إدراك:

4 1 0
                                    

يقولونَ أنَّ "ما تسعى إليهِ يسعى إليكَ" واللهِ إنها لكلمةٌ تصدرُ من جاهلٍ بأمورِ الحياة التي تُسيلَ دمعَ القلبِ و تسحقُه،لطالَما هربَ مِنا ما سعينا إليه و لطالما تركَنا ما نريدُهُ و على أجسادِنا غُبارُ الأوهامِ محتجزينَ داخلَ كهوفٍ من الظنونِ الحسنةِ بعلاقاتٍ خِلناها آخِرَ مُلتجَأ و لربَّما تكونُ إعتقاداتُنا بأنَّ اليومَ الذي نَسعَدُ فيهِ آتٍ..فنختنِقُ بحقائقٍ كُنَّا لها مُتجاهِلينَ لا جاهِلين،تجاهلناها لأننا آمنا بإختلافِنا و بإتساعِ صدورِنا لإحتمالِ الهمِّ في سبيلِ رحيلِ الأسى عنَّا قُلنا "سنتأسى سنتأسى فنحنُ لها" ما علمنا كونَ ما كانَ لنا الملاذَ سينفي قلوبنا إلى أبعدِ قُرى الإنكِسارِ،حيثُ لا نشعرُ بحبٍ و لا نسهرُ إذا ما ارتكبنا ذنباً.

بعد كلماتِ صديقه و حُنجرتهُ التي صدحت بالحقِ هوَ أعرض و اختارَ البقاء مغفلاً و يطلقُ على نفسه مغرماً..

مشى قليلا واضِعاً يداهُ في جيبهِ مكلِّماً دواخلهُ متسائلاً عن ما يجبُ عليه فعله، وفي هذه الأثناء رن هاتفهُ
و عندما نظرَ إليه كان إسمُها يظهرُ على شاشتهِ ناكيونغ
في هذهِ اللحظة هو لم يرد التحدثَ إليها،هو حتى لم يرد التحدثَ إلى نفسهِ حتى أراد الهرب،لقد سئِم من كل شيء
عليهِ التركيز على نفسهِ و لو قليلاً،لا بأس إن لم ينسَها و لا بأس إن إبتعدت عنهُ إلى الأبد المهم أن لا يخسرَ ذاته،المهم أن تبقى لهُ بقايا نفسهِ آمنة،لم يعد يعجبهُ كونَ روحه مفتتةٌ و مشاعرهُ مشتتةٌ،يكفي..
أغلقَ هاتفهُ نهائيا و ابتسمَ قليلاً،إبتسامة تحملُ قدراً ضئيلاً من الطمأنينة،إبتسامة صاحبها قد أدركَ أخيراً أن الوعود لا تدوم،و أن النهاية هي أمرٌ لابد منه و محتوم.

بعدَ هنيهةٍ إذا به يفكر أليسَ هذا هو الوقت المناسبُ لأحظى ببعض الوقت لنفسي؟،أدركَ أنه أهمل نفسهُ و صحتهُ كثيراً حتى أنهُ أهمل الكتابة مفرهُ من هذا الواقعِ المرير ليطوحَ في عالم الخيال الجميل.

لذا هو بدأ..
بدأ يجمعُ شظاياهُ المفتتة،و يضمدُ قلبهُ الذي يضمرُ بداخلهِ أسقاماً جعلت الأُنس فيهِ يحتضِرُ.

في صبيحةِ اليومِ التالي إذا بها تطرقُ بابهُ

رؤيتها فاجأته لكنه لم يُبدي أي رد فعل
سونغوو: ماذا هناك؟

تفاجأت فليس هذا هو ما كانت تنتظره
ناكيونغ:إشتقت إليك!
قالت محاولةً إستمالةَ قلبه

هو هنا ضحكَ ساخراً
سونغوو:شكراً جزيلاً هذا كرمٌ منك!

ناكيونغ:لما تعاملني هكذا

حاول التحكم بأعصابه

سونغوو:أحقاً تسألين؟ أأنتِ غبية أم تتظاهرين بالغباء؟

الفتاةُ تجمدت في مكانها فطوال مدةِ علاقتهما هو لم يخاطبها بعدم إحترام و لم يقلل من قدرها كالآن

سونغوو: إذا كنتِ تحسبين أنَّي لعبة بين يديك،فقد كنتُ كذلك لكنني لن أعود كما كنت،يمكنك الرحيل و البحثُ عن رجل آخر لملإ الفراغ في حياتكِ،لم أعد أريدك في حياتي

ناكيونغ:ألا تحبُني
قالت محاولةً إمساكَ يده

دفعَ يدها بسرعة
سونغوو:بلى أفعل و أنتِ تعلمين ذلك،لكنك شخصٌ سامٌ يجعلني أكره نفسي و أحمِلها ما لا طاقة لها به..
لذا مِن الأفضل أن نقطعَ آخر حبلِ وصلٍ بيننا

ناكيونغ:سأعاملك بشكل أفضل أعدك..

سونغوو:لم أعد خاضعاً لمشاعري و لا مستميتاً لتخطَّي وجودك في حياتي،سأتعلم كيف أعيش بدونك
إما أن أحيا و إما أن أموت،و أشكُ في الخيارِ الثاني فلا روح تَفنى بلا أخرى

هذه الكلمات..
لم تتوقع أبداً سماعها منه..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 23, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

لَم نعُد مرغَمينَ و لا مُغرَمينWhere stories live. Discover now