بعد تحية العلم المملة و ذلك التدافع الخانق على الدرج وجدت نفسي أقف مسلوبة الإرادة أمام قسمنا
تباً كم أكره الدراسة
أعلم أنني الآن طالبة سنة نهائية و أنه لم يتبق سوى القليل
و لكنني كرهت الدراسة
خاصةً و أن أدائي الدراسي لا يبشر بخير
و لا ننس سجلي
آه من سجلي المسكين
لقد كان مليئاً بالتغيبات و التأخرات و لا ننس الطرد
لقد طردت أكثر من عشرين مرة من حصص الرياضيات
و لحسن حظي فإن هذا المادة اساسية فتخصصي تسيير و اقتصاد
و يا له من تخصص
أحياناً أعتقد أنني أمتلك حظاً لا يقارن
فجميع أساتذتي يكرهونني و يعتبرونني فتاةً فاشلةً
و لم يكونوا يهتمون بي بل يتجاهلونني و كأنني غير موجودة في القسم
ربما بسبب مظهري الرث
فأنا طويلة... طويلة جداً....185 سنتيمتر
شديدة النحول 45 كيلو
أشبه ما أكون بهيكل عظمي متحرك
عيوني ذات لون أخضر زيتوني و مع الأسف لا أحد ينتبه لذلك لأنهما تبدوان من بعيد و كأنهما سوداوتان ما لم تفضحني أشعة الشمس
عيوني ناعسة و كأنني استيقظت تواً من النوم محاطة بهالات سوداء مرعبة
كان الأمر ليكون عادياً لو كانت بشرتي سمراء
و لكن لأنني محظوظة فأنا مهقاء
و لمن لا يعرف معنى كلمة أمهق فمعناها البشرة شديدة البياض التي لا تحتوي على أية حمرة
أشبه بالجبس الأبيض
أنفي طويل معوج اعوجاجاً مزعجاً
و كأنه منقار صقر و كم كنت أكره شكله لأنه يجعلني أبدو شريرة
الشيء الوحيد الجميل في مظهري أو بمعنى آخر
الشيء الوحيد الذي يعجبني. في وجهي هو شفتاي
أمتلك شفتان صغيرتان ممتلئتان ذات لون كرزي و غمازة على خدي الأيمن لا يعرف بوجودها أحد سوى اخوتي لأنني لا أضحك خارج منزلنا
لا أمتلك صديقات
لم أمتلك اية صديقة طوال حياتي لأنني لا أحتاجهن
ينادونني هنا بالفتاة الكئيبة أو المتوحدة و لكنني لست كذلك
فأنا فتاة اجتماعية كثيرة الكلام و المزاح و لكن في منزلنا و مع أشقائي الذين أحبهم فقط" اسلام.... أيتها الفتاة الكسول افتحي عينيك فحصتي ليس للنوم.... "
آه تذكرت نسيت أن أعرفكم بنفسي
اسمي اسلام
و أنا فتاة
لا أدري ما هو السبب الذي جعل والدتي تختار اسماً يطلق عادة على الأولاد
ان كنتم تظنون أن السبب هو امتلاكها للعديد من الفتيات فأنتم مخطئون
بل هو العكس تماماً
أنا هي الشقيقة الصغرى لخمسة فتيان
أجل عائلتنا كبيرة
و نعم نحن فقراء"إسلام... قلت لك غادري حصتي... و لا أريد رؤية وجهك مجدداً إلا برفقة ولي أمرك"
تجاهلت صوت تلك العجوز المزعجة و نهضت من مكاني بهدوء حملت محفظتي و غاذرت القسم غير عابئة بتلك الألسنة التي كانت تتحدث عني و لا لتلك العيون التي كانت تترقب مغاذرتي
أنا حقاً لا أستطيع فهم سبب كرههم ليأنا متأكدة من أن الفقر ليس بعيب
و لكن....
أه دعونا منهم
غاذرت ذلك القسم المزعج و اتجهت نحو الدرج
يبدو أنه علي ايقاد حسام مرة أخرى
مسكين
لقد بدات أرثى لحاله فهو يمضي الليل كله قي العمل و في النهار يضطر إلى القدوم معي إلى الثانوية بسبب مشاكلي التي لا تنتهي
حسناً عليه تحمل المسؤولية
فبغياب أخي حمزة يكون هو الأكبر في المنزل
قد تتساألون عن السبب الذي يدفعني لاحضار شقيقي بدل والدي
حسناً ستعرفون ذلك قريباً
و لا
والدي لا يزال على قيد الحياة
أنت تقرأ
أنا آسف
Romanceتزوجت به و عشقته لكنه لم. يبادلها الحب بسبب ذكرى حبيبته المتوفية يغاذر البعد بعد مرور ستة أشهر على زواجهما بسبب سوء فهم بسيط و بعد مرور اكثر من سبع. سنوات يكتشف صدفةً سوء الفهم الذي وقع بينهما و يعود معتذرلً فهل ستسامحه؟