رسالة الوداع الأخير

الصفحة 1

مرحبا ايها الصديق العزيز،
اني اهرب اليك من معركة لم تنتهي، تركتها قائمة هناك واتيت كي استريح بين يديك، لا اعرف من سيفوز في نهايتها، ولا اريد ان اعرف ، دعنا ننسى لا تسالني ارجوك ، لأنه في كل الحالات الخاسر انا، ولكن من اجل فضولك الذي لا ينتهي ، ومن اجل قتل تلك الرغبة الجامحة بداخلك، لتعرف لما انا ارمي نفسي الأن بين يديك اطلب الراحة، انك يا صديقي لا تعرف مقدار ما مررت به، طريقي الطويل حربي ودماري، اصوات التحطم بداخلي، لن تعرف ما بي وانا اقف شامخا امامك لا انحني، اجلس بعيدا عن البشر قليلا، أولئك الفوضويون ، المتطفلون ، اجلس وحيدا رفقة رسالتي التي اتتك ك ضيف غير مرحب به، لا تنزعج مني ومن ثرثرتي فأنا امضيت سنوات دون ان اتحدث وازعجك، اما اليوم قررت ان اصب ثرثرتي في ورقة بيضاء ، اسودها بأحرف أبجدية ،

اعلم انك يا صديقي الأن تقرأ وقد تتجاوز بضع اسطر لي، لا يهم ستعود مرارا وتكرارا لقراءة ورقتي، وربما انت الأن تعود ثانية، لذلك اريد منك ان تعد فنجان قهوة، اعلم انك لا تحبها ولا تروق لك، ولكن فقط تخيل لو انني اشربها واحادثك بدل ان تقرأ من الورق الميت الذي لن ينطق بما اشعر به لو مهما ابدعت الكتابة،
 
والأن يا صديقي وانت تجلس وحدك بعيدا ، اقرأ جيدا، اخبرتك انني اخرج من حرب لم تنتهي ، تركتها متأججة في داخلي اخذت هدنة لبعض الوقت، ف دعني اكتب سريعا، فانا لا اعلم كم املك من وقت، هل تذكر، ذاك اليوم ، عندما اتيت ركض لي وخبئت نفسك خلفي، لان اولاد الجيران اشبعوك ضربا، اعد لي معروفي وخبئني خلفك ، فأنا اشعر بالخوف، الخوف من نفسي، اعلم يا صديقي انك لست اهلا لتحميني، كيف تحميني وانت سبب خوفي، هل تشعر بضيق لأني اشكوك، لا تقلق فهذه الشكوة مغفورة، اجل اني اسامحك ، اسامحك لأجل سنين الصداقة الكاذبة ، لأجل ما عشناه يوما، حتى لو كان كذبا،

*****

ارجو دعم الرواية لإكمال صفحاتها
يتم التحديث يوميا ان كان هناك دعم