"اليوم الثامِن عَشر مِن حُزيران"..

23 4 3
                                    

تًحسن موعد نظام نوم إيليا..بدأ بالنوم في وقت مُبكر..ليس بالفعل لكن أفضل من السابق..بعد أنفصاله عن حبيبته السابقة كان يواجه مشاكل في النوم..الأرق والتفكير المفرط بالحياة وسر نشوئها وكيف تكونت..بينما يغوص بأعماق الأمور باحثًا عن جواب مُقنع لتفسيره لبعض الظواهر وكذلك كان يذهب للعمل صباحًا ويعودفي وقت الغروب كان منهك ومشغول وكاثرين تشتاق له لكن كيف تُعبر عن اشتياقها؟..
وكالعادة كاثرين لا تكتفي بالهدوء..وعدم إفتعال المشاكل هذا..ليس من شيمها..لذا هي فقط..قررت فعل مُشكلة؟..

"اه اختي بحقك ساعديني أريد جعله يغار"..
المتحدثة كاثرين كانت تدور حول أختها وتحاول أقناعها بأمر ما..
"حسنًا لكن كيف؟!"..
ابتسمت كاثرين بِخبث بينما تسحب الكرسي وتجلس مقابلة لأختها..تتصفح هاتفها لتدخل إلى إحدى مواقع التواصل الإجتماعي وتري لأختها فيديو بينما تشرح والابتسامة لم تفارق شفتاها..
"سأقوم بربط يدي من العضد بقوة حتى تكون اوردتي بارزة ونأخذ بعض أدوات التجميل واضعها على يدي ثم سترتدين انتِ الفستان خاصتي ونصور يدانا وهكذا سيظن اني مع فتى وسيغار وارى كيف يغار سأكون سعيدة بحق..اوتلعلمين؟.. أريد رؤيته وهو يبتسم وهو هادئ وهو غاضب وهو يشعر بالغيرة حتى لو كان في اسوء حالاته انا أحبهُ مُغرمةه بِه"..
قلبت اختها الصغيرة عيناها بينما هتفت وهي تنهض "انتِ مقرفة من كان يصدق انكِ ستقعين بالحب بربكِ!"..
وكالعادة كاثرين تجاهلت هذا وركزت على الخطة..
جلست على السرير بينما تحرك قدماها بحماس كَطفلة أثنى عليها مُعلمها..او طِفلة حصلت على حلواها المفضلة..وبدأت بوضع كريم الأساس على جلد بشرتها الشاحبة..وضعته أغمق من يدها بدرجة ونصف حتى تبين إختلاف الألوان..ارتدت قميصها الاسود الذي يحتوي على مكعبات حمراء صغيرة..وربطت يدها بأقوى ما تملك وحسنًا شعرت بألم لكنها ستتحمل..
إنتهت هي واختها واتجها للحديقة حاملان هواتفهما ليبدأنِ بالتصوير..ونجح الأمر صورتان جميلتان..
ركضت للغرفة بحماس رامية نفسها على السرير متوسدة عليه في الوسط..ودخلت إلى ذلك التطبيق الذي فجأة بدأت بظنه ينور من اجلها؟..
نقرت عليه بأصبعها لتنشر الصورة في الخاص..بينما وضعت عليه أغنية..وذكرت حسابها الثاني الذي اسمته *ادم* بوصفه كأنه حبيبها او صديقها المقرب او حتى إبن عمها..من يعلم؟..
تدور تدور منتظرة من أميرها ان يستيقظ وقد طال الأمر..لتزفر بينما تغير طريقة نومها وهي تفكر كيف ستكون ردة فعله ماذا سيفعل؟..ماذا سيحدث..

ELIA POV:..
كان الأسبوع صعب بالنسبة لي من الصعوبة الحصول على النوم بهنية..وكذلك من جهة العمل..عمي لديه عمل لذا انا اعمل بدل عنه في هذا المكان..انه متجر لبيع الملابس وليست ملابس عادية..إنما فساتين للزفاف وللحفلات.. أشعر بالندم والذنب يزداد حين اتأخر على صغيرتي..الأمر غريب هي اصغر مني لكني أشعر انها طفلتي في تارة..وتارة أخرى هي والدتي؟.. الأمر صعب لاشرحه..عدت في الغروب من العمل وتكلمت مع كاثرين التي كانت هادئة على غير عادتها كنت اعلم انها حزينة لأني لم اتفرغ لها..كنت أعلم أنها تخاف أن اهجرها لكن بحق لما سأفعل؟..بينما نتكلم اخبرتها بأني نعس للغاية..كنت أفتح عيناي بصعوبة لذا..نمت..
أستيقظت صباحًا وكانت الساعة العاشرة كان يوم استراحتي اليوم الذي سأتفرغ بِه لبطتي كاثرين غسلت وجهي وتناولت افطاري لألتقط هاتفي وارسل لها..كان ردها بارد..شعرت بشعور غير مريح تجاه الأمر لكن قررت تجاهله..وانظر إلى ستورياتها..يدها ويد فتى؟.. من هذا؟.. الأمر لا يروق لي..زفرت لأستند على كوعي ولم أستطع منع نفسي من السؤال..
"أيمكن لي أن اعلم من هذا الفتى؟"..
حاولت أن أكون هادئ..
"اوه أجل ابن خالتي!"..
"اوه فليحفظه الرب"..
الرب لايحفظه ماللعنة؟..لما هذا البرود وعدم الاكتراث اتلعب على أعصابي ام تختبر صبري؟..
"لم يكن عليك ان تشاهد الستوري نسيت ان ازيلك من الأشخاص المقربين هذا خطأي انا اسفة"..
هذا كان..مؤلم..ماذا عساي أن افعل؟..
"حسنًا انا آسف لأني رأيته"..
"حسنًا اجل هو اتى اليوم وكنت سعيدة..اتمنى انك لم تحزن..عزيزي؟"..
احزن؟..اتمزح بحق السماء اغلقي فمك اللعين وتوقفي عن الهراء..
"لا تقلقي عزيزتي افعلي ما تشائين لن أتحدث عن أيِ شيئٍ ليسَ لي شأن..تستطعين ان تتخيلي بأني لم أراه ولم اعلق"..
انا احترق اشعر بألم في قلبي وحزن يخيم علي..أهكذا ترحب بي؟..تستبدلني بأحد ما؟..
"ماذا افهم من كلامك بحقك انا لك فقط!"..
"حسنًا....
End ELIA POV..

"هيه ايلي..انا امزح أقسم كانت يد اختي ويدي"!..
"أطاح الله بحظكِ كاثرين"..
"هاه لماذا؟"..
سألت بتعجب وبرائة..هي غبية لهذا الحد..
"لا شيئ لكن أحدهم هنا يغلي وبرأسه ألف سؤال!"..
هذا الأمر ابهج كاثرين كانت سعيدة لأنه يشعر بالغيرة ولأنه غاضب ولأنه يحبها..هذا يجعلها..تشعر بشعور افضل..
"أسأل أسأل دعني أمتع فكرك بالمعلومات"..
"لا شيئ..اخرسي"..
"هيه انت تجرح مشاعري بحق:(!"..
كل ما كان يفكر بِه إيليا أن لها عين لأن تقول هذا؟..

"لقد سئمت كان علي اخبارك من البداية..لأن هذا تكرر مرتين..حين كنتِ تردين على ستوريات احدهم وهو يتغزل بكِ..كنتِ سعيدة وتقولين هذا الفتى لطيف وتتكلمين عنه بأريحية أمامي وكأني لا شيئ.. فراغ في فراغ..وذلك الحيوان القذر الذي هو أنا يجب أن لا أبين لكِ اني منزعج او أشعر بالغيرة حفاظًا على مشاعرك يا آنسةه"..
اختفت إبتسامة كاثرين وهي تنظر للرسالة زَمت شفتاها بينما تنظر بأعين لامعة مملوءة بالدموع..هي تشعر بالذنب..لم يكن عليها فعل هذا..هي تشعر إنها أنانية ومزعجة هي اسوء إنسان في هذَا العالم الواسع.. وحاولت تبرير نفسها..
" أنا أنا..اسفة كنت اريد جعلك تغار فقط..هي مرةواحدة..اعني فقط مرة"..
"وحين اشعر بالغيرة مثل قبل قليل ستكونين حزينة!!"..
"انا أسفة اعتذر سامحني!"..
"انا لا انتظر منكِ اي لعنة اي إعتذار..حتى لو كان الأمر مقلب..الفكرة تقتل!..أتعلمين ماذا يحدث؟..انتِ جاهلة لٍما يحدث..أحاول السيطرة على أعصابي وانتِ لستِ بقربي اقسم بخالق الكون لو كنتِ معي لحرقتكِ على قيد الحياة..اوتظنين الأمر لعبة؟.. يوجد هنا في مشاعري بين قلبي وعقلي تناقضات أخاف قول شيئ يهدم كل شيئ..علاقتنا وكل ما بنيناه..أحاول السيطرة وانتِ بكل غباء وبلاهة تقولين لم يكن يجب أن ترى..ليتك بقربي لحطمت فمك هذا وجعلتك عديمة أسنان!"..
هذا كثير..كل ما فكرت بِه انها أفسدت الأمر هو سيتركها هو يجعل الكثير من الأمور في قلبه وفي لحظة ينفجر بدون قصد..كانت كاثرين تمسح عيناها وتحاول أن لا تبكي لكنها فقط كانت تبكي لشعورها بالذنب وخوفها..لم ترد على الرسالة الا كلمة واحدة..
"انا أسفة"..
هذا أغضب إيليا أكثر من السابق..
"لا تكرري هذا والا سألعن والديِك..لا أعلم كيف لكن حين تكونين بقربي سنتفاهم حينها "..
مسحت كاثرين عيناها لترد..
"حسنًا"..
لم يتوقع إيليا هذا الرد..هو فقط..تنهد بصوتٍ مرتفع يراجع كلامه في ذهنه..
"آسف ماللعنة التي اقولها.. أنا اسف هذا ليس قصدي.."..
"لابأس"..
"اهخ تعالي انا اسف..لحظة غضب لا اكثر صدقيني"..
"اعلم لا بأس..لن اكرر هذا "..
أبتسم بخفة..
"احسنتِ"..
بقت كاثرين تنظر للرسالة بصمت وهدوء تحاول البحث عن شيئ..وان تبعد هذا الشعور المؤلم الذي تشعر بِه..
"انا أسفة لكن اسمع..حين فعلت هذا كنت ابتسم لكن حين انت قلت لاشأن لي بكِ شعرت بالحزن وتمنيت صفع و جنتك"..
صفع جبينه بيأس بينما يضحك هو يعلم أنها لن تفعل شيئ..لكن هو فقط..خائف عليها ومن تصرفاتها الطفولية..
____________________

زَهرةُ الاوركِيد..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن