[3]

48 8 16
                                    

كانَ مشهداً محيّراً جداً للناظرين
لما الملك يتحرَّكُ بهذه الطريقة المضطربة ؟ يحرّك يديه في الهواء بتقلقل
توقَّفَ فجأة ليعود إلى تلك الملامح الرزينة ، والثبات

أردَفَ وعلى وجهه انطوت ابتسامةٌ غريبة رغم الرداء الملكي الذي يرتديه على عينيه : " سنناقش الباقي غداً ، ريتشارد ،احرص على التأكد من مناوبات الحرس الذين يحرسون جهات المعسكر ، وفيودور لا تنسى أن تفعلَ ما أمرتكَ به مسبقاً "

" حاضر مولاي " صرخوا بصوتٍ واحد منحنيين

" سأذهب الان علينا أن نتجهَّز تماماً للغد "

لا زالوا منحنيين

قبل أن يخرج مولانا كافكا من الخيمة نادى على أليك: "اتبعني"

خرج الملك وأليك يتبعُ خطاه توقَّفَ متوَقّفاً معه الآخر
سأل الملك : " هل كل شيء بخير أليكساندر؟"
كانَ جوَّاً صامتاً رغم أنّه يعجُّ بثرثرةِ النفوس
تساءل أليك بداخله
- هل أنا بخير ؟ -

إنَّهُ لمن الصعب مواجهة نفسك بهذا السؤال ، لأنه من الصعب أكثر أن تضمحلَّ إلى أعمق مكان في قلبك لتعرف الحقيقة
ربَّما أنتَ تجهل نفسكَ أو أنَّ الحقيقة أثقل من أن تتحمَّلها
في كلتا الحالتين أنت لن تجب على هذا السؤال أمام نفسك
وستتجاهل ألم فؤادك ، وموتَ جوارحك
وتتجه إلى أسرع طريقة للهروب من هكذا سؤال
وذلك الطريق نهايتهُ كلمتين لا ثالث لهما
" لا أعلم "

لكنَّ أليكساندر ، لم يستطع الاجابة على هكذا سؤال دونَ أن يتعمَّق داخلَ كينونته
ليُمسِك بالحقيقة بل يقتلعها من جذور قلبه قبل أن تتعفَّن بداخله أثناء تناسيه لها ، هكذا اعتادَ أن يواجهَ الأمور ، لكن للأسف هناك حقائق إن حاولت اقتلاعها منكَ اقتلعت نفسكَ معها

" إنَّهُ الشوق لذلك الجميل ، هل بانَ الحب كتعب على وجهي "
" بل بانت الحرب على وجهك ألكساندر ، تمالك نفسك ونم جيّداً فغداً يومٌ مهمٌّ جداً "

"فهمت جلالتكَ ، هل تودُّ أن أبعث لكَ طيراً أبيضاً أو غزالةٌ الليلة؟ "
حالما قال هذا لاحظَ شيئاً أحمراً على منكبِ ( كتف ) الملك
ولاحظَ كافكا اتجاه عينا أليكساندر فتحمحم بتوتر لم يبدى على وجهه وقال للمتحيّر
" لا ، لستُ بمزاجٍ جيّد ، تصبح على خير "
انحنى أليك ، وبدأ الملك يمشي بخطواتٍ شبه سريعة إلى خيمته الكبيرة التي تبدو رغم سقفها المصنوع من القماش أنها غرفة ملكيّة مصغّرة

وصل الملك إلى جناحه ، ثم خطى خطوتين فيها
بدأ كافكا بفضفضة ملابسه بتشتت برفقة ملامحه المضطربة
لكن لم يظهر شيء

بدأ ينادي الملك بهسهسة عالية حالما توقف عندما استدار للوراء ورأى ما كان يبحث عنه منذ البداية

TAEHYUNG POV

في كل مرة ، يستوقفني جماله بشكل أغرب ، يكاد يكون خيال ، كأنه فترة خرف جميلة ، كيف لجسدهِ أن يختلط ألوانه بهذا الشكل البديع ، كيف لي أنا الملك أن تخضعُ عيناي له ، ها هو الفاتن ، يتمركز على وسط الطاولة عند الجدار يمسك عنقودَ عنبٍ أحمرٍ قصير ، لا يأكله .. بل هو يرفعه إلى شفتاه ، يلامس العنقودُ شفّته المطرّزة بالدم ، هل هو يقارن أيّهما أكثر احمراراً ؟
يضعُ قدماً على أخرى ، بلا حياء لا يسترهُ قماش

وفي الحقيقة انني لا أظن أن القماش يليقُ به ، بل وإنّ جماله يفقد حقّهُ إن سُتِر

لم أقوى على التفوّه بشيء غير أن عيوني اتّكأت على جسده تثرثر

كدتُ أقترب لكنه حالما استشعر حركتي ، وقف
أخذ من عقد العنب حبّة
وعندما أخذها في فمه لاحظتُ حبة الخال تحتها
هل كل العنب العتيق اجتمع تحت فمه بالصدفة ؟

أخذ يأكلها ببطىء ، فقلتُ بلهجة مهيمنة زائفة لم أعهد سماعها مني :
" من سمح لك بالاندساس إلى جناحي ، وأخذ ممتلكاتي ؟ أوتعلم كما هذا العقد لي فأنت أيضاً حالما وضعت يدي عليك أصبحت أيضاً ملكاً للإسباني الذي امامك"

كدتُ أضع يدي على خصره حينما اقتربت منه ببطئ أثناء حديثي
عندما كان منهمكاً في أكل العنب ، لكنه وبطريقة ما اجهلها تحرك بانسيابية لم يتلامس بها معي ، غير أطراف شعره وأنفاسه و نفس العطر

نفس العطر الذي داهمني في اللقاء الأول
الذي فتك بدواخلي

لطالما كانت الروائح الجميلة تغادر مضجعي حالما ابتعد
لكن رائحته رافقتني كما لو أنه احساس ، أو وهم
وكم هو الوهم أقسى من الحقيقة
لطالما كانت روائح النساء على تختي ، ورائحة الحرب على ملابسي
لطالما رافقني عطر الكتب ، وعطر المسؤولية
وعطر العقد الثالث

عندما فعل ذلك ، شعرت بأنه يرقص بجانبي ، لكنني ما إن التفت ولمحت عيناه اختفى

فعلمت في تلك اللحظة أنه لا يسمح إلا بأن يكون لمحة !

End.Kafka POV

اعتقد الملك أنه حالما ذهبت تلك الخنفساء سيذهب إلى سريره الحريري وينام ، ولكنه لم يعلم أنه تورط
فالجمال إن لم يكن أرقاً

فهو طيف !

طيف رافق الملك ، ورائحةٌ قيّدت فؤاده




اللي بكتبه خفيف على المعدة
كان معكم رجل أحمق كبير

خنفساء | gayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن