*** الطلقه الخامسه🔥

603 12 7
                                    


أخذت تلك الأم المكلومه تنظر إلي ولدها و الدموع تنهمر من عينيها و هو راقدا أمامها فاقدا للوعي لا حول له و لا قوه و لم تنتبه الي ما هي فيه إلا عندما فوجئت بيوم نهار جديد يشقشق و يملأ الحجره نورا و بين هذا و ذاك وقفت أمام شباك الحجره ناظره الي السحاب الذي يظلل السماء الذي اخذها و سافر بها الي مكان بعيد متذكره فيه حياتها السابقه حينما كانت شابه جميله في ريعان شبابها...تذكرت تلك اللحظه حينما كانت جالسه في غرفتها تسرح شعرها و تنظر إلي المرآه بعينين هائمتين لتفاجئ بيد من خلفها تملس علي شعرها المنسدل علي كتفيها فالتفتت الي صاحب تلك اليد و نظرت إليه بابتسامه يملؤها الحب و الشوق معا.
- انت چيت يا سليم؟
- ايوه چيت لك يا روح سليم ....ما جدرتش ابعد عنيكي يوم بحاله...اول ما خلصت اللي ورايا چيت لك چري يا نور العين!
ثم أخرج من تحت جلبابه علبه قطيفه حمراء اللون و اخرج منها سلسله ذهبيه
- ايه رأيك؟!
فرحت نعمات بتلك الهديه و قالت:
- حبيبي ربنا ما يحرمني منك واصل!
- و لا منك ابدا يا نور عيني!
- جولي عاد....الحاچ سالم عمل ايه في مشكله الأرض!
- الحمد لله سوينا المشكله دي...بس بعد ايه!
- و اخوك صفوت بيه....رضي أن أبوك يرچع الأرض لسويلم ابو عمران!
- الحجيجه لا...و اتعارك مع ابوي ساعتها...و سابه و مشي!
- عادته و لا هيشتريها....هو أكده طول عمره...محراك شر و وش أذيه...اني خايفه عليك منيه يا سليم!
- ما تخافيش يا نعمات....يعني هيعمل لي ايه...ربنا يهديه!
- ربنا يخده....و يريحنا من شره!
انزعج سليم من حديث زوجته قائلاً:
-وه!....چري ايه يا نعمات....انتي چري لعجلك حاچه؟!...بتدعي علي اخوي جدامي!
- اعمل ايه....ما هو من خوفي عليك منيه!....حجك عليا يا سليم....بس اني عاوزه نمشوا من اهنيه.....ما مرتحاش للجعده اهنيه ويا اخوك في دار واحده!
- تاني....تاني يا ام صقر!...احنا اللي هنعيده نزيده....مش جولتلك دي دار اهلي...و ما اجدرش أهمله واصل....جولت و لا ما جولتش!
- بس....!
قاطعها سليم بشده قائلاً:
- خلاص انتهينا عاد....و حسك عينك تفتحي السيره دي جدامي مره تانيه....انتي سامعه!
و بعدها تركها و خرج من الغرفه لترتمي بعدها علي فراشها و تبكي بحرقه!
و فجأه انتبهت نعمات علي صوت ابنها صقر و هو يفيق من غيبوبته مناديا عليها
- أمه!
التفتت نعمات و هي فرحه بعد أن استعاد ابنها وعيه
- سلامتك سلامتك يا ضنايا!
ينظر صقر حوله قائلاً:
- اني فين؟!...ايه اللي چابني اهنيه؟!
- ارتاح يا ولدي ما تتعبش روحك!
- ايه اللي حصل يا أمه؟!
- مفيش يا ولدي....بعد ما اتعاركت مع المخفي ديه اللي اسميه عفيفي انصابت و نجلوك ع المستشفي!
- صبره عليا الجزين ديه.....اما وريته!
- لا لا يا ولدي....بعد عنيه....اني ما عاوزاش يچري لك حاچه تانيه من تحت راسه....لو ليا معزه عندك صوح همله....و ربنا جادر يچيب لك حجك منيه!
صمت صقر و نظر إلي والدته و لكن رغبه الانتقام لازالت تراوضه.
........................................
- داخل ڤيلا صفوت القصاص

إذ نجد صفوت القصاص و هو ينادي علي ولده علي باحثا عنه و دخل غرفته و لم يجده
صفوت محدثاً نفسه:
- راح وين الواد ديه!
علي الجانب الآخر نجد علي و هو جالسا في احدي الكافيهات العائمه و كان يحتسي كوبا من القهوه و فجأه دخلت عليه فتاه شقراء بعينين عسليتين
- ايه اتأخرت عليك؟!
- لا أبدا....يلا بينا!
اعجبت الفتاه و قالت له
- علي فين يا علي؟!
- لما نروح هناك هتعرفي!
اخذ علي الفتاه و فوجئت بأنه وقف بسيارته أمام مبني مكتوب عليه من الخارج"الشيخ محمد دسوقي-مأذون شرعي"
- انزلي يلا يا ياسمين!
- هو...!
- ايوه هتچوزك!....اني ما بجيتش أجدر استغني عنيكي واصل!
- لا لا بلاش يا علي....حرام تربط نفسك بواحده زيي و حيالله ما تعرفهاش غير من شهر واحد بس!
- ياسمين....صدجيني اني بحبك و ما يهمنيش الماضي....ما يهمنيش غير الحاضر و بس!
- و والدك يا علي....لو عرف مش هيسكت و هيفرق ما بينا.....انا متاكده!
- ابويا ما عادش يفرج معايا زعله و لا رضاه حتي....اني خلاص....ما بجيتش جادر استحمل معاملته ليا و لا ظلمه اكتر من أكده.... جولتي ايه يا بت الناس!
صمتت ياسمين و اخذت تنظر إلي علي و هي في حاله من التردد الشديد بين الموافقه علي الشخص الوحيد الذي أحبها بصدق و بين خوفها من أبيه الذي تعمل لديه تلك اللحظه التي أتت فيها ياسمين بحثا عن عمل كي تساعد والدتها و إخوتها الصغار بعد أن تركهم والدها و تخلي عنهم كانت تتذكر حينما قابلت صفوت القصاص في احدي القري السياحيه حيث كانت تعمل حينها نادله تقدم المشروبات و الطعام للسائحين و النزلاء بالقريه و عندما رآها صفوت اعجب بجمالها الأخاذ و عرض عليها أن تعمل لديه مطربه في فندق سياحي خاص به عندما علم منها أن صوتها جميل في الغناء و لكنها لم تجد الفرصه لكي تصبح مطربه و مرت الايام و استطاعت ياسمين أن تثبت نفسها في عملها مما زاد من اعجاب صفوت بها و خلال عملها لديه قابلت ولده علي الذي نشأت بينهما علاقه حب طاهره.د و لكنه اخفي تلك العلاقه عن والده خوفا من بطشه.
..................................
فلنترك علي و ياسمين بعض الوقت و لننتقل بعد ذلك إلي زينه تلك الفتاه المسكينه التي فقدت زوجها و كانت جالسه في حجرتها تبكي بحرقه علي فراقه و بينهما هي علي حالتها المذريه هذه فوجئت بوالدها واقفا أمامها الأمر الذي جعلها تفط فزعه من علي فراشها و عندما رأته اخذت تبكي و أسرعت فجأه نحو نافذه الغرفه محاوله الانتحار فأسرع والدها نحوها كي يمنعها
- بعد عني....بعد.....انت عاوز تجتلني كيف ما جتلت وجدي مش أكده؟!
- ايه الكلام الفارغ اللي انتي بتجوليه ديه....مين اللي جالك أكده؟!
- عاوزني اجولك هو مين عشان تجتله كيف ما جتلت چوزي مش أكده؟!
- و هجتل چوزك ليه يا بتي؟!
- لما جولتلك اني ما عاوزاهوش جتلته يا أبوي...ليه عملت أكده؟!...اني ما جولتلكش تجتله...حرام عليك يا ابوي!
- اني ما عارفش انتي تجصدي ايه بالظبط....چوزك ديه اني طردته بعد ما واچهته بعملته و ما عارفش غار راح علي وين بعدها!
- لا يا ابوي انت تعرف كل حاچه.....حرجت چتته و رميتها للديابه تنهش فيها صوح و لا لا؟!
انصدم صفوت و قال لها
- عرفتي منين؟!
صمتت زينه و الدموع تنهمر من عينيها و رغم ذلك كانت تملؤهما نظرات البغض و الاشمئزاز من والدها
ليرد عليها والدها قائلاً:
- علي؟!... مش أكده؟!
و لكن زينه لزمت الصمت الأمر الذي زاد من غضب صفوت
- طب اني هوريه الكلب ديه...صبره عليا!
و بعدها ترك زينه و خرج كالمجنون من غرفتها و اخذ ينادي علي بدير زوج ابنته و ذراعه الأيمن
- بدير...انت يا زفت!
و عندما سمع بدير صوت عمه هرع إليه في زعر قائلاً:
- ايوه يا عمي.... خير!
- عاوزك تاخد رچاله و تدور لي ع الكلب اللي اسميه علي....عاوزك تچيبهولي من تحت الأرض...سامعني!
أومأ بدير رأسه و علي وجهه علامات التعجب من حاله عمه
و فجاءه سمع الجميع صوت صراخ بالأعلي و كان ذلك الصوت يقول:
- يا نصيبتي!.....زينه!

.....انتهي
الي اللقاء في الجزء السادس

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 06, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 صقر الصعيد (مستمره)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن