الخاتمة
لم ينتهي كل شيء تماما .....
نظر دانيال عبر صالة الاستقبال لمنزل العائلة نحو أيفي التي ضحكت بفرح لشيء ما قالته إيللا المنتفخة البطن والتي بدت في غاية الجمال بفستان حملها الأزرق ... ووجهها يتألق بسعادة واضحة منذ استئنافها لعلاقتها مع إيان سكوت بعد ذلك الحادث مباشرة منذ أشهر ..
أيفي كانت تبدو رائعة الجمال بفستانها الأسود الأنيق .. شعرها كان مرفوعا فوق رأسها بأناقة .. مع خصلات حمراء متمردة أحاطت بوجهها الجميل ... خفق قلبه بقوة وهو يتذكر لحظة كاد يخسرها قبل أشهر .. حتى الآن ما يزال غير مصدق لانتهاء كل شيء ... تقريبا ... وأن إيفلين الآن .. هي زوجته رسميا
بعد خروجه من المستشفى على إثر نجاته المعجزة من هجوم بيريرا ... كان دانيال حاسما في قراره بالزواج الفوري من أيفي مستغلا ضياعها المؤقت بعد الحادث ... وامتنانها الحديث لبقاءه حيا
ما كان ليسمح لها بالابتعاد عنه مجددا .... ليس وهو عاجز عن تخيل حياته بدون حيويتها ومشاكستها .. ليس وكارلوس بيريرا ما يزال حيا طليقا في مكان مجهول لا يعلمه إلا الله
سمع صوت إيان يقول إلى جانبه من بين أسنانه :- حسنا ... هل ستتحدث إليها ؟
عاد دانيال ينظر إلى شقيقته الصغرى التي ارتدت إلى الوراء ضاحكة لشيء قالته أيفي ثم ابتسم قائلا :- أنا آسف سكوت .... لقد سبق وتحدثت إليها ... إيللا مصرة على الانتظار حتى إنجاب الطفل .. لسبب ما يتعلق بفستان الزفاف الأبيض ومظهرها بالبطن المنتفخة ... لا أذكر بالضبط ..
كاد يضحك عندما بدأ إيان يشتم من بين أنفاسه ... من كان يتوقع أن يعجب فعلا بالرجل بعد التعرف إليه عن قرب .. في الواقع .. الحب الكبير الذي يطفح من نظراته كلما نظر إلى إيللا .. وسعادتها هي إلى جانبه خاصة وهو يبذل المستحيل لتعويضها عن كل الحزن الذي عرفته في حياتها ... جعلا إيان سكوت ... الرجل العصامي المشاكس ... مقبولا ..
عاد ينظر إلى أيفي وقد اختفت ضحكته ... في اللحظة التي وصل فيها كل من ليو وميشيل ...
راقب بهدوء والدته وهي تعانق ميشيل بدفء يكاد يكون أموميا ... قبل أن تقبل ليو ... ربيبها تقريبا بحب وهي ترحب بهما في منزلها ... لقد تزوج ليو وميشيل في الحفلة نفسها مع دانيال وأيفي ... لم يمانع أي منهم المشاركة في الحفلة الضخمة التي سعدت باربرة بتنظيمها خلال فترة قياسية ... فكما كان هو عاجزا عن الانتظار لامتلاك أيفي بين يديه ... كان كل من ليو وميشيل في لهفة عارمة للزواج ...
على مائدة العشاء .... اعتراه الدفء والفخر وهو ينظر إلى الأفراد الستة المحيطين به ... إنها عائلته ... وهو مستعد لفعل أي شيء للحفاظ عليها آمنة .. وسعيدة ..
تعانقت أصابع كل من إيللا وإيان من تحت المائدة .... تورد وجهها إثارة وهي تحس بضغطه على يدها معربا عن رغبته بها التي لا تنضب ... حتى وهي تنتفخ يوما بعد يوم كالكرة الضخمة حملا بطفلهما المنتظر ... بإصرار منها .. رفضت أن تعرف جنس الجنين بين أحشاءها .. إلا أنها كانت تعرف بأنها ستسميه دانيال تيمنا بشقيقها إن كان صبيا ... أو سارة .. تيمنا باسم شقيقتها الحقيقي إن كانت بنتا ..
أحست بأصابعه تداعب خاتم الخطوبة المحيط ببنصرها الأيمن ... هي تعرف مدى تلهفه للزواج منها ... بداية .. خشيت أن يكون إصراره نابعا عن إحساسه بالواجب اتجاه الطفل .. بعد أن عرف بحملها صدفة ذات صباح عندما فاجئها الغثيان في حضوره ... بدلا من أن يغضب لإخفاءها الأمر عنه ... فعل إيان ما لم تتوقع أن يفعله ... جلس على حافة السرير .. و احتضن رأسه بين يديه .... وبكى ..
الآن ... لم يعد قلقها من حبه وتمسكه بها ما يدفعانها للانتظار .... إنما تلك المفاجأة التي كانت تحضرها له منذ فترة ... لقد كانت تتدرب منذ أشهر لتستعيد مرونة صوتها بعد سنوات من التوقف عن الغناء ... بعد أن تنجب خلال أسابيع قليلة .... ستحدد موعد الزفاف ... وستهدي إيان صوتها الذي أوقعه في حبها منذ كانت في الثانية عشرة على حد قوله
وقف ليو فجأة وهو يطرق ملعقته الفضية حافة كأسه الكريستالية قائلا بشكل مسرحي :- فليعطني الكل انتباهه لو سمحتم ... لدي بعض الأخبار المفرحة لأشارككم إياها
احمر وجه ميشيل وهو تهمس بغيظ :- ليو
تجاهلها والفرح والفخر يغمرانه وهو يقول :- أحب أن أبشركم بأنني أنا وسارة ... سنضيف فردا جديدا إلى العائلة عما قريب ..
أطلقت إيللا صرخة فرح وهي تقفز لتعانق ميشيل بينما تلقى ليو التهاني بسعادة من رجال العائلة ... باربرة نظرت إلى دانيال بطريقة ذات معنى ... لم يفهمها سواه ... بينما تعلقت أنظاره هو بأيفي المبتسمة بشرود
بعد العشاء ... أخذه ليو جانبا بعيدا عن الجمع الصغير في غرفة الاستقبال ... قال بقلق وهو يواجه عيني صديقه :- ما الأمر دانيال ... أنت لا تبدو طبيعيا .. حتى أيفي تبدو وكأن شيئا يقيدها
صمت دانيال للحظات مدركا بأنه لن يتمكن من إخفاء شيء عن أعز أصدقاءه ... تمتم بوجوم :- أيفي تغيرت ليو ... أكره أن أعترف بهذا وقد ظللت أتجاهله لأشهر ... هناك جزء منها قد مات تلك الليلة عندما كاد بيريرا ينال فيها منا معا
قال ليو متفهما :- لقد كان الأمر صعبا عليها دانيال ... تذكر ما كان بيريرا ليفعله بها لو أن الشرطة لم تصل في الوقت المناسب ... لحسن الحظ أن رقابة دائمة كانت تلاحق أيفي منذ تورطها مع بيريرا وإلا ما كان أحد ليعرف مكان تواجدكما تلك الليلة ... هل تستشير أيفي أخصائيا ما ليساعدها على تخطي ما حدث
قال دانيال :- لا ... إنها ترفض بشكل قاطع مصرة على أنها بخير
مجرد التفكير ببيريرا يلمس أيفي كانت تجعل أنفاسه تضيق وكأن أحدا قد لكمه بين أضلعه .... بيريرا لم يكن ينوي اغتصاب أيفي ... لقد رغب بأخذها معه ... باستعبادها لما تبقى من حياتها ... بيريرا الموجود الآن في مكان ما لا يعرفه أحد ... التهديد الذي لن يتوقف أبدا حتى يعرف مصيره ..
الرقابة والحراسة المحيطة بالمنزل ... المرافقة الإلزامية له ولأيفي أينما ذهبا ... غير كافيين على الإطلاق لزرع الأمان في قلب فتاته الحمراء ... تلك التي دفن الخوف انطلاقها وحبها للحياة .. جرأتها وتمردها ..
نظر إليها من بعيد وهي تحرك كأسها بشرود متأملة السائل داخله دون أن تشرب منه شيئا .. وأقسم على أن يعيد إليها روحها مهما تطلب منه الأمر من بذل
أنت تقرأ
كما العنقاء(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة والمتألقة blue me حقوق الملكية محفوظة للكاتبة blue me