17_حولوك الى آله

3.4K 179 129
                                    

قبل شهرين…..

خرج من سيارة وشعر برعشة في كامل جسده الجو كان باردا جدا كان من أقسى أيام برودة في شهر نوفمبر الجو كان جميلاً لبعض لكن كان كئيبا جداً لبعض آخر الغيوم تحجب الشمس ببطء والرياح بدأت تحرك ببطء شعره قصير بلونه كستنائي وقف أمام البوابة الرئيسية وألقى نظرة على هيكل المنزل الذي كان أمامه لم يتغير كثيراً سوى أنه أشخاص الذين يقومون بحراسته ازداد عددهم بسبب منصب المالك هذا القصر....لقد مر ثلاث سنوات منذ أول زيارة له لطالما كره كل شيء موجود في هذا المنزل كئيب دائما أراد الهروب منها ونجاة منها لكن والآن لم يعد يشعر بالرغبة في الرحيل او أي شيء متعلق بحياته أصبح شخصاً فارغاً من المشاعر…بعد ثلاث سنوات من عذاب جسدي ونفسي عاد بعد ترك كل مشاعره هناك واجلب معه كل حقد والغضب الذي رآه هناك بدأ مثل آله الحرب خالية من الرحمة أو أي مشاعر .."سيد روبيرت اهلا بك مجدداً في منزلك الرئيس بانتظارك…."أدار رأسه نحو جون الذي بدأ متبعاً وأكثر من الماضي..العمل هنا تعبه لكنه مازال على قيد الحياة وهذا اهم…

لم يقول شيئاً..روبيرت كان دائماً شخصاً مفعلا بالطاقة لكن طاقة غير ايجابية يحاول عدم تخلط بين الناس وإذ فعل يدخل في شجار عنيف يصرخ ويكسر قلب ووجهه الشخص الذي يسيء إليه هذا كان روبيرت الشاب متهور الذي كان جون يعرفه من صغره…جون ذلك المسن ضعيف بوجهه الذي كان عليه اطمئنان ذلك السائق الذي أهتم بذلك الولد الوحيد أكثر من أبيه الان هو لا يستطيع تعرف عليه عيناه الزرقاء بدأ مثل حفرة عميقة باردة وساكنه لكن مظلمة جداً لم يجرؤ أي أحد على أقتراب منه منذ وقت طويل…"لقد تغيرت كثيراً….وهذا يحزنني….لقد حولوك الى آله وسلبوا منك انسانيتك…. "كان هذا آخر كلمات جون بصوته ضعيف وابتسامته متبعةو دافئة لكن ذلك الدفء لم يصل إلى قلبه مثلما كان يفعل من قبل .. 

وقف هناك بعيداً عنه.. عن الشخص الذي من المفترض أن يكون ألان في حضنه لكنه فقط بقي هناك واقفاً ينظر إلى أمامه بصمت كان من المفترض أن يشعر بالغضب بعد أن رماه في المكان الذي أخذ كل مشاعره ومثل ما قال جون أخذوا وسلبوا منه إنسانيته…"أبني روبيرت اقترب…."جاء صوته حنونا ومرحبا به مجدداً في بيته…

فعل ما طلبه منه واتجه نحوه حتى توقف أمام المكتب الذي كان جالسا عليها ولم يتعب نفسه بالنهوض هناك اخذ ينظر إليه بسعادة لم يستطع إخفاءها على وجهه…الأمر كان يستحق محاولة قام بإخراجه من ذلك المكان قبل سنتين ثم قام باختباره عدة أشهر وعندما حصل على نتائج اختبار جيدة علم بأنه اخيراً حصل على إبنه بالطريقة التي أراده دائماً……"انا سعيد جداً بعودتك يا أبني…اشتقت إليك…."أخذ يتكلم بأسف وهو ينظر بفخر إلى ما صنعت يداه…

نهض من مكانه ثم اقترب منه حتى احتضنه لبعض ثواني بعد أن شعر بصلابة جسده الذي نما بشكل جيد تحت تدريبات القاسية التي تلقاها وكان يتمتع بلياقة بدنية جيدة…بقي على حاله ولم يشاء التحرك أو تفاعل معه لهذا تركة مايكل هناك وجلس على طرف المكتب ناظرا إلى ابنه الذي كان صامتاً بشكل مريب ومرعب ولا ينكر خوفه من تغيره..عيناه وحدها كانت تحكي ما مره به في ذلك المكان متوحش وأيضاً الندوب موجودة على يده وأيضاً وجهه وكل جسده والذي لم يراه مايكل قط..لم يكن هذا أبدا ابنه روبيرت بل كان شخص أخر…للحظات بدأ يسأل نفسه عن ما فعلوه به هناك فهو يعلم بأن المكان الذي أرسله إليها كان جحيما يصنع فيه الرجال بلا رحمه…"نجحت باختبارات أهنئك على ذلك وأنا فخور بك…وأول مهمة لك هي إيجاد شخص ما...اختك المتمردة…تيلدا…عليك إحضارها إلى يا أبني..حية…."قالها بصوته الخشن بعد أن نهض من مكانه واضعاً يده على كتف روبيرت الذي لم يشاء للحظة بالنظر إلى وجه أبيه بل قال بكل هدوء…"حاضر…."ترك المكان بعد كلماته اولى واخيرا التي بدون أن يلقي نظرة عليه لكن هذا لم يجعل مايكل يشعر بالذنب للحظه بل كان يشعر بأنه اخيراً وصل إلى ما كان يتمناه….

SHILTER_المأوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن