الصفحة 2

17 3 1
                                    




اتذكر كيف يغار منا الجميع ، من اجل صحبتنا، كنا اصدقاء امتزجت بيننا الصداقة والأخوة، كنت مشاغب عنيد ، تجلب المشاكل اينما حللت، وكنت انا الفتى المهذب، كنت احل مشاكلك اينما كنت، كان الأمر عادين في الماضي، لم يتجاوز سرقة برتقال جارتنا سعاد الصياحة ، وصراخها ، كيف تطور الأمر لتسرق قلب صديقك، لتسرق عقله وترميه، هذا لا يهم اخبرتك ان الشكوة مغفورة ، كما غفرت لك سابقا تمزيق كراسي ، وسرقة قلمي ، مغفورة كما غفرت لك وضع الملح في حسائي، اتعرف الذنب لم يكن يوما ذنبك، كان ذنبي، كان يجب علي ان اصارحك منذ البداية اني علمت انك انت من مزق لي كراسي، وسرق لي العابي ووضع الملح في حسائي، ظننتك طفلا ، وظننته مزاح لا غير ، لكني كنت الطفل الساذج الوحيد بيننا، سكوتي كان يزيد غرورك وتجاهلي لأفعالك يزيدك انانية، لكني كنت اعفو واغفر لك، عندما لم تمتلك قلما شاركت معك اقلامي ، وعندما لم تمتلك كتابا اهديتك كتابي، كنا واحدا يا صديقي او هذا ما ظننت انا،
 
كنت اعرف انك خبيث ولكني زينتها بكلمة ذكاء ، هكذا انا احب تزيين اخطائك، او ربما احببت اخطائك، كنت اقول لنفسي، غدا تكبر وتتغير افعالك، وحقا كبرنا صديقي، ولكن افعالك زادة عن حدها، تلك المشاجرات الصغيرة ، تحولات الى شجارات كبرى واسلحة الحجارة الصغيرة استبدلتها بسكين تخبئه تحت ثيابك، وسرقة البرتقال اصبحت سرقة البيوت والدكاكين، اخبرني الجميع ان ابتعد عنك ، وعن افعالك ولكني بقيت صديقك، الى ان ذهبت، ولم تذهب معي،
 
يوم سفري كنت تبكي ك النساء وتحتضنني ، كنت ثملا لا تقوى علا الوقوف ولكنك كنت تجيد النحيب، كانت الجامعة في باريس تنتظرني، اخبرتك مرارا ان تدرس كي نذهب معا ، لكنك كنت تقول الدراسة للشبان امثالي اما انت تريد الطريق السريع لكسب المال، كان وداعك لي حارا اكثر من توديع امي الراحلة، وذهبت، لا اعرف يا صديقي ، هل غيابنا ذاك من غيرك او انك كنت هكذا طوال الوقت، كانت باريس مكان اخر كانت الجنة ، لكنها لم تنسيني اياك، صادقت الكثير من الشبان والفتيات ولكن لم يملأ احد فراغك،

****
لا تنسو دعم القصة..

رسالة الوداع الأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن