كنّا في خضم الحرب ، ولم يكن لديّ دقيقتان فارغتان لأفكّر بالخنفساء ، كان عليّ في كل لحظة أقابِلُ بها الموتَ المحتّم أن أثقله بمسؤولية ملوكيّتي ، لكنني لم أستطع منعه من التجوّل في ذاكرتي كاللحظة
هو لحظة عابرة مفاجئة يُخلّدُ شعورها
كلّما أغمِضُ عيناي آخذاً أنفاسي المسروقة من الحرب
كيفَ تطرُقُ لي كلحظة السلام في وسط الحربألم أقل يا قلبي المرهف بذكراكَ أنّكَ لمحة ؟
لمحة عظيمة لا تجيئ مرّتين
لكن ألا تأتي ثُلاثاً للملك ؟لقد كان فاتناً إلى حدّ الذُّهان ، كنتُ أتخيّل جسده العاري والمثالي أمامي وأنا أشرحُ للجنود كيف سوف يخرجون بأحصنة سوداء حتى لا يروهم في الليل ، وكنتُ أشعرُ بلمساتهِ رغمَ عدم وجوده ، أرى كفّهُ الأبيض والمزيّن بوشمٍ من الورد ، فغصونٌ تزدهرُ على كلّ اصبع، أرى هيأتهُ الصغيرة تحتضن عنقي بيد والأخرى تمسكُ غصناً من العنب ، يأكل ويمضغُ ثم يبتلع ، وأبتلعُ أنا راغباً بابتلاعه ، كيف تكونُ هنا ولستَ هنا ، كيف للقاء أن يكون صعبٌ حقيقيٌّ هكذا ؟
" ألف منكم على كل معسكر في الجنوب فالتغلو زيتاً وأشعلو فيهم الحريق ، لا تجعلوهم يمسكون بكم ، تأكدوا أن تكونوا في المنطقة المفتوحة بجانب القلعة ، كذلك ألفين من راميي السّهام استخدِموا طريقة الكرّ والفرّ
فاليتوزّع خمسمئة في الخنادق الثلاث التي قد حفرناها قبل سنوات ، لقد علموا عنها بسبب الخيانة ، ولهذا هم بالتأكيد ينتظروننا هناك ، استخدموا عنصر المفاجأة وحاصروهم في الداخل "
كنتُ أشرح لهم بيداي وأرسم بالعصاة الخشبية على الرمال ،
كنت سأكمل لكنّني توقّفتُ بغتةً كطفلٍ حديث الولادة ، أشمّ الرائحة التي اخترقت أنفي ، أنظرُ حولي أبحثُ ولا أجدُ سوا وجوه الجنود ينظرون لي بانتظار ، ولكنّني أعلم ، أنّ ذلك الجسد أحمر الأطراف أبيض الأفخاذ يجعلني بتلك السّذاجة" أمّا عن الذين ينتظرون في الخارج..."
توقّفتُ مجدّداً أتحمحم، أنزلتُ رأسي أغمض عيناي وأركّز كل حواسي على أنفي ، كان عطراً يخدّر كلّ أجزاء جسدي، يطرقُ على عظامي ويغلي دمي ، كان عطراً يعطي طابع النوم والتّقبيل ، يلفُّ كالحضنِ حولي
"مولاي "
سمعتٌ أحداً يُنادي فرفعتُ رأسي لأجدهم على حالهم ينتظرون بتوتّر شديد
" أعذروني سهوتُ في التفكير "أكملتُ أشرح لهم ما عليهم فعله ، وأسرتُ كل من شككتُ به عرق الخيانة
كنتُ أعلم أنّ أمر قبولهم بوقف الحرب ليس إلّا خدعة ، وأنّهم ينتظرونني عند الجسر أوّل الغابة ، لذا بعثتُ الجنود الخائنين إليهم ليقتلوهم معتقدين أنّهم جنودي
أنت تقرأ
خنفساء | gay
Fanfictionطرتَ بعيداً واختفيتَ برقتكَ كما تفعل الخنفساء تزيد احمراراً كلما اقتربُ منكَ كالدخان تتلاشى وبجناحيكَ تلفُّني بالنسيم كيفَ لكَ أن تبتسم لشخص اكتساه السواد كيفَ لكَ أن تحبّ شخص لوَّنتهُ كل النساء كيفَ لرقَّتكَ أن تخيفني لتجعلني أنا الملك أتقوقع بحف...