26

17 1 0
                                    

أربعتهم جالسون ينظرون لبعضهم بصمت و الجميع يحمل في قلبه أحاسيس مختلفة...

يتوسطهم آزار الذي إستغرب الهدوء الذي حل بهم لكنه لم يدقق كثيرا و فكر أن كوك غريب عنهم لذلك لم تكن حواراتهم بذاك الطول .

مع سكون المنزل دخلت يون من تسوقها و هي تحمل أغراضها بعد أن سبقت ساليا في الدخول،

وقفت بصدمة أمامهم و عينيها شاخصتين عليه وحده كأنه هو الوحيد الجالس ينظر لها،
إشتاقت إلى إبنها الوحيد ، مهما حدث هي ليست مستعدة لتخسره كما خسرت الأول...

نظرت له و عينيها تشي بكل الأشواق التي تكنها له.

"جدتي يون"

نداء آزار جعلها تلتفت نحوه تدريجيا مع حفاظها على نفس الملامح .

شعر جونكوك بتكهرب الأوضاع و تجهم الوجوه لذا وقف و إستأذن بلباقة

"سررت بمقابلتكم أراكم مجددا"

خرج مسرعا و تاي شد إنتباه آزار بمناداته و أمره بأن يصعد معه الغرفة .

هايين تثاقلت على نفسها و جلست بضعف و كرهت نفسها و هي تشعر بأشواك الذل تحيط بها.

وقف أمام سيارته و كانت قد تحمل و كبح ردود فعله بقد ما يملك من قوة ،
لكن ما خبأه طيلة السنين المنقضية خشية من كبريائه المتسلط ،
كان قد تفجر لحظتها من شدة الضغط الذي مارسه على نفسه دون رحمة،

هبت تلك المآقي بالتساقط عَبَرة تلو الأخرى و إستسلم لدموعه بعد كفاح دام سنين ،

لربما كانت تلك الدموع سبيلا وحيدا لتخفف عنه حدة ما يعيشه من إضطراب و سؤم من متابعة إقتباس دور القوي .

أطرب أذنيه صوت ناعم ذو نوتة فريدة ، كان قد إشتاق حقا لملامسات ذاك الصوت لقلبه الذي أصبح مرهفا في الآونة الأخيرة:

_جونكوك

إلتفت نحوها و دموعه مستمرة في الإمطار ،

حتى إلتأمت بعض من جراحه و ذاب جليد كسى روحه و غمره دفئ لا نظير له و لا شئ يعوضه إثر عناق قوي شديد الصلابة.

_أومَّا ...أنا ..آسف على كل ما بدر مني ..لكنني حقا متعب لقد ...لقد تعبت من كل شيئ.

||Mafia War||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن