ما راجعت البارت سو اي اخطاء نبهوني... قراءة ممتعة
.
.
في اليوم السابق:-
افعى سامة يبلغ لسانها من الطول ثلاث أذرع لم تكف شرها عن الناس فما إن لمحت صيدا حتى أخرجت ذلك اللسان القذر. ما المناسبة؟ استقبل هذا الفصل طالبة جديدة اليوم, وان كان هذا الخبر عاديا للجميع فلن يكون كذلك لـ فيفيان وستوود, الفتاة التي اختارت مقعدا منتصف القاعة ليصل لسانها جميع الزوايا, "الطيور على اشكالها تقع, تلك المستجدة مؤكد انها غبية انظري اين تجلس!" قالت تخاطب صديقتها وهي تقهقه, "ألم تجد أحدا غير دومينيك تجلس الى جانبه؟ من اليوم سيكون لقبهم الثنائي الغبي.".
نادى الأستاذ باسم فيفيان حين رآها منشغلة عن محاضرته ووجه لها سؤالا يخص الموضوع فقامت هي تجيب, ولما لم تعرف كيف الاجابة قالت تبريرا تافها "شتتني الطالبة الجديدة بشعرها الاحمر, انه يشبه شعر جدتي" فقهقه الطلبة اثر ذلك, كان الوضع أشبه بحظيرة مكتظة بالديكة الرومية. "اسمها جين بونابرت, ثم عليك أن تنقذي نفسك آنسة ويستوود درجاتك تبكي في الزاوية. ننتهي هنا اليوم " خرج الأستاذ من القاعة وترك الجميع يضحك على تلك المتسلطة حتى صديقتها التي تجلس الى جانبها لم تكتم ضحكتها, "على ماذا تضحكين ايتها البلهاء" قالت فيفيان بغضب.
أشرف اليوم الدراسي على الانتهاء ولا تزال فيفيان تدبر أمرا ما, بينما كان باقي الطلبة يتحدثون الى بعضهم مبتهجين لم تكف هي عن تلك المسكينة. "هيي ذات الشعر الاحمر, اتعلمين كم هو جبان ذلك الفتى الذي يجلس الى جانبك؟" قالت فيفيان ولم يكن أحد مهتما لما قالت وكان الجميع قد اعتاد طبيعتها وحتى دومينيك لم يعرها اي اهمية تذكر فقط قال بدون اكتراث "حسناً, لقد ربحتِ اهنئك". أما جين لم تدري ما تقول ولكنها كانت تستمع. حينها اقترب أحد الطلبة الذكور من فيفيان ووضع يده على كتفها مشتركاً معهم الحديث.
-ادرين: "صحيح, زميلك دومينيك لا يمتلك الجرأة لخوض التحدي"
-دومينيك: "لا تستمعي لهم, الفراغ يقتلهم هذا كل ما في الأمر"
-فيفيان: "انظر من يتكلم, خبير صناعة الطائرات الورقية, سيداتي سادتي (انحناء) أقدم لكم السيد دومينيك..." قالت تقهقه ثم أردفت "لما لا تري الجميع شجاعتك.
-دومينيك: "شكرا شكرا"
-جين: "لا اعتقد ان هذا مهم" قالت بهدوء.
-ادرين: "سنذهب الى الكنيسة الليلة ان كنت تجرؤ أظهر وجهك, الساعة التاسعة" ثم قام بتقبيل فيفيان وأكمل "انتظرك هناك حبيبتي" قال مغادرا ملوحا بيده.
ما تبقى من الحوار كان إجبار فيفيان صديقتها ان تحضر معهم الليلة وقد بدى على تلك الأخيرة الخوف والتلكؤ. أما بالنسبة لدومينيك فلم يعطِ ردا ولم يكن مهتما البتة ولعله لن يحضر. إلا أن الغريب تلك الفتاة جين قد بدت متحمسة, ما علاقة الكنيسة بتحديات الشجاعة؟ هل هي طقوس ينفرد بها كهنة كنائس هذه القرية؟ كشخص انتقل حديثا الى قرية متأخرة لم تدخل القرن الواحد والعشرين من الطبيعي أن يتشوق لاستكشاف قريته الجديدة.
غابت الشمس وأسقطت مصابيح الشوارع الخافتة بظلال المارة الباهتة والذين بدورهم لحقوا الشمس شيئا فشيئا حتى غابوا تماما عن الطرقات. الساعة التاسعة مساءا؛ أنه أول الليل ولكن في هذه القرية المهملة التي تقع في أقاصي فرنسا فالليل لا أول ولا آخر له, انه ليل وهذا كل ما في الامر وجميع القرويين في منازلهم ولربما هم يرقدون كالموتى لا يعلمون ما يحصل خارجا. تسلل الجميع من منازلهم خفية الا جين فقد أخبرت والدتها انها ذاهبة للكنيسة. وياه كم فرحت تلك الأم بابنتها المؤمنة التي اختارت من الكنيسة انطلاقة لحياتها الجديدة في هذه القرية, "بالتوفيق ابنتي" قالت الأم مودعة.
عند الموعد تماما قد حضر الجميع؛ دومينيك الذي لم يكن مهتما في بادئ الأمر كان حاضرا معهم عند رأس الطريق الترابي الطويل المؤدي للكنيسة.
"حسنا ماذا ننتظر" قال دومينيك بشجاعة ووافقه ادرين لكن فيفيان كانت مترددة تنظر للوراء "تلك البلهاء, يا لها من جبانة" قالت فيفيان بصوت خفيض ولعلها كانت تقصد زميلتها بكلامها, "انتظروني" قالت بعد أن سبقها الجميع.
-جين: "كم تبعد الكنيسة من هنا؟" قالت ثم نظرت الى ساعة يدها "التاسعة والربع"
-فيفيان: "اوه انظروا من دب بقلبه الرعب" قالت بمكر.
-دومينيك: "اقتربنا" قال رادا على جين. ثم نظر تجاه فيفيان "اقدامك ترتجف ونحن لم نصل بعد"
-فيفيان: "اخرس, هذا لا يعنيك" قالت وقد اصابها الحرج.
ادرين الذي كان يسبقهم بخطوات نادى بهم فقد شاهد ظل الكنيسة الهائل مغطيا الغابة. بناية تحجب القمر هكذا رأتها جين لاول مرة بواجهتها القاتمة وجوها حالك السواد تحيط بها القبور قبل أن يحوطها السور الخشبي المتهالك. هدوء وظلمة وبوم ينعق وبريقا يخرج من بين الاشجار. وهنا تباطأت الخطى فمن كان يسبح كقرش صار يتمايل كسمكة في مياه ضحلة! بلع ادرين ريقه وانتظر البقية لكي يشجعوه على إكمال الطريق بينما تسمرت فيفيان في مكانها, "واو ما هذا المنظر اود ان ارسمه" نطقت جين التي كانت بكماء طوال الطريق. أما بالنسبة لدومينيك فكان منبهرا... تلك القصص المخيفة التي يتداولها المراهقين عن الكنيسة لم يكن مبالغ فيها. ومع أنها لم تكن أول مرة يرى دومينيك فيها الكنيسة لكنها كانت الاولى ليلا. ولربما كانت المرة الأولى لادرين وفيفيان فإن لم تكن كذلك مالتفسير المنطقي لكل هذا الخوف المفاجئ؟
احدث الباب صريرا وهو يتحرك رويدا رويدا, وقد انفتح قليلا وتسلل منه ضوء خافت جعل جزءا من الظلال تهرب. في هذه الاثناء جين المتحمسة ذهبت ترد التحية.
_______________________________
_______________________________
قد اكون بطيء بهاي الرواية سو ما اشجع احد يقرأها اذا ماعنده صبر, عادي ترجعلها لما تكمل
أنت تقرأ
كاتدرائية تير دي سافير
Mystery / Thrillerفي اقاصي قرية تير دي سافير المسالمة توجد كنيسة, مغلفة بهالة من الغموض يحيطها الظلام من كل جانب. لا احد يعلم متى شيدت وعلى يد أي قديس, لكن ما هو مؤكد ان للكنيسة يد بأختفاء بعض فتيات القرية. هل سيتدخل احد مطالبا بابنته او عشيقته؟ هل سيقطع احدهم حبل ا...