زفرت إيلا بملل وهي تستمع لأول محاضرة في الجامعة للسنة الأولى..لتلتفت لصديقتها سحر المصغية بانتباه تام..
" لا داعي لكل هذا الإنتباه من أول يوم اتركي بعضا منه لباقي السنة اللعينة "
لتبتسم سحر دون أن تلتفت لإيلا مكتفية بوضع سبابتها على شفتيها
"شووووت...."
******************************
في تلك الاثناء وعلى مدرج الطائرات كان نديم ولوكاس ينتظران وصول طائرة خاصة على متنها زعيمهم الأكثر رعبا بين كل زعماء المافيات في تركيا ودول شرق أوربا... الشيطان الأكبر الذي ينحني أمامه أباطرة المخدرات والسلاح إجلالا وخوفا... وبحضوره يستعيد السفاحون وقطاع الطرق بالرحمان منه... فلا أحد يملك قسوته وجبروته... دهاءه ومكره... بروده اللعين ونظراته المميتة التي تجمد الدم بعروق أعتى الرجال وأكثرهم شجاعة...
يمان كريملي الملقب بالزعيم القناص لولعه بالقنص....لكن ليس قنص الحيوانات والطيور فحسب بل البشر أيضا فهو مشهور بإطلاق كلابه الشرسة في أرض مكشوفة وممتدة الأطراف على أعدائه الذين يجرون حتى تكاد أنفاسهم تنقطع وأربطة أرجلهم تتمزق من الجري هربا من الكلاب اللاهثة خلفهم... ليسقطوا في النهاية بطلقة من بندقيته قبل أن تصل إليهم كلابه وتمزق أوصالهم بوحشية تحت أنظاره الحادة وابتسامته الشيطانية مطلقا قهقهات مرعبة...
كان يتسلى بتعذيبهم لأيام قبل أن يجهز عليهم في لحظة أمل زائفة في الهرب والانعتاق....
رجل من قاع الجحيم بكل ما في الكلمة من معنى...أخيراً هبطت الطائرة لينزل منها الزعيم مرتديا بدلة BRIONI VANQUISH II وساعة patek Philippe الفاخرة ونظارات شمسية ماركة Aviator... يمان رجل طويل القامة وعريض الكتفين مفتول العضلات ببشرة بيضاء وشعر أسود كسواد الليل ولحية خفيفة.. مواصفات رجل وسيم فعلا..لكن هيبته وهالته المرعبة طاغية على وسامته المتوارية بأنفة وكبرياء خلف قناع العبوس والصرامة.. في الخامسة والثلاثين.. صغير السن لتولي الزعامة في عالم المافيات.. لكنه الإبن الأكبر لوالده المريض والعاجز إثر حادث مريع كاد يودي بحياته وجعله طريح الفراش للأبد ليتولى يمان المنصب الشاغر.
لم يستغرق وقتا كبيرا لإخضاع العائلات الكبرى وفرض هيبته عليهم وتصفية معارضيه الطامعين في الزعامة ليصبح الزعيم عن جدارة واستحقاق في عالم لا صوت يعلو فيه سوى صوت الرصاص ولا لغة واضحة المعاني وبليغة غير لغة الدم.
تقدم بخطوات واسعة وسريعة نحو صديقي طفولته ومساعديه... نديم نائبه... ولوكاس اليد القذرة التي يبطش بها... " Hola hermanos (مرحبا أيها الإخوة) "ليردا ( أهلا أيها الزعيم) "hola jefe"
تجاوزهما وركب السيارة ليلحقا به على الفورفي الطريق أشعل الزعيم السجارة وهو يحدق ببرود من نافذة السيارة ليخرجهم من صمتهم الثقيل بنبرة مميتة...
أنت تقرأ
the hell of your eyes (مكتملة)
Fanfictionترجلت عن سيارتها باتجاه باب المنزل فأثار وجود رجال ببدلات سوداء حفيظتها... أحست أن أمرا غريبا يحدث في الداخل.. لم تكن تلتفت أمامها وهي تتجه ناحية الباب حتى اصطدمت بجسد أشبه بحائط اسمنتي من شدة صلابته وطوله..يا إلهي كم بدت ضئيلة الحجم أمامه....كان يم...