كان آخر ما يريده كيونقسو في ذلك اليوم المُتعب ، هو ان يقابل احد الاشخاص الذين يثرثرون كثيرًا .
لقد عمل كيونقسو بجد لفترة طويلة من الوقت في ذلك مكتب المحاماة مما جعله محامي رائع ويملك سُمعة جيدة .
عاش كيونقسو طفولة سيئة لأنه كان ينحدر من عائلة قليلة الدخل مما جعل حياتهم صعبة وقاسية .
ولكن والدة كيونقسو كانت دائمًا ما تعمل في أعمال مُختلفة لدعم حياة كيونقسو الدراسية ، حتى انها ذات قد باعت جسدها من أجل لقمة العيش!
وذلك يوضح لماذا كيونقسو يبو ممتنًا إلى والدته التي عانت كثيرًا من اجل ان يصبح كيونقسو من اشهر المحامين في تلك البلاد .
قد انفصلَا والدا كيونقسو في سن مُبكرة ، هو يمتلك أخ اكبر منه بثلاثة اعوام لكن عندما قررا والديهم الانفصال قد اختار اخوه الاكبر سنًا العيش مع والده لانه يمتلك دخل ويستطيع توفير حياة كريمة له .
اما كيونقسو بالرُغم من صِغر سنه الا أنه كان يحب والدته كثيرًا ولم يفكر بأرهاقها او طلب أشياء لا تستطيع ان تُنفق عليها .
كان كيونقسو يمنع نفسه من شِراء الألعاب حتى انه كان يعمل في احدى المتاجر التي كانت بآخر زقاق ذلك الحي الصغير .
على أي حال دخل كيونقسو المقهى الذي كان معتاد على ارتياده ، أنه يملك الكثير والكثير من الذكريات في ذلك المقهى .
ولا سيما محادثاته مع ذلك النادل الذي اختفى من عمله فجأه ، كاي .
كان ذلك النادل يدخل السرور والبهجة على قلب كيونقسو الرقيق ، لكنه لم يعترف بذلك قط .
كانت محادثاته الشَيقه وحديثه عن رحلاته حول العالم شيء ينتظره كيونقسو في كل نهاية يوم مُتعب .
لذلك كان يرتاد ذلك المقهى بالرُغم من أنه مقهى رخِيص وعادي لا يمتلك الكثير من الديكورات الرائعة ، إلا انه كان المفضل والأفضل لديه .
مَرت أربعة أشهر وثلاثة وعشرُون يومًا مُنذ رحيل كاي ، إلا أن كيونقسو مُصر وعَازم أن ينتظره إلى النهاية .
لَم يمَل أبدًا مِن الأنتظار ، كَان ينتهي من عملة فِي تمام الساعة السادسة والنصف مساءً وبعد ذلك يذهب للمقهى إلى الساعة الحادية عشر مساءً لأنتظاره .
حتى أن المقهى كَان يُقدم الكعك والقهوة السودَاء لكيونقسو بسبب إنتظاره الطويل ومكوثه دومًا هُناك .
في نفس الطاولة التي كان يجلس عليهَا ، لَقد أختار ذلك المكان لأنه يستطيع مراقبة كاي بِشكل أوضح وأفضل من تلك الزاوية .