترة.
-"ن...نعم", تتمتم ايميلي و تختفي تدريجيا تلك الطاقة الايجابية التي كانت تملأها.

*لقد انتهت الحرب العالمية الثانية بالفعل و قد اخدت معها ارواح عدة أناس مساكين و كان اب الولدان ضمن اولئك الموتى, و انقسمت المانيا لقسمين قسم يتضمنه المانيا الغربية و الآخر برلين الشرقية, المانيا الغربية كانت مزدهرة و كانت نسخة من أمريكا و الدول المتقدمة اما الجزء الآخر الشرقي كان بسيطا و تملأه حضارة قديمة تقليدية.*

كان مارك يحدق في السماء كعادته, و قرر ان يبعد أنظاره اتجاهها و العودة الى البيت رغم احساسه بالملل. بعد وصوله لغرفته الصغيرة, تفاجئ بدخول ايميلي اليه عابسة الوجه كأنها تواجه مشكلة ما... لم يتمكن مارك من سؤالها اذ لم يكن مقرب لها كثيرا, فبدل ذلك و لأول مرة دعاها للذهاب لنزهة.
تعجبت ايميلي و تلألأت عيناها و بابتسامة عريضة قائلة: بالتأكيد!!
خرج الأخوان متوجهان الى حديقة عامة صغيرة؛ يتواجد به عائلات تتنزه هناك, لأنه المكان الأخضر الوحيد الموجود في تلك المنطقة و يوجد بعض يدعون الناس لدخول دياناتهم المختلفة و بعض متشردون يبيتون هناك. كانت ايميلي تلعب بجل أرجاء الحديقة و يراقبها مارك فجأة اصطدمت ايميلي برجل غريب الأطوار بدى انه من اصول اسيوية مرتديا ملابس رثة و بالية و كدا قناع على وجهه. ركض مارك نحو اخته لمساعدتها على الوقوف وانفعل بسبب عدم اعتدار الغريب و ذهابه المسرع و اخد بيد اخته و عادوا الى المنزل,عند عودتهم للمنزل لاحظ مارك ان ايميلي اصبحت احزن من قبل, فطلب منها الذهاب للمنزل وحدها فيجب عليه قضاء اشياء خصوصية فذهبت, قرر مارك اشتراء بعض الحلوى لاخته رغم مصروفه القليل, و بعدما اشترى بعضا منها ,ذهب صوبى المنزل.
التقى باخته الصغيرة التي كانت تنتظره بجانب المنزل, ترتعد من شدة البرد القارس. ركض مارك نحوها و اخبرها بالدخول, فابتسمت له قائلة: كنت أنتظرك
دخل مارك للمنزل و شعر لاول مرة ببعض الحنين اتجاه اخته الصغيرة, و في غرفة المعيشة فاجأ الاخ ايميلي بتقديمه لها كيسا صغيرا مملوءا بالحلوى. ففرحت ايميلي و عانقت اخاها.

كانت المنطقة التي يعيشان بها الصغيران تملأها الفقر كما قلنا سابقا, لدرجة ان الاطفال لا يستمتعون بأكل الحلويات ابدا, إذ الحلويات كان ثمنها باهضا, فباشتراء كيس حلويات صغير فيكافئ ثمنه خمس قطع خبز.

بدأت ايميلي بأكل اول قطعة لها للحلوى. و هي مترددة بفعل ذلك. لأنها اول قطعة حلوى تتدوقها في حياتها,لمحت اخاها ينظر الى الحلوى و هو متلهف و متسائل عن مداقها و كأنه يقمع شهوته عن اكلها, ابتسمت ايميلي لأخيها مقدمة له قطعة منها, فانزعج رافضا اخدها.
وضعت الفتاة الحلوى حلوة المذاق على لسانها لتتدوق مدى لذتها.. فابتسم مارك و ناظرا الى اخته و احد عيناها تدمع من شدة حبها لها. فارادت في مضغها-

فجأة,سعلت الفتاة, بسعال حاد كانها مرضت بنزلة برد فسقطت من فمها تلك القطعة, اسرع مارك بجلب لاخته كأس ماء..اعادت الفتاة السعال مرة تم الأخرى, جاء مارك لأخته مسرعا,حاملا بيديه كأس الماء,فتوقف, و أسقط الكأس من شدة المظهر الفظيع.اغلق انفه,و تجمد بمكانه, فأعادت الفتاة السعال ليسكب من فمها دما كانه شلال ماء جار. لم يستطع الفتى التحدت و ذهب مسرعا لجاره لطلب المساعدة منه. فاخبره الجار ان طبيب يعمل بالجهة التانية اليوم و من المحتمل ان يأتي الاسبوع القادم. انصدم الفتى من قوله و رجع لاخته ليجدها مسحت كل تلك الدماء على بساط الغرفة, و توجهت للنوم.
اقترب الاخ و هو مرتعب من حالة اخته و همس اليها: هل... هل انت بخير؟
سعلت الفتاة محاولة عدم اظهار لأخيها انها مريضة: نعم انني بخير لا تقلق و اذهب للنوم فأمي ستعود قريبا.

مارك كما وُصِفَ سابقا, فانه فتى عادة ما يطالع الكتب البالية, و الموسوعات, فمن النظرة الأولى لأخته علم انها اصيبت بمرض خطير في جهازها الرئوي.

سهر مارك تلك الليلة جلها و هو يدرس و يفكر و يطالع عن حل لهذه المشكلة التي اصابت اخته.
_فهل يمكنه التوصل الى حل صائب يمكنه ان ينقد حياة أخته المسكينة؟ و كيف سيتمكن من إخبار خبر مرض اخته الصغرى لأمه المسكينة؟_
______________________________________
يتبع

BERLIN WALLWhere stories live. Discover now