27

15 1 0
                                    

شاء القدر أن يجمعهما في ذلك اليوم ، بعد أن طالت المسافات و الزمن بينهما ،و إنقطع رباط القلوب ، و إفترقت روحيهما .

لقد خمدت كل نيران الأشواق و اللوم ، لربما لم تمت بذور الحب نهائيا لكن الإهتمام لم يعد حاضر .

فما فائدة حب بلا إهتمام؟!!

طال الصمت بينهما كما طال الفراق قبله.

نظرات العتاب من كلا الطرفين توحي بمدى إنكسار كليهما.

بادر هو ليتحدث و يكسر صمتًا قاتلا:

_يون

صمت و قد خانه التعبير رغم أن لديه الكثير ليتحدث به .

_ماذا تريد كانغ تشول ألم تكتفي من تعذيبي؟!

_رغم كل الأسباب المقنعة و الأعذار التي دفعتني للإبتعاد بتلك الطريقة إلاا أنني أرغب بشدة في الإعتذار منكِ ، أنا مخطأ و أعترف بهذا ، لقد تركتكِ أنتِ و إبننا وحيدان
لكن...
أنتي تعرفين الأوضاع جيدا و يجب علينا إنهاء ما بدأناه ، تنهد بعمق ثم أكمل...
يون أرجوكي سامحيني لقد تعبت حقا من الإختباء و كتم بعض الأسرار عنكِ

تدقق في كل كلمة يقولها تتفرس ملامحه و تتابع حركاته بكل إمعان ..

كان هذا الرجل هو زوجها ، من تشاركه آلامها و أفراحها ، رجُلها الذي بكت يوما على كتفه و وجدت فيه كل الحنان و العطف ،

رغم تقدمها في السن و بعدها الطويل عنه
فهذه الحتميات لم تمنع قلبها من الإشتياق و التصحر من بعده .

لاحظ دموعها ، فتمزق نياط قلبه ، كم يكره رؤيتها ضعيفة بذلك الشكل.إقترب منها و ضمها إلى صدر الرجولة و الأمان ، طوقها بكل ضلوعه ، هو منها و هي منه مهما حدث لا يستطيع أحدهما العيش بسعادة دون الآخر .

أوليست حواء من ضلع آدم؟؟!

كانت بحاجة ماسة و مفتقرة لتلك الضمة التي أسكنت قلبها و أحيته فأزهر و عاد لرونقه.

إستقر رأسه على كتفها مغمض العينين هامسا بصوت حاني رجولي :

_مهما كنت ذاك الرجل الصلب و العنيد في نظر العامة إلا أنني رخو جدا و أنا بين يديكِ ، زوجتي لقد إشتقت لكِ حقا فتلك السنين كانت مرة و حامضة جدا بدونكم جميعا ...

||Mafia War||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن