الفصل الاول || مقدمة

3.1K 45 66
                                    


"افتحوا الباب ارجوكم, لا اريد اللعب!" قالت الفتاة بصوت مهتز الا ان الاوان قد فات! فما ان لمحها ذلك الظل حتى انطلق نحوها كنسركاسر يحن الى رؤية مخالبه الدامية. صرخت الفتاة "بسرعة!" وعندها اهتز الباب بالكامل فدب الرعب في قلوب الأشقياء في الجهة المقابلة حتى فروا هاربين, فقد علموا أن شيء ما قد ابتلع صديقتهم والدور لهم! قد تغيرت قوانين هذه اللعبة, انها ليست لعبة تحدي... انها لعبة الفرار من شيء لا أحد يعلم ما هو...

كانوا مجموعة من الرفاق التافهين ممسكين بمقبض باب الكنيسة الخشبي الكبير حابسين صديقتهم في الداخل مراهنين بحياتها لما وراء الطبيعة القابع بين جدران الكنيسة. لقد ادركوا ان شيئا فضيعا قد حصل لصديقتهم ولكن هل من رجال؟ كل ما فعلوه اولئك الصبية الملاعين هو الهرب. وهم يفرون راكضين كطيور النعام كان باب الكنيسة قد انفتح على مصراعيه, ريح عاتية قد ضربته حاملة معها زمجرة مخلوق لا يعلم ماهيته إلا الذي خلقه!

هل أمنت حفنة الذئاب العقاب؟ قد وصل كل منهم منزله سالما نعم؛ لكن فعلتهم قد فتحت عليهم بابا من الجحيم لن يوصد وهم يعون ذلك جيدا! نام الواحد منهم وهو يتمنى أن يستيقظ ليجد نفسه قد كان يحلم. ومن الاصدقاء الاربعة أحدهم كان سريره باردا حين طلعت شمس الصباح التالي.

رن المنبه؛ لكن دومينيك لم يستيقظ, وضع وسادته فوق رأسه وظل نائما حتى انه لم يكلف نفسه عناء اطفاء المنبه. "دوميينيييك!!!؟ صاحت أخته الشابة ولم يكترث ذلك الصوت للمسافة والحواجز التي بينهما فقد عبر الباب ليدخل آذان دومينيك دون أن ينقص منه شيء فقفز الأخير من سريره!

أعاد له صوت اخته ذلك الكابوس, زمجرة الكنيسة الغاضبة! "مستحيل مستحيل" قال هازّاً رأسه "انه مجرد حلم, من المحال أن يكون ذلك الشيء حقيقي" ما حصل مساء البارحة لم يكن سوى حلم, ليس على هذا الفتى ان يتصرف بشجاعة حين يطلب منه أصدقائه مشاهدة فيلم رعب في المرة القادمة.

دفعت اخته كاميلا الباب بقوة ودخلت عليه فأفزعه ذلك المنظر لوهلة. "ايها المنحرف!" صرخت عليه حين رأته يقفز من سريره. "م..ماذاا!! لا ليس.. هذا.." رد مرتبكا فرمت عليه قفازا يخص المطبخ كانت ترتديه "اغسل وجهك وغير ملابسك لن اطلب منك بأدب مرة اخرى! انتظرك على المائدة" ثم توقفت لتقول مرة اخرى حينما همت بمغادرة الغرفة "احضر ذلك القفاز معك, منحرف."

في مكان آخر:

دخل الأب الشاب في غيبوبة, بينما كانت تناديه فيرونيكا لم تتلقى منه استجابة. "انا مرهق قليلا فيرونيكا, فقط احضري لي شرابي المعتاد" قال لما استفاق في مكتبه جالسا على كرسيه. ذلك المكتب الذي تنبعث منه رائحة الماضي البعيد, وتلك جسيمات الغبار المتطايرة التي تتحرك خلسة تحت أشعة الشمس المتسللة من النوافذ وماذا عن الرفوف المحملة بالكتب والتي تكاد تطال السقف؟ لن تتوقع غير هذا المنظر في سانتا ماريا, الكنيسة العتيقة في تير دي سافير. هذه الجدران وذلك السقف البعيد تم ترميمهم مئات المرات كي لا تقع الكنيسة على رؤوس زائريها -إذا ما كان هنالك زائرين اساسا!

"ها هو ذا ابتي, شرابك" وضعت الشابة النحيلة فيرونيكا كأس الرمان على سطح المكتب, كان احمرا وثخينا تفوح منه رائحة المعدن. 

كاتدرائية تير دي سافيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن