chapitre 1

622 30 18
                                    

في ليلة ساحرة خُلقت للخطيئة، يسود هدوء قاتل كظلمة قلوبهم المتحجرة، حيث انسحبت نجوم السماء ببطء، رافضة أن تكون شاهدة على فعلهم الشيطاني. القمر الدموي يطل عليهم كشاهد أزرق ملطخ بالدماء، يشهد على تقديم قربان بريء لعملهم الظلامي.

هذا اليوم، الذي انتظروه لمدة 300 عام، سيكون النقطة النهائية لحلقة السلام على هذه الأرض. يعتزم السحرة جعله يوم انقلاب، حيث يسيطرون على الكتب المحرمة، السحر المقدس، والسحر الأسود، المختومتين بسبب جريمتهم التي لا يُغتفر عندما أحدثوا فسادًا في الأرض. ختمتهم الآلهة ولن يُفتح ختمهم إلا عند ظهور القمر الدموي، مصحوبًا بولادة مستذئب يختم الفتح بدمائه النقية المستنذفة ببطء و بدماء والدته التي فارقتها الحياة بعد خلق روح جديدة.

جمعت سلالات السحرة أمام الشجرة الأم، ووضعوا قدرًا ضخمًا لرمي المكونات السحرية الضرورية فيه، بجانب مهد مستعد لاستقبال الرضيع الذي لم يولد بعد، في انتظار اكتمال القمر الدموي وموت لونا من القبيلة. يستمر الهلال الفضي في لمعانه في الأفق، حيث ينتظرون اكتماله بفارغ الصبر... كل السحرة حاضرون، إلا القلة التي اختارت الحفاظ على توازن الكون. يرتدون عباءات سوداء ويخفون وجوههم في ظلالها، ليظلوا غير مكتشفين في هذا الليل المظلم.

تمزق صرخة الرضيع الهدوء القاتل في ليلة سوداء، كسواد قلوبهم الباردة. الجميع يندفع بسرعة، جاهزين لتنفيذ المهمة المقدسة. يتشكلون حلقة حول القدر والمهد، يعتزمون إكمال التضحية بكل همة، فحسب.

توجهوا نحو الرضيع الباكي، يعلن عن حضوره بموجة من البكاء الحارق للقلوب، كمنبه يعلن عن بداية فصل الظلام. تمسكوا بأيدي بعضهم، يكوِّنون حلقة تحيط بالقدر والمهد، والملكة تتوجه نحو الرضيع الذي يبكي بكاءً يشبه الموسيقى الحزينة.

رفعت الملكة الرضيع ببطء فائق، جرحته تحت قدمها، تمت التضحية تلك باستنزاف روحه قطرة دم بقطرة. كانت قلوب السحرة تترنح في تلاوة الطلامس التي لا يفهمها إلا هم. بدأوا يرتفعون عن الأرض تدريجيًا، وتصاعدوا بينما اشتد بكاء الرضيع، فإذا بهم يغلقون عيونهم جميعًا، يدخلون في حالة تركيز عميق.

في هذا اللحظة، تداخلت قلوبهم وروحهم معًا، وازداد وهجهم يلامس السماء. كانت العملية تجري بسلاسة، ولكن كان الرضيع يبكي بشدة. حتى أن الآلهة "سلين" رقيت قلبها على هذا المشهد، وقررت مخالفة القوانين الكونية لإرسال من يستطيع إنقاذ الطفل، وها هي تنتشر أنوار ذات وميض فائق. وبعد انسحابه، ظهرت فتاة في العشرينيات، شعرها أحمر كاللهب، حاملة الرضيع بين يديها. أصمت الجميع، وهذا ما لفت انتباه السحرة، حيث لم تكتمل تعويذتهم على ما يبدو، واعتقدوا أن روح الرضيع قد غادرت جسده قبل الأوان.

تم ايقاف جميع الحركة حولها، ولكنها فقط أغمضت عينيها واختفت بلمح البصر. اندلعت لعنات ولفظ السحرة من أفواههم، بعد أن تحرروا من تصنمهم. كيف استطاعت الوصول إلى هذا المكان بينهم دون أن يلاحظ أحدهم؟ والأغرب من ذلك كيف اختفت كطيف، كما لو كانت ظلًا فقط.

أنثى من الجحيم ||Female of hell||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن