الفصل الواحد والعشرين

89 9 2
                                    

الفصل 21
ماذا سأفعل !؟
عليكِ أن تفعلي كل ما بوسعك
لمَ ؟
لكي تنجو من كل ضيق فلا بد لكِ الاجتهاد وفعل كل شئ
...
كان اجتماع شديد الخطورة وهو أول يوم لعودة باهر بعد تعافيه من الإصابة وهو يجاهد لكي يتعافى قلبه حتى وان كان صعب ولكنه يحاول كان التركيز منهم شديد للغاية قام باهر وامسك ملف ثم وضعه أمام ذكرى دون النظر لها
قائلاً لها : هذه اهم عمليه للمستشفى منذ أن فُتحت وهي لكِ
فوجئ عمر من أنه أعطى تلك العملية لذكرى ليس هو
ثم جلس فقال له حسام : اعذرني يا سيد باهر لمَ
قاطعه باهر قائلاً بهدوء : لمَ لم يأخذ تلك العملية السيد عمر
صمت قليلاً وكأنه يرتب كلامه قائلاً : لأن باختصار فيما قبل كنت أقول إن السيد عمر هو المدير في غيابي ولكنه يعامل كطبيب ولكن اليوم الوضع اختلف
فقال له عمر بخفوف : كيف اختلف ؟
رد باهر بهدوء قائلاً له : لأن منذ اليوم فانت رئيس القسم وأشار له علي العقد.
قائلاً له : وهذا يثبت أن لك في المستشفى مثلي اي يعني أنك رئيسها قبلي
نظر حسام وجميع الأطباء متفاجئين فقال لهم باهر : هذا اقل شيء يمكني أن أقدمه لمن جعل اسماً لتلك المستشفى لدرجة حاله مثلها تأتي هنا
كان عمر معقود اللسان لا يعرف ماذا يقول فكان صامتاً
الي أن قام باهر وامسك كرسي ووضعه بجانبه علي رأس الطاولة وامسك عمر ليجلسه بجانبه قائلاً: ولذا أيتها الطبيبة ارجو منكِ أن تنجحي في تلك العملية
قبل ان ترد قال : والان انتهي الاجتماع تفضلوا اخرجوا جميعاً
فقال عمر له بتأثير كبير : لمَ يابني ؟
رد باهر : كان عيد ميلادك منذ فترة وهذه هديتي أترفضها ؟
مسك عمر باهر واحتضنه بشدة قائلاً له: جبر الله قلبك يا حبيب ابيك
...
ذهب باهر يتفقد المرضى وجدها واقفة ومع رجل ليس عاملاً بالمستشفى وتصرف كأنه لم يرهم ولكنه سمعها تقول : فلتذهب يا يزن
يزن هو يعلم ذلك الاسم جيداً وكيف لا يعلمه
ذهب لهم قائلاً لهم : ايمكنكم مناقشة أي شيء يخصكم ولكن خارج إطار العمل لم اعينك هنا لتقفي تتحدثي مع خطيبك أظن أن لديك عملية قلت لكِ هي كل شيء هنا
وتركهم ليذهب سمع يزن يقول : قالت تستقيل لم توافق إذاً لا يحق لك أن تُعلي صوتك عليها
عاد باهر ينظر له بشر قائلاً بهدوء : وانا لم أجبرها أن تعمل هنا هذا اول شيء.
وصوتي عالي؟
افعل ما يحلو لي ثم أخرج من هنا هيا
....
بعد اسبوع والقلق بها كقلق طالب ثانوية عامه ينتظر نتيجته ذهبت بسرعة وكانت متوترة للغاية وبدأت التجهيز للعملية ولا تعلم كيف أخطأت واعطت المريض حقنه خاطئه كيف حدث ذلك وبسرعة اخبر الممرضين عمر و باهر أن المريض في خطر ودخلوا هم ليقوموا بفعل العملية وسط ذهول وعدم فهم وصمت غريب منها بعد ما خرجوا طمأنوا اهل المريض العملية تمت بخير وذهب باهر الي غرفته وهو ذاهب قال بصوتٍ عالٍ : ذكرى اريدك في مكتبي حالاً
ذهب عمر خلفهم لأنه يدرك أن النار فتحت بوجهها
دخلوا ووقفت هي كانت الدموع متجمعه بعينيها قالت : يا باهر
قبل أن تكمل صرخ بها قائلاً: اسمي السيد باهر مَن سمح لكِ بمناداتي هكذا هذا شيء ..
أما ثاني شيء اريد تبرير عن ما حدث حالاً.
قالت ببكاء : والله لا اعلم كيف تم تبديل تلك الإبر صدقني
صرخ بها :أهي لعبة بين يديك قلت هي حياة ناس الا تتقي الله في عملك؟
ماذا إن لم اتي أنا أو السيد عمر ؟
كان سيموت هل ستقولي لأهل المريض لن اعلم كيف تم تبديل الابر ؟
عمر أمرها بالخروج ليهدأ.
قال باهر وهو يهم بالخروج : كيف اهدأ ماذا إن مات
هي حياة ناس يا بشر لمَ تفعلوا ذلك اين تركيزكم للعمل إن أصبحت هكذا نغلقها احسن.
....
واقفاً يروي أزهاره بهدوءٍ ورآها تأتي هي وأبيه وهم يضحكوا سألهم : علي ماذا تضحكوا ؟
قالت له ريحانه كالطفلة بشعرها الذي يتطاير خلفها : لا دخل لك
أصبحت هي واقفة ووالده جالساً وهنا وجه الماء عليها أصبحت تجري وتضحك بصوتٍ عالٍ وتقول : كفى جياد كفي
ترك كل شيء ليمسك بها كانت هي معها كوب من الماء وما إن وصل إليها ألقته عليه لتجلس بجوار همام حاول مسكها ولكنها تشبست بهمام قائلةً له بعطف : لا تتركني
ما إن اقترب جواد قال له : جواد ابتعد هي بأماني
الان نظر له ثم قال له : ادخل لتفعل لنا أي مشروب
اراد أن يعترض ولكنه نظر له نظرة تعني اريدها وحدها
قالت ريحانه له : ماذا تريد ؟
ضحك همام قائلاً لها : اعلمتي اني أريد شيئاً حسناً
لمَ لا تذهبي كثيرا لأهلك ؟
‏ضحكت وقالت له : همام انت تعلم اني اذهب ليس هذا هو السؤال.
‏ضحك وقال لها : لا تحزني مني أتي سأتدخل فيما يخصك أنتِ وجواد ولكن لمَ لم تفكروا في الإنجاب أتمني أن أرى حفيدي قبل أن اموت.
‏امسكته ريحانه من يديه قائلةً له : بعيد الشر عنك لا تقول ذلك يا عمي.
‏صمت ثم قالت بحزن : كنت قبل شهرين لدي الطبيبة وأخبرني أن كل شيء إرادة الله ولكن أخاف أن اكون مثل امي فهي أنجبت بعد فترة كبيرة للغاية.
‏احتضنها همام قائلاً: كل شيء بإرداة الله لا تقلقي بعد عدة أيام كانوا جميعهم في الشركة ولكن التعب اشتد لم تستطع أن تتحمل رآها همام في حالة يرثى لها
‏قال لها بخوف : هذا اكيد نتيجة المياه التي فعلها جواد لكِ
‏اخذها وذهب بها دون علم جواد ليكتب الطبيب لها أي مسكن.
‏كان جواد في مكتبه يسأل السكرتيرة قائلاً:أين السيد همام؟
‏ردت السكرتيرة بهدوء : لقد خرج منذ قليل
‏اومئ جواد باستغراب يخرج أبيه دون أن يخبره
‏قال لها : حسناً أنا ذاهب الي ريحانه.
‏قالت السكرتيرة : لقد خرجت مع السيد همام
‏قال السيد همام سيذهب بها الي الطبيب لأنها مريضة
‏وهنا جن جنونه قائلاً لها : ماذا ؟
‏واخذ هاتفه وذهب سريعاً.
‏....
‏كان يأكل وكأنه لم يأكل منذ عام
‏اراد والدها أن يحدثه فقال له بضيق : احاديثك هذه لا تأتي إلا وأنا اكل اصمت الي أن انتهي.
‏اتت وارادت أن تأكل معه وجدته يرفع عينيه بشرٍ قائلاً لها بهدوء : إن لم تتركي ما بيدك وتقومي من هنا
‏ثم قال فجأة : ولمَ كل ذلك الأكل به فلفل حراق
‏قالت ببرود : أحبه وسأكل.
‏بدأ يصرخ قائلاً: يا عبد الرحمن انقذني يأكلون اكلي
‏اتي عبد الرحمن سريعاً قائلاً : مَن مع حفيدي ؟
‏مَن معه ؟
‏وجد زهرة قال لها : ابتعدي يا زهرة عبد الرحمن واتركي حفيدي يأكل فهو لم يأكل منذ فترة.
‏قالت زهرة : يا أبي مر علي اختطافه أكثر من أربع اشهر
‏تعصب عبد الرحمن قائلاً : تذكروا شئ جيد مثل أنه يجلس امامي الان وهو بخير لقد تعافت كل جروحه
‏أشار يامن بحزن الي احدي أصابعه قائلاً: الا هذا يا عبده
‏امسك عبد الرحمن يده وقبله قائلاً : الان سيشفي يا حبيب عبده.
‏قال عاصم له بهدوء : يامن انتهي من كل ذلك وقل لي هل تريد أن تتزوج ابنة عمك أم لا إنك قلت ذلك وصمت.
‏تحدث يامن بامتعاض : قلت وأخيك لم يرد علي بشئ ولكن قل لي هل انت معارض ؟ أتريدها انت ؟
‏يامن صرخ به بشدة
‏قائلاً له :إنها ابنة اخي لا يجوز
‏أومئ يامن وبدأ يهز رأسه قائلاً وهو ينظر الى عبد الرحمن : يبدو أن عمي بهجت لن يوافق
‏كاد عاصم أن يضربه إلا أن عبد الرحمن نظر له نظرة تعني افعل شيئاً أن استطعت.
‏فقال يامن اخيراً: نعم ساتزوجها لمَ يا ابي ؟
‏تنهد عاصم قائلاً: لاننا لم نتقدم لها رسمياً
‏جحظ يامن عينيه وهو ينهض قائلاً لأبيه : وانا كنت حزين ظننت أنهم هم مَن سيأتوا لي !
‏وجدوا بهجت واقفاً بعيداً ويضحك بشدة كانت فاطمة تكبر وتقول : يديمك سعيد يا حبيبي
‏بعد أن هدأ سأل بهجت عن امل قالت له والدته : امل تخرج كل يوم لا تأتي إلا قرب عودتك الا تعلم يابني
‏تظاهر بهجت وكأنه نسي هذا ثم قال : نعم نعم أنا لم اتذكر
‏صمت وصمت كل شيء بداخله الا عقله لماذا تذهب والي اين بدأ أن يكون هزيلاً ضعيف أين هو الآن عن فيما مضى لقد انتهي.
‏...
‏قال والده بحزن : ماذا بك يا حبيب ابيك ياليتني كنت أنا
‏قال أيهم بتعب : لقد اشتد المرض علىّ يا ابي لقد اشتد علي كثيراً ويبدو اني انتهي يا ابي
‏قال هارون بحزن : بعيد الشر يابني
‏..
‏ماذا تفعل يا باهر ؟
‏سأله عمر بعصبية
‏رد باهر بهدوء قائلاً: لقد فصلت ذكرى يا سيد عمر هل هناك مانع.
‏صرخ عمر به قائلاً له : نعم لن يتم فصلها يا باهر.
‏تنهد باهر بقوة قائلاً : دون فصلها لقد انتهي عقدها يا أبي لم يبقي سوا شهر ليس مهماً إذاً.
‏رد عمر في محاولة أخيرة قائلاً له : يا باهر 
‏طرق علي الباب سمح باهر للطارق فأتي رجل وقال : سيد باهر هذا فيديو غرفة العمليات يوم العملية تحديداً.
‏اومئ باهر له ثم نظر الي عمر قائلاً له :إن كانت مظلومة سأتراجع يا أبي صدقني.
‏بدأ بتشغيل الفيديو لم تكن الكاميرا تأتي بوجه مَن يفعل ذلك ولكن علمه من ملابسه قال متفاجئاً : يزن !
‏سأله عمر بحيرة : مَن يزن ؟
‏رد باهر بضحك يقول : يكون خطيب السيدة يا أبي
‏تنهد ثم قال له : الآن اعتقد أن ليس لديك مانع في فصلها أليس كذلك
‏رد عمر بتكذيبه قائلاً له : هذا كذب هذا كذب
‏رد باهر بنفاذ صبر قائلاً: هل أنا من وضعت ذلك الفيديو؟
‏قبل أن يمضي قال عمر له بعصبية : إن غادرت ذكرى سأغادر أنا أيضا ثم تركه وذهب.
#بقلمي_الباشمؤرخة_هموسه

وللثأر حكايا بقلم هموسه عثمان ( مكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن