الفصل الثالث
جلس زياد ووالده علي السفرة يتناولون الطعام وفجأة انتبه الجميع الي الفتاة الواقفة علي مسافة منهم
زياد/انت واقفة ليه كده تعالي اقعدي اتغديتي ولا لسه واقفه بعيد كده ليه
اشارت سلمي برأسها لا
زياد بقوللك ايه اتكلمي احسنلك خلي اليوم ده يعدي
والد زياد/زيادانت تتعامل معاها بالراحة البنت مش حمل حاجة دلوقتي
زياد/تعالي اقعدي وخلصينا دي عيشة تقرف ثم قام ودخل الي غرفة مكتبه
قامت الفتاتان وهما تتوجهان الي غرفة والدتهم بعد أن القوا نظرة علي الاب الذي ابتسم لدي اقتراب سلمي التي جلست بجانبه
قام محمد واعطاها طبق البطاطس واكملت وجبتها دون كلام
نزلت الام مرة ثانية ودخلت الي ابنها
مني/انت هتسيبه يعمل اللي بيقول عليه ده
زياد/ماما انت عارفة ان بابا كان مضطر لده يبقي نهدي بقي وبعدين هما سنتين ولا تلاته لحد ماتتخرج من الجامعة ونشوف لها حد يتجوزها ويبقي خلصنا منها
مني / وهنقول للناس ايه وهقول لجدك ايه اني بربي بنت الست اللي خطفت جوزي مني
دا ايه الهنا اللي انا فيه ده
زياد/ياماما دي ماتت بقي وبعدين خطفته ايه ياموني هانم و حد يقدر ياخد منك حاجة مللكك من الاول
مني/زياد
زياد/مش هي دي الحقيقة ولا ايه ويبتسم لها ابتسامته الرائعة والتي تدفعها الي ان تقف وتقبل ابنها علي وجنته
محدش فهمني غيرك ياقلب ماما انت
بس انا مش عديها ليه وارض الساحل كلها تتكتب باسمي
زياد/لا ارض الساحل دي محتاجها هتبقي ارض اسكندرية ماشي ياموني
مني/ماشي ياحبيبي
وانتهت المعركه فكل الحياة كانت عند امي هي مال وارض وعقارات ربما تكون قد تناست المشاعر او ما يدور في قلوب البشر من حوارات
خرجت من الغرفة وهي تلقي نظرة علي زوجها الذي قال لها اكيد ابني عرف يرضيك
مني لم تلقي بالا لكلمته وتوجهت الي سلمي
انت الدورر اللي فو ده ما اشوفك فيه في اوضه الخدامين هيوروها ليك دي تقضي فيها السنتين اللي هتقعديهم معانا
وهسمحللك بالاكل بس معانا غير كده ما اشوفك فاهمة
سلمي تنظر اليها وقد تجمعت الدموع في عينها ثم نظرت الي الرجل الذي يجلس بجانبها وعلامات التحطيم بادية عليه
حاضر اطلقتها سلمي في هدوء مسموع
مني /برافو ياشاطرة
تتوجه موني الي تليفونها علي الطاولة الصغيرة بجانب السلم المؤدي الي الاعلي
الو ازيك يامحمود ابعتلي الاستاز كمال بالطقم اللي وصيتك عليه عاوزة اخرج بيه النهاردة قدامك ساعة
تمام مع السلامة
ةتنظر الي زوجها لما الحاجة توصل بلغني
وتنصرف
تدخل بعده سلمي الي الغرفة التي اختارتها لها مني كانت واسعة نوعا ما وبها لمسة من الاناقة البارزة في كل ركن من اركان المنزل وكان بها بعض اللوازم الاساسية وحمام مرفق بها
فعلمت سلمي ان الحياة التي اختارتها لها في هذا المنزل كما تقرر قد بدأت منذ الان
اما زياد فقد أبدل ملابسه باخري لا تحمل الاطابعا واحدا وهو الاناقة
كان في خروجه ليلا ونهارا يمر علي غرفتها لم تطاوعه عيناه علي التنازل مرة والنظر الي غرفتها فقد كانت محظورة علي الجميع
اصبحت الفتاتان تخرجان وتدخلان كل منهما في عالمه الخاص ودون اي انتباه لسلمي وكأنها لم تكن موجودة ابدا في هذه الحياة
كان ما يجمعهم ايضا هو وقت الطعام وازدادت الابعاد بين العالم والمسافات
اما ما كان يهون علي سلمي غربتها بين اناس لم يكلفوا انفسهم حتي بالنظر اليها كان الصغير ميدو الذي كان يقضي معها معظم وقته بعد عودته من المدرسة يزاكران ويلعبان بالالعاب الاليكترونية ويتسابقان في الحديقة وقد استطاع ان يرسم الضحكة لي وجهها
اما الاب فقد كان فيعالمه الخاص منذ سنوات والذي بعد أن حدثته نفسه في يوم من الايام ظأن يتمرد علي مملكة زوجته ويبحث عن زوجة اخري وكانت من نصيبه بثينة والتي عانت من ظلم زوجها الاول ووفاته وقد تعرف عليها والد زياد عن طريق صديق قديم في مسكنه في حارته القديمة
وجد فيها ما عوضه عن الحرمان من الزوجة الهادئة التي تسعد قلبه بعد عناء يوم شاق وجد فيها ما يبحث عنه من استقرار ودفء ولكن دون معرفة زوجته
تللك المراة التي وقفت بجانبه ماديا ومعنويا واخلصت في سنواتها معه له الا ان التطلع للمال والثروة نزعا منها اثر الحب الذي يجمع القلوب والاناس اكتفت عام بعد عام بالمال الكثير وتركت الزوج لوحدته\
ولكن ما ان علمت حتي اقامت الدنيا ولم تقعدها ولم تكتفي ان نزعت منه حضنا دافئا بل حكمت انه ان لم يترك نزوته ستحرمه من اولاده الي الابد
واضطر اسفا ان يعود اليها جسدا فقط ولكن روحه ظلت معلقة بمن احبها
حتي كانت ايامها الاخيرة اتصلت به وعهدت اليه برعاية ابنتها الوحيدة والتي بلغت سنا لم تعد تثق ان يرعاها احد غيره فهي تعلم من عمرها معه انه ان لم يؤذي ابنتها فانه سيحافظ عليها بكل ما به من قوة وحب لها
اما ما كانت لا تعرفه ان ابنتها قد انتقلت الي عالم غريب ستصبح فيه غريبة انه عالمه
وافق علي ان يرعاها حتي تتم تعليمها الجامعي ثم يتركها تعيش في منزلها مرة ثانية وعندما اخبر زوجته بهذا الامر في المكتب ثارت ثائرتها ولكنه كان في قرارة نفسه يعلم ان زياد هو من سيرعي الصغيرة فهذا في طبعه رغم سنوات الصبر المرسومة علي وجهه
فهو يعلم ان ابنه كالبحر ثائر وغاضب ولكنه لن يعجز ان يرعي صغيرة كما كان شأنه مع العائلة منذ سنوات قضاها الاب في ترية ابنه ورعايته والوصول به الي درجة من العلم والمال وصل اليها بجدارة وبامتياز يستحقهما