موت سام

723 45 4
                                    

في الصباح الباكر و مع تغريد العصافير حول القصر و حدائقه... كان في وسط الحديقة التي خلف القصر، ذات الأشجار المتشابكة، و شعاع الشمس الذي يخترقها لينعكس على العشب الرطب...

كان هنالك شخص واقف في وسط الحديقة... كان ثابتاً، كأنه جزء من الغابة... الحيوانات كانت تلعب حوله في طمأنينة... بدأ الشاب بالتحرك قليلاً في حركات أقرب للرقص، كان الهواء شريكه في تلك الرقصة، كان يقفز في خفة لينزل على الأرض كأنه ريشة...

كان الشاب هو زوندِ الغامض، و كان يتدرب في تلك الغابة بهدوء كل يوم... لكن هذا اليوم كان مختلفاً...

ففي القصر ضيوف أغراب...

جين قررت أن تستكشف الغابة التي حول القصر، بما انها قضت السنين السابقة في الغابات و البراري فأصبحت ترتاح هناك أكثر...

لترى ذلك المنظر العجيب... ذلك الشاب ذو الشعر الأسود و الخصل الفضية في مقدمة رأسه... و ذلك الجسد النحيل المغطى بملابس صوفية سوداء بسيطة و اكمام ثوبه الطويله... و تلك الحركات الغريبة المحكمة التي لا ثغرة فيها... أسلوب قتالي أقل ما يقال عنه أنه جميل...

احس زوندِ بجين فتوقف ثم قال: " أهلا انسة جين، صباح الخير"

تراجعت جين إلى الخلف في حذر...

"اعتذر عن تصرفي في الأمس... و لكنني لا اقصد شرا" قال زوندِ

رفع زوندِ يديه إلى الهواء ثم قال: " انا لست مسلحاً كما ترين... و أقسم على رتبتي انني لا اقصد شرا..."

اطمأنت جين لكلامه، فالقسم على الرتبة شيء قدير بين الفرسان...

"ما نوع التدريب الغريب هذا؟"
سألت جين

جلس زوندِ على صخرة قريبة ثم قال: "في هذا التدريب احاول ان اتاقلم مع البيئة و ان اتناغم معها، فهي الرفيق الدائم في كل المعارك..."

قفزت جين إلى شجرة مقابل زوندِ و جلست على غصن فيها ثم ردت: " قد يكون كلامي جارحا و لكن اعتبر ما قلت مجرد هراء... انت من يصنع الظروف في القتال... و ليست البيئة"

"و كيف أتعلم السباحة إذا لم اتناغم مع المياه و اتعلم فيها السباحة؟ نفس الشيء بالنسبة للهواء و الأرض... إذا لم اتعلم كيف اتحرك في الهواء بتغيراته فسوف يكون ضدي و ليس معي... هذا رأيي فحسب..."

"واه... انت تتحدث كرجل مسن... كم عمرك؟"
قالت جين و هي تأكل فاكهة وجدتها في الشجرة

"لا أعلم تماما... لم يكن حولي من كان يعد لي السنين عندما كنت طفلاً... و لكنني في بداية العشرينات حسب نمو جسدي و وجهي..."
قال زوندِ و هو يداعب الحيوانات

قررت جين أن لا تسأله عن ماضيه لما سمعت منه...

"لقد أشرقت الشمس... حان وقت الإفطار، سيغضب السيد يوقان إذا تأخرنا... "
قال زوندِ

The legend of the prisoner- أسطورة السجينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن