chapitre 2

334 26 5
                                    


لا أعلم ما الذي حدث مع تايلور، فهي مذعورة بشدة، وبما أنا روحان في جسد واحد، فهذا ينعكس علي أيضًا. لهذا أصبحت مذعورة كذلك. فقط نفذت ما قالته لي، ولكن عنوان الكتاب الذي سطع في المكتبة منذ قليل "أنثى من الجحيم" يبدو لي كعنوان رواية خيالية. لكن سطوعه بتلك الطريقة ينفي هذه النظرية. أكملت سيري متجهة نحو السيارة التي ستأخذني لقبيلة "الرمح الأسود". أردت التراجع عن فكرة الذهاب، ولكن هذا بالتأكيد أمر لن يحدث أبدًا بهذه الطريقة. نحن نوحي لهم بأننا نريد أن ننهي علاقة الصداقة التي كانت قائمة منذ الأزل بيننا. لذا قررت تحمل الأمر من أجل أفراد القبيلة الذين لا يهتمون لأمري ولا يقدرونني، ولكن لا بأس بذلك.

أخذني لوي، جاما المرافق، من بحر تفكيري عندما تحدث معي وأخبرني بأنه سيكون مرافقي في هذه الرحلة.
"هذا سيء حقاً، جاما لوي"، تحدثت أُكْتافيا.

ليرد عليها جاما لوي: "لماذا لا تريدين مرافقتي؟ سأحزن حقاً إن كان الأمر كذلك."
ردت نافية حديثه: "لا، ليس كذلك، ولكنني أريد أن أكون غير مرئية بالنسبة لهم، ولكن وجهك حقاً لا يساعد."

قهقه بخفة ليرد: "معك حق في ذلك، فأنا جذاب جداً سأكون ساطعاً مثل الشمس، لذا لا يمكنك تفادي الأمر."

أومأت له لنصعد إلى السيارة. لوي هو صديقي المقرب، وتعلموا أننا وُلدنا في نفس اليوم، لكنه لم يكن ملعونًا مثلي. ولكن لوي لم يهتم بأمر اللعنة، وصادقني ربما بسبب صداقة والدينا، ولكن لا يهم، المهم هو أنني أحظى بصديق مرح وموثوق به وأيضا يعتمد عليه.

هو جميل حقاً، فارغ الطول، عريض الأكتاف، ذو فك حاد، شعره كستنائي يتخلله خصلات شقراء، يملك عيون خضراء زمردية.

بعد ركوبنا في السيارة، انشغل كل منا بأفكاره، لكن نصيبي كان الأكبر: "ملعونة منذ الولادة، لم أستطع التحول مثل الآخرين."

أخرجتُ الكتب من حقيبتي، أردتُ الاطلاع على كتاب "أنثى من الجحيم"، ولكنّني تراجعت. تفحصتُ الكتب الأخرى خلال رحلتي.

شعرتُ بقبضة حديدية تعتصر قلبي بين يديها، حتى اختل تفسي وأصبح صدري يعلو وينخفض بوتيرة سريعة كمحاولة فاشلة مني للتحكم في تنفسي. رفعتُ عيناي لأتفاجأ بالمنظر المروع أمامي.

العديد من الجثث مرمية في أرضية الغابة الخضراء، التي فقدت لونها وتلونت بالأحمر القاني من دموع هذه الأرواح. بعضها كان قد تواجد فيها فجوة عميقة تقع في جهة قلبه، والبعض الآخر تعرض لأسهم الفضة القاتلة، وهذه أسوأ طريقة لقتل مستذئب. لم يسلم العجائز ولا الأطفال من الموت.

رفعتُ جسدي ببطء وبدأتُ أسير بينهم، أمشي بدون وجهة، لم أعد قادرة على سماع أي شيء إلا أصوات أنفاسي المتثاقلة. ترنحتُ وسقطت ساقطة.

حاولتُ النهوض، لكنني لم أنجح للأسف. أعدتُ المحاولة وهذه المرة تمكنتُ من النهوض أخيرًا. لاحظتُ شخصًا يتشح بالأسود على بعد خمسة أمتار مني. حاولتُ الحديث لأطلب مساعدته، ولكن صوتي قد حبس داخل حلقي، ربما قد فقدت صوتي. أكملتُ المسير نحوه وأخيرًا وصلتُ أمامه.

أنثى من الجحيم ||Female of hell||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن