"هرب"

197 18 7
                                    




‎نتمنى الهرب لا نعلم الى اين سوى اننا نريد الركض والركض حتى تدمى اقدامنا لنصل للاشيء
‎نريد الوصول للاوجود للفراغ الوصول لكل مسميات العدم
‎لا نريد الحياه ولكن نتمنى العيش
‎كأن السعاده لا وجود لها وحتى ان وجدت تصبح غريبه
‎مجهولة المعالم ومؤقته تختفي في لحظه
‎ثم نعود من جديد

***

الصمت والكثير من الصمت المفزع التبس المكان بعد ماذلف لغرفته ولم يخرج بعدها حتى انتهى وقت عملي
كنت انا واللاشيء وصمت مهيب
لا اعلم ما الذي اشعر به حتى فجأه بردت اطرافي
وودت الهروب وسأفعل خرجت وانوي الذهاب بلاهدى
للاشيء واتمنى لو اصل للعدم ومعرفة مايكون هناك
هل سأختفي او سأجد الجحيم
بياض احتضن الارصفه وبرد تشبث بروحي
كنت اسئل نفسي لماذا ؟
لماذا انا هكذا لما لا اعرف سوى الخوف ؟
لماذا اخشى كل شيء لماذا اكرهني ؟
ولماذا ذاتي هشه لماذا اكره الحياه ؟
لماذا اريد الوحده واخاف ان يقترب مني احدهم ؟
لماذا اسئل كثيرًا ولا اجد الاجوبه ؟
ولماذا اهرب ولما اخاف الازقه؟
لماذا لا اصرخ ولا ابكي ؟
لماذا اكره ابي واشتاقه ؟
لماذا اريد الان ان ارتمي في حضن امي ؟
وانا من هرب منها !
لماذا انا ضعيف وهزيل ؟
لماذا لم استطع ان اصرخ ذلك اليوم واستسلمت له ؟
لماذا جعلته ينتصر بعد ما ارداني هزيمًا الم بقايا جسدي المتسخ بفعل يداه ؟
لماذا لم تفعل كلماتي شيئًا حينها ؟
لماذا ماتت اسئلتي ؟
لماذا هربت ؟
لماذا انا فاشل وجبان ؟
اكرهني اكره جسدي اكره كلماتي واسألتي اكره المطر اكره الازقه واكرهه
اريد ان انام
لا اعلم متى عادت بي اقدامي امام المكتبه من جديد
لما هربت عائدًا اليه
عيناه كانت مخافتي واطمئناني و سؤالي عقيم الاجابه
خائف واريد البكاء استطيع سماع ارتجاف عظامي
و شهيق قلبي وزفيره
ولأنني خائف هربت من جديد جررت ساقاي الهزيله الى البعيد الى سجني الصغير الى اوراقي الى سريري
الى شقوق سقفي المخيف الى مأمني ومخافتي الوحيده
كان الطريق طويل لأنني لم اسلك ذاك الزقاق الاسود
ارتجفت حين شعرت بأحدهم خلفي
اسمع خطواته و نفسه حتى لشدة الصمت في هذا الطريق زقاق واسع وهذه المدينه لاول مره كانت صامته تعمدت ذلك
لكني هزيل خائف لا ارغب الا بالاستسلام جبان
واتمنى ان يكون الموت خلفي
اسرعت خطواتي ولم التفت لم استطع حتى لو كان الموت
حتى لو كنت ارغبه انا خائف
واريد عيناه اريد سواده
اكره هشاشة ذاتي ولكني اريده
اريد فتى الشاطئ الأن
اقترب كثيرًا خطواته ترن في اذني
سقطت على ركبتاي لم احتمل ولا استطيع الهروب اكثر
جبان دائمًا ما كنت كذلك
"على مهلك مابك"
شعرت بروحي تنتفض وتهدأ اتى صوته كغطاء دافئ يحط على جسدي كان هوَ
حطت يداه على اكتافي واقامني واقشعر اديمي ودفعته ليس خوفًا بل ردة فعل مفاجئه لا اعلم سببها
كانت عيناه تلمع وسط الظلام الهادئ كانت ضوء نجمه خافته
سكنت روحي قليلا ولازلت انظر واعلم ان عيناي لا زالت تحمل الخوف
"فليهدئ قلبك يابحر"
كيف لي ان افعل لا اظن اني اعرف للهدوء طريق اسلكه بعد ما نطقت به شفتاك
ما ان رمشت عيناي الا وقد احاطتني يداه وعانقني فقدت الاحساس بكل شيء لم التمس امانًا في حياتي امواج خوفي سكنت اطبقت جفناي لا اشعر الا بنبض قلبه ويداه يمررها على ظهري ويردد على مسمعي
"لترسي الطمأنينة على شاطئ قلبك الخائف"
كان يهمس واشعر بأنفاسه كنسيم دافئ يعانقني
سكن قلبي هدأت روحي وصمت عقلي والخوف دفن نفسه وانخرس
كم مضى من الوقت لا اعلم كما لو ان كل عقارب الساعات لدغت نفسها وماتت بسمها
سحبت نفسي من بين يداه خشيت ان تعتاده روحي الهشه وتطلبه بإستماته
لم استطع النظر له واسئلتي تتزاحم لتخرج
لماذا لحقت بي ملئتني خوفًا واحطتني بأمانك ؟
"اعتذر لك بكل ماتحمل معاجم اللغات بكلمات الاسف لم اشئ ان ارسي بالخوف على شواطئك الآمنه  "
انا بحر من الخوف وما كنت انت الا الآمان الذي سبح وغاص في اعماقي
حبست كلماتي داخلي ولازلت لا انظرله
"لمحتك امام المكتبه وكنت اريد محادثتك ولكنك ركضت مبتعدًا ظننت ان شيء ما قد حدث لك ولحقت اطمأن عليك  خشيت ان يلحق بك الاذى بسببي كما حدث ذاك اليوم "
كان يبرر فعلته يقرأ اسئلتي ويطمأنني لا تفعل عد ذاك الوقح لا تكن رحيمًا لا تكن آمانًا فأنا هش وضعيف لا احتمل لا ارغب اعد تلك النبره الساخره اجعلني انفر منك
"شكرًا لك"
خرجت ضعيفه متردده اشبه بالهمس وهربت مبتعدًا اركض واشك بأن لي اقدامًا اكاد اطير لشدة ما ركضت
خائف من هذا الآمان الذي نال من قلبي واطمأنت له روحي
ورغبت به ذاتي
هربت خائفًا من ضعفي لو نظرت لعيناه لما استطعت الحراك من امامه
دخلت غرفتي اغلقت الباب مرتين وثلاث حتى شعرت وأنني سأنزعه في يدي  رميت ذلك الشعور خلفي خفت ان يلحق بي ويحبسني ولا استطيع محاربته
قلبي يصرخ يريد العوده إليه
وأنا ما أنا لا اعلم ؟
سأهرب ولكن الى اين ؟
وكيف سأهرب مني ؟
اترك العمل وماذا سأكل اين سأعيش سأطرد من هذه الخرابه
هل اعود ؟
اموت ولا اعود لذلك الجحيم
كنت شجاعًا لمرة في حياتي وكانت عندما هربت من ذلك النجس  ومن امي ووابي
ولا اظن انني سأكون شجاعًا مرةً اخرى
سأضل خائفًا اضع كلماتي واسئلتي سببًا لهربي
حلم بائس لم يتحقق وما كان الا قناع بالي لحقيقة انني هربت خوفًا وتقززًا من ذاتي
هربت منه هربت من تلك الزاويه
وصورة جسدي العاري المتكور كالجنين
واثار يداه قد طبعت على جسدي
نجاسته لطختني
لا زلت اخاف ان يجدني
لازلت ارتجف في جوفي لفكرة ان يعثر علي

اِندماجْ||TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن